جدل بين مؤيد ومعارض أمام حلقة الدحيح عن سيف الله المسلول خالد بن الوليد، وقف ثلاثة معلقين أحدهم من شدة إعجابه بالبرنامج الدوري لمقدمه (ممثل الآن بأدوار فكاهية وساخرة) لم في "الورد" عيب إلا جماله وآخرون حذروا من تفريغ التاريخ الإسلامي من الغاية من الجهاد، وتمثل القدوة وحب الشهادة عند الأوائل والتي دانت لهم الدنيا، لأسباب لا تخلو من أصحاب المواهب والفلتات.
الشاب عمار مطاوع @AmmarMetawa (معارض للانقلاب مقيم بالخارج) يبدو أنه كان من الفريق الأول الذي تشبه بمن قال: "وعين الرضا عن كل عيب كليلة، إن أغلب الشباب الصغير اللي شاف حلقة الدحيح عن خالد بن الوليد، ماكانوش يسمعوا أصلا قبل الحلقة عن شخصية بالاسم ده، واللي يعرفه منهم غالبا فاكره شخصية تاريخية زي جحا وأبو زيد الهلالي كده، لكن جهابذة المزايدة وحبك المؤامرات شايفين الدحيح عنده أجندة إلحادية خطيرة عشان بيشوّه شخصية قائد عسكري عربي عند جيل يسمع زياد ظاظا وفليكس".
ورأى مطاوع أن "مستوى التعليقات على الحلقة تدل على مدى الانفصال الكامل عن المجتمع والواقع، وحتى الدين نفسه، أحد أكثر منشورات الانتقاد للحلقة يعلق على عدم قول (رضي الله عنه) بعد اسم خالد بن الوليد، والحقيقة إن بمستوى الوعي ده عند المنتقدين، فالأحسن سيبوا الشباب يأخذوا دينهم من الدحيح ،ويعرفوا إن قول رضي الله عنه مش واجب ولا يجوز النهي والأمر فيه، لأنه على أكثر الآراء تشددا، مستحب لا أكثر.".
وعن انطباعات مماثلة بحوادث شبيهة أشار إلى أم صلاح الدين الأيوبي وقصتها في الأدب المقارن قائلا: " درسنا في منهج الأدب المقارن، نصوصا عن رؤية الشعوب الأوروبية لشخصية صلاح الدين الأيوبي، وإزاي احتار القادة المسيحيين في تفسير نبل وقوة وانتصارات صلاح الدين عليهم، فما كان منهم إلا أن طلعوا شائعة إن أم صلاح الدين كانت سبية أوروبية عند زعيم قبيلة عربي، وإن جينات البطولة الأيوبية، ورثها عن أمه الأوروبية.. ".
وخلص "مطاوع" أن "البرنامج علمي مش وعظي، والراجل عنده فورم كتابة ومحددات واضحة من أول حلقة، المصادر علمية واللغة محايدة، ليه كل حلقة نفس الصدمة ونفس التعليقات الانفصالية عن الواقع!".
ونصح برأيه من تابع الحلقة أن "شوفوا حلقة فلسطين، وحلقة خالد بن الوليد، وحلقة كوسوفو.. استمتعوا وتعلموا واستفيدوا من الجهد العظيم المبذول في الحلقات، ونصيحة لإخوانا المروجين للمؤامرة، خفوا على الناس الله يكرمكم، خفوا على الناس عشان أغلب العيال الصغيرة فاكرة إن المغرب وقته ضيق عشان بلد بعيد.".
https://x.com/AmmarMetawa/status/1996370203404272013
ويكاد يكون على اتفاق معه حساب @Veteran_Politc مع اختلافات مؤكدة فاعتبر أن المشكلة ليست في "الدحيح" أو في حلقة "سيدنا خالد بن الوليد"، و"المشكلة في من يأخذ دينه من الدحيح!".
وأوضح أن مقدم البرنامج "..برنامجه علمي وثقافي وتاريخي، يكلمك عن الجانب العسكري والتكتيكي، خطط ومعارك وتحليل، مش طالع يعظ، ولا يشرح عقيدة، ولا يمثل منهج ديني أصلاً.".
وبين أن أمام شخص أو برنامج بهذا النوع يكون على المستمع عدة أمور منها؛ "تسمع منه معلومة تاريخية؟ أهلاً، تتعلم منه ثقافة عامة؟ ممتاز،
إنما تعتمد عليه كمصدر ديني؟ دي الكارثة… ".
ورأى أن أراد معرفة سيرة الصحابة بإيمانهم ومكانتهم، فليذهب "لعلماء ومتخصصين، مش لمقدّم محتوى هدفه التبسيط مش التعليم الشرعي"، داعيا إلى عدم لوم "الدحيح" على ما قدم بل "لوم نفسك لو كنت فاكر إن مصادر الدين بتتاخد من يوتيوبر، مش من أهل العلم، الدحيح مش مرجع ديني، ومش المفروض أصلاً يبقى مرجع ديني.".
https://x.com/Veteran_Politc/status/1996562015867846884
كلام مستشرقين!
الكاتب السوري مؤمن مقدادي وعبر @MoMegdadi تبنى ما كتبه "م.ن محمد بن سليمان" ووجه هذه الكلمات لمن تابع حلقة "خالد بن الوليد" رضي الله عنه وطلع مبسوط، داعيا له أنه "لازم يوقف شوي ويراجع حاله.".
وأوضح أن هذا "التوقف والتبين" ليس لأن الحلقة ضعيفة—بالعكس، شغل انتاج مرتب وحكيه سلس—بس المشكلة مش هون. موضحا مكمن المشكلة برأيه وهي بمنهج الحلقة.
وبين أن ما قدمته حلقة خالد بن الوليد "تقريبًا نفس فعل المستشرقين: "تفريغ تاريخ الإسلام من روحه، وتحويله لمجرد قصص عسكرية وسياسية كأن الصحابة قادة جيوش وبس، مش مؤمنين حاملين رسالة.".
واعتبر طرح الدحيح للتاريخ الإسلامي خط وطرح علماني عربي ومفاد هذا "احكي القصة، بس اشطب منها الإيمان.". مستطردا في الإفادة "خلّي الفتوحات مشاريع توسّع، والصحابة ناس شاطرين عسكريًا وسياسيًا، والدين مجرد ظرف اجتماعي ناسب زمانه ومكانه.".
وشدد على أن أسلوب الحلقة "..مش بريء، ومش “طرح محايد للتاريخ” زي ما بيبين. بل هو برأيه "تفريغ ممنهج: تشيل الوحي، وتشيل العقيدة، وتشيل مقصد الرسالة، وتترك نسخة باهتة من خالد بن الوليد: مغامر، ذكي، قائد، بس مش رجل تغيّر قلبه بالإيمان وعاش ومات عليه.
وأكد أن هذا أخطر من أي خطأ تاريخي، مستدركا "لأنك لما تشيل الإيمان من قصة خالد بن الوليد، طبيعي تفسّر اللي صار بمنطق سطحي:
الإمبراطوريات ضعفت، فالمسلمين استغلوا الفرص، طب وين التحوّل العقدي؟.. وين اللحظة اللي قلب خالد انقلب من سيف على الإسلام لسيف للإسلام؟.. ليش ضحّى؟ ليش عاش بالطريقة هاي؟.. كل هذا غايب… لأن المنهج اللي وراء الحلقة شايل البعد الإيماني كله.".
واعتبر أن الأخطر أن "الناس مبسوطة وبدها “كمان حلقات زي هيك”!.. يعني عادي عندهم نسمع سيرة الصحابة بنفس طريقة المستشرقين؟
عادي نطنّش العقيدة ونمسك التكتيكات؟.. عادي يتحوّل تاريخ أمّتنا لسجل عسكري وسياسي؟!".
وجدد أن قصص التاريخ الإسلامي لا يمكن أن تنزع "..عن سياقه الإيماني ومحاولة تقديم صورة بلا روح".
ورأى أن "خالد بن الوليد تحديدًا ما بينفهم إلا بنور الإيمان اللي صاغه، والتحوّل اللي قلب حياته، والرسالة اللي عاش إلها.. " موضحا "العبقرية العسكرية جزء من القصة، بس مش هي القصة.".
إذن توصل إلى أن قصة هذا الصحابي رضي الله عنه " تبدأ بالإيمان وتنتهي بالإيمان". مشددا أنه بدون هذا البعد الإيماني إعادة "لإنتاج نفس طريقة المستشرقين الذين أمضوا حياتهم "يشيلوا قوة الدين من تاريخ المسلمين.".
https://x.com/MoMegdadi/status/1996526918670139445