من الجامعة الأمريكية بالتحرير إلى البيت الأبيض.. “دحدوح” مسيحية مصرية وفحيح يُروّج لتصنيف “الإخوان”

- ‎فيتقارير

 برز اسم "نانسي دحدوح" في سياق ملف الإخوان المسلمين من قبل عدد من المراقبين والباحثين في مراكز الدراسات الأمنية، خصوصًا في تقارير مرتبطة بالولايات المتحدة وأوروبا، وإن شخصية مثل نانسي دحدوح تظهر بجلاء باعتبارها إحدى أهم مهندسي قرار تصنيف جماعة الإخوان المسلمين ومروّجيه.

أبرز من تناول دورها هم خبراء في مكافحة الإرهاب سيباستيان جوركا، وبعض المحللين في مراكز مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إضافة إلى تقارير أوروبية عن نشاط الإخوان في الغرب.

 

ونشر جوركا Sebastian Gorka مستشار سابق في البيت الأبيض، معروف بدعواته لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، اسم نانسي دحدوح في تقارير مرتبطة بمساعيه، حيث كانت ضمن فريق أمني ينسق مع هذه التوجهات.

واشارت "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" وهو مركز أبحاث أميركي مؤيد ل"إسرائيل"، تناول دورها في دعم سياسات التضييق على جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات " في ملفاته إلى أن مسؤولين أميركيين، بينهم دحدوح، يتابعون نشاط الإخوان في أوروبا ويربطونه بتهديدات للأمن القومي.

الضيف الدائم لقناة "فرنسا 24" خطار أبو دياب ذكر في تقارير مجلة "المجلة" السعودية، أشار إلى أن السلطات الفرنسية تضع الإخوان تحت المجهر، وذُكر اسم دحدوح في سياق التعاون الأمني بين أوروبا والولايات المتحدة.

 

وفي واشنطن، ذُكرت كجزء من فريق الأمن القومي الذي يدفع باتجاه تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، وأشار إلى دورها تقارير استخباراتية أوروبية عن مراقبة أنشطة الإخوان في ألمانيا وفرنسا، باعتبارها حلقة وصل مع الجانب الأميركي.

وبالبحث قالت تقارير: إن "نانسي دحدوح، مديرة مكافحة الإرهاب والتهديدات في مجلس الأمن القومي الأميركي (مكتب مدير الاستخبارات الوطنية)، برز اسمها في تقارير عن وفد أميركي أمني زار لبنان بغطاء دبلوماسي في نوفمبر 2025، حيث التقى الوفد مسؤولين لبنانيين لمناقشة مكافحة تمويل الإرهاب".

وتشير تقارير دولية إلى ارتباطها بمؤسسات مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي من الجهات التي تدعم سياسات التدخل الأميركي في الشرق الأوسط.

وفي واشنطن، هناك جهود من شخصيات مثل سيباستيان غوركا لتصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية وذكرت نانسي دحدوح ذُكرت ضمن هذا السياق، حيث دعمت هذه التوجهات إلى جانب جماعات داعمة "لإسرائيل".

وهدفها المعلن؛ تعزيز التعاون الأمني الأميركي-"الإسرائيلي"، والضغط على الدول العربية لتشديد الرقابة على التمويل المرتبط بالإخوان.

وتداولت بعض القنوات على يوتيوب اسم "دحدوح" في سياقات مثيرة للجدل مرتبطة بفيديوهات مفبركة عن شخصيات عامة، لكن هذه ليست مصادر موثوقة.

ضد العرب والمسلمين

المحلل السياسي والأكاديمي خليل عناني وعبر حسابه Khalil Al-Anani وتحت عنوان "خبايا تحركات الصهاينة ضد العرب والمسلمين في أمريكا"، قال إنه: "ليس أخطر على العرب والمسلمين من الصهاينة إلا نظراؤهم من العرب والمسلمين أنفسهم. فقلّما تجد سياسة أو قرارًا أو موقفا يضرّ بالإسلام والمسلمين شرقًا أو غربًا إلا وفي خلفيته فاعل عربي أو مسلم متصهين، يمهّد الطريق أو يوفّر الغطاء أو يبرّر أمام الرأي العام".

أقول هذا بعد خبرة طويلة في متابعة التحركات العلنية والخفية لسياسيين وباحثين وإعلاميين يعملون لخدمة المشروع الصهيوني. بعضهم رؤساء دول وحكومات، وبعضهم وزراء، وبعضهم باحثون في جامعات مرموقة مثل هارفارد، وكثرٌ منهم في مواقع الإعلام والصحافة، يؤثرون في تشكيل الرأي العام وصناعة القرار".

وأوضح أنه "يقف خلف قرار تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية عدد من الشخصيات العربية والمسلمة، لكن أبرز شخصيتين غير معروفتين للعامة هما شخصية من أصول مصرية مسيحية، وأخرى من أصول باكستانية مسلمة، وكلتاهما من أكثر الأصوات تطرفاً، وتخدمان المشروع الصهيوني بدافع المكاسب الشخصية".

وأشار إلى أن نانسي دحدوح، شابة مصرية مسيحية في الأربعينات من عمرها، وهي الشخصية الأبرز التي يستمع إليها الرئيس في ما يتعلق بالإسلام والمسلمين.
 

وأوضح أن "مسيرتها المهنية بالكامل جاءت عبر مؤسسات استخباراتية وأمنية أميركية منذ تخرجها من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2003، وصولاً إلى عملها في البنتاجون، ثم مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، قبل انتقالها إلى إدارة ترامب مطلع العام الجاري".

 

ونشر "العناني" صورتها بالبيت الأبيض واشار إلى أنها هي من نشرتها  بعد صدور الأمر التنفيذي بتصنيف الإخوان مباشرة.

ووصف العناني "سابستيان جوركا" مستشار ترامب لمكافحة الارهاب، بالشخص النازي وأرفقتها من "الإنجيل" بقول: "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعون حسب قصده"، وقالت "أشعر بتواضع وسعادة بالغة لمشاركتي في صنع التاريخ اليوم. بارك الله فيكم، أيها الرئيس ترامب والدكتور سيباستيان غوركا"، كما شاركت على إكس تغريدة لحساب رئيس الوزراء الإسرائيلي يرحب بالقرار). وذلك حسب الصحافي محمد البديوي الذي كتب تقريرا مهما عن الموضوع.
 

، الشخصية الثانية: هراس رفيق

وأضاف خليل العناني لها شخصية أخرى وهي لبريطاني من أصول باكستانية، وُلد عام 1965، وعمل هراس رفيق لسنوات في التجارة والأعمال قبل أن ينتقل عام 2003 إلى مجال أكثر ربحاً: صناعة الحرب على الإرهاب.

وأوضح أنه في 2009 عمل في مؤسسة كويليم المرتبطة مباشرة بالأجهزة الاستخباراتية البريطانية، والتي أسسها ثلاثة شبان عرب ومسلمين سوّقوا أنفسهم باعتبارهم "جهاديين" سابقين.

وقدمت المؤسسة استشارات أمنية واستخباراتية لحكومات غربية عديدة، قبل أن تُغلق عام 2021 بعد تراجع سوق "مكافحة الإرهاب".

وأوضح  أنه بعد إغلاق مؤسسة كويليم، بحث رفيق عن بيزنس جديد، فانتقل إلى مجال مكافحة معاداة السامية حيث تبنّته الدوائر الصهيونية وعيّنته في معهد بحثي مقره فلوريدا متخصص في هذا الملف.

وأصدر رفيق ومعهده تقريراً أخيرا من 265 صفحة بعنوان "التغلغل الاستراتيجي للإخوان المسلمين في أميركا" التقرير ليس دراسة علمية، بل وثيقة تحريضية تستهدف العرب والمسلمين في الولايات المتحدة، وتعيد إنتاج خطاب (التحالف الأحمر ـ الأخضر) الذي يروّج لفكرة تحالف اليسار مع الإسلاميين لإسقاط النظام الأميركي، وهي سردية صهيونية جديدة تُستخدم اليوم لتشويه النشطاء المسلمين بعد انهيار الرواية الإسرائيلية في أعقاب حرب الإبادة على غزة.

واعتبر أن المفارقة أن هذه الدوائر الصهيونية المتغلغلة في مراكز صناعة القرار في واشنطن، تتهم المسلمين—وليس الإخوان فقط—بالسعي إلى التمكين داخل أميركا، في حين أنها تسعى عملياً لخلق غطاء سياسي وأمني لإغلاق مئات المؤسسات والمراكز الإسلامية، واستهداف النشطاء المسلمين وملاحقتهم تحت ذريعة الانتماء للإخوان المسلمين.

https://www.facebook.com/kalanani/posts/pfbid023A4kt2VqEVFhegdyL9yoh2mjCk6aqE3Gvfswy1JxtCujqCZHJGnMNjknuaRD4jkvl