في وصمة عار ثقافية .. بلدوزر الجيش يحوّل مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقي إلى أطلال

- ‎فيتقارير

في أغسطس 2023، نفت محافظة القاهرة وجود مقبرة الشاعر أحمد شوقي ضمن مخطط الهدم في منطقة الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، مؤكدة أن الأخبار عن ذلك "غير صحيحة"، وقبل أيام، فوجئ سكان القاهرة التاريخية بالجرافات تهدم المقبرة، وتحولها إلى أطلال، مع نقل رفات الشاعر إلى مقبرة بديلة على أطراف العاصمة كما حدث مع شعراء مدرسة الإحياء ومنهم محمود سامي البارودي الذي هدم قبره.

ويأتي الهدم من خلال مشروع "تطوير القاهرة التاريخية" الذي أطلقه السيسي منذ عامين لأعمال هدم واسعة في "مدينة الموتى"، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ نحو 40 عامًا.

وكشف البلدوزر زيف الهدف المعلن من إنشاء محاور مرورية جديدة لتخفيف الزحام، مثل محور صلاح سالم الجديد وربط ميداني السيدة عائشة والسيدة نفيسة. بعد تجرأ سلطات الانقلاب والهيئة الهندسية وشركات الباطن، على هدم مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقي (1868–1932)، بعد نقل رفاته إلى مكان بديل، لتلحق بضريح رائد مدرسة الإحياء الشعري محمود سامي البارودي (1839–1904) الذي أُزيل قبل أشهر، رغم التعهدات الحكومية السابقة بعدم المساس بهذه المقابر التاريخية.

ويرى مثقفون وباحثون أن بلدوزر الجيش حوّل مقبرة شوقي إلى أطلال، في استمرار لمسلسل إزالة مقابر رموز الثقافة المصرية، مثل مقبرة حافظ إبراهيم في 2023، ومقابر أخرى لشخصيات بارزة. ويؤكدون أن هذه الإزالات تمثل جريمة في حق التراث والهوية الوطنية، وأنها تكشف عن تجاهل حكومي لدعوات الحفاظ على المقابر وتحويلها إلى مزارات سياحية.

وعلق عماد عبدالحميد Emad Abdelhamid ".. أمير الشعراء أحمد شوقي .. لو انجلترا عندها شكسبير وفرنسا عندها هوجو والعراق عندها المتنبي فمصر عندها أحمد شوقي ".

وأضاف ".. يوصل بينا الجهل والاستهتار اننا نهدم مقبرة أمير الشعر العربي لاجل توسعة طريق .. " متهما المتعدي باعتياد".. القبح ولا تنظر للأمور سوى بمنظور عسكري صلب لا يعرف للفن قيمة ولا للأدب تأثير على حضارة الشعوب ومستقبلها؛؛؛".

وربط بين الجريمة وبين اليوم السنوي للاحتفاء باللغة العربية "وبدل ما يكون في قرار بتجديد وترميم مقبرة أهم رموز اللغة العربية في تاريخها وليس تاريخ مصر فقط .. أصحو اليوم على خبر هدم مقبرة أحمد شوقي .. لساني يعجز عن التعليق والتعبير عن حجم المرارة التي أشعر بها

شوقي اللي بيقول

وياوطني لقيتك بعد يأسٍ

كأني قد لقيت بك الشبابا

https://www.facebook.com/emad.abdelhamid.79/posts/pfbid02KEjRedV4reNYXQBbj1hudZLZNZ4dtod5r62hU5Xc2T5erULqvcmhPLnt9tyj9aVtl

الباحث حسن حافظ وعبر Hasan Hafez أعاد نشر تحذيره بمقال عن نية الحكومة إزالة مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقي ونشر صورالمقبرة قبل أيام قليلة من الإزالة..

وتناول المقال استمرار مسلسل هدم المقابر التاريخية في القاهرة، وتعمد هدم رواد مدرسة الإحياء الشعرية من مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقي  لتلحق بضريح سلفه الشعري محمود سامي البارودي ومقبرة شاعر النيل حافظ إبراهيم (1872–1932).

وأضاف "الحكومة" أشرفت على تفكيك تركيبة ضريح شوقي ونقلها إلى جهة غير معلومة، وسط مخاوف من تحويل المنطقة إلى محور مروري ومشروعات تجارية على حساب التراث الثقافي. ويشير الكاتب إلى أن الهجوم الذي تعرض له مدفن عائلة زوجة شوقي عام 2023 كان بمثابة تمهيد لإزالة المقبرة، حيث دُمرت معظم القبور المحيطة بينما تُرك قبر شوقي دون مساس، في رسالة اعتُبرت غطاءً لاحقًا لنقل رفاته.

وانتقد "حافظ" بشدة ما يصفه بـ"جريمة في حق الثقافة المصرية"، إذ لم يشفع الدور التأسيسي لشوقي والبارودي وحافظ في الشعر العربي الحديث، ولا قيمتهم الأدبية والتاريخية، أمام جرافات الإزالة. ويذكّر بأن مقبرة طه حسين نجت فقط بضغط فرنسي، بينما فشل المثقفون المحليون في حماية مقابر رموز الأدب والشعر.

https://www.facebook.com/hassan.hafez85/posts/pfbid02kqmfbGjLzM4Tzof5eexcEfzsDRsLQFUG8e4YKiApTDoRLZzEs9iHAErvDAWeH13el

مخالفة القانون

والقانون رقم 144 لسنة 2006 يحظر هدم المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز أو المرتبطة بشخصيات تاريخية، وهو ما ينطبق على مقابر شوقي وحافظ إبراهيم والشيخ محمد رفعت وغيرهم.

كما حذرت تقارير حقوقية وأثرية من تحايل لحكومة السيسي على القانون لتنفيذ الإزالات معتبرة أن وعود حكومية نُكثت ووزير الثقافة وعد في أكتوبر 2024 بوقف الإزالات لحين دراسة الموقف، لكن الهدم استمر.

وأكدت مصادر من إدارة الجبانات أن توسعة الطريق الجديد فرضت إزالة مقبرة شوقي رغم استثناء سابق. مشيرة إلى أن أسرة الشاعر وافقت على نقل الرفات إلى حين إنشاء "مقبرة الخالدين" التي وجّه السيسي بإنشائها.

وأكد باحثون أثريون أن الحكومة أزالت نحو 80% من المقابر التاريخية في شارعي الطحاوية وابن الفارض وشملت الإزالات مقابر الملكة فريدة، ومحمود سامي البارودي، ومحمود باشا الفلكي، وقبة حليم وفي أغسطس 2025، طالت الإزالات مقبرتي شيخي الأزهر مصطفى المراغي وحسن مأمون، ومقبرة درية شفيق مؤسسة حزب بنت النيل و 70% من مقابر السيدة نفيسة أُزيلت بالكامل.

 

ردود فعل

وضمن ردود الفعل استقال من لجان حكومية، المهندس أيمن ونس رئيس لجنة المباني ذات الطراز المميز، احتجاجًا على استمرار الهدم وذهبت مناشدات من جهات أثرية وحقوقية لوقف الإزالات، أدراج الرياح دون استجابة فعلية.

أما اليونسكو (برئاسة مديرها صاحب فكرة هدم المقابر الإسلامية والتاريخية خالد عناني) فلم تصدر موقفًا علنيًا حتى الآن، رغم أن المنطقة مدرجة على قائمة التراث العالمي.

https://x.com/SaheehMasr/status/2003814974158672328