بعد فرض حصار جوى…ترامب الإرهابى يهدد بهجوم برى ضد فنزويلا ومادورو يتوعد بمقاومة طويلة الأمد

- ‎فيعربي ودولي

 

 

واصل الرئيس الأمريكي الإرهابى دونالد ترامب، -الذى كان يزعم أنه الأحق بجائزة نوبل للسلام – إشعال الحروب فى مختلف بقاع العالم وأعلن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا والمناطق المحيطة بها وهدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو باجتياح برى لبلاده

كان الإرهابى ترامب، قد كتب في منشور عبر "تروث سوشيال" : إلى جميع شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات والمتاجرين بالبشر، يرجى اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا والمناطق المحيطة بها مغلقا بالكامل .

وزعمت إدارة ترامب أنها تدرس الخيارات المتعلقة بفنزويلا لمكافحة ما صورته على أنه دور مادورو في توريد المخدرات غير المشروعة التي تقتل الأمريكيين.

 

عملية برية

 

وقال ترامب مخاطبا قوات الجيش الأمريكى إن الولايات المتحدة ستبدأ قريبا جدا عمليات برية لوقف تجار المخدرات الفنزويليين المشتبه بهم. وفق تعبيره

وحذر من أن الضربات الأمريكية على القوارب المحملة بالمخدرات المزعومة في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصا، يمكن أن تتطور إلى عمل بري في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، رغم أنه كان قد أجرى مكالمة هاتفية مع مادورو وناقش زيارة محتملة للرئيس الفنزويلي للولايات المتحدة.

 

تكاليف ضخمة

 

فى المقابل أعرب مسئولون أمريكيون عن دهشتهم من إعلان ترامب وعدم علمهم بأي عمليات عسكرية أمريكية جارية لفرض إغلاق المجال الجوي الفنزويلي.

وقال ديفيد ديبتولا، الفريق المتقاعد الذي قاد منطقة حظر جوي فوق شمال العراق في عامي 1998 و1999، إن إعلان ترامب يثير أسئلة أكثر مما يقدم من إجابات.

وأضاف ديبتولا في تصريحات صحفية أن فرض منطقة حظر جوي فوق فنزويلا قد يتطلب تخطيطا وتكاليف ضخمة لتحقيق الهدف من إغلاق المجال الجوي.

 

تهديد استعماري

 

فى المقابل طالبت الحكومة الفنزويلية باحترام مجالها الجوي، في رد مباشر على إعلان ترامب.

وأدانت الحكومة الفنزويلية في بيان صادر عنها، تعليقات ترامب ووصفتها بأنها تهديد استعماري ضد سيادة البلاد وتتعارض مع القانون الدولي.

وندد الرئيس مادورو ومسؤولون رفيعو المستوى في حكومته، يظهر بعضهم بشكل يومي على شاشة التلفزيون الرسمي، بالإمبريالية الأمريكية في تعليقاتهم الأخيرة، لكنهم لم يذكروا ترامب بالاسم، حيث تحاول الحكومة الفنزويلية تهدئة التوترات، وفقا لمصادر أمنية ودبلوماسية.

 

قدرات فنزويلا العسكرية

 

فى هذا السياق كشفت مصادر مطلعة على القدرات العسكرية الفنزويلية، عن الإمكانات المتاحة للجيش الفنزويلى وقدرته على استخدامها فى حالة حدوث مواجهة مع الولايات المتحدة مشيرة إلى أن الجيش الأمريكي يفوق قدرات الجيش الفنزويلي بشكل كبير، موضحة أن الجيش الفنزويلي يعاني من ضعف بسبب نقص التدريب وانخفاض الأجور وتدهور المعدات العسكرية.

وقالت المصادر : رغم أن مادورو، الذي يتولى السلطة منذ عام 2013، يتمتع بالولاء العسكري من خلال تعيين ضباط في مناصب حكومية، فإن الجنود العاديين دخلهم يعادل  100 دولار فقط شهريا ، وهو ما يقارب خمس ما تقول الدراسات أن الأسرة الفنزويلية المتوسطة تحتاجه لتلبية احتياجاتها الأساسية  .

وحذرت من أن حالات الفرار، التي تحدث بالفعل في العديد من الوحدات بالجيش الفنزويلي، قد تتزايد في حال وقوع هجوم عسكري أمريكي مشيرة إلى أن الخبرة الأساسية للقوات الفنزويلية في السنوات الأخيرة، تتمثل في مواجهة المدنيين العزل خلال الاحتجاجات في الشوارع.

 

8  ملايين مدني

 

فيما قال مادورو إن هناك 8 ملايين مدني يتدربون على حمل السلاح لمواجهة أى غزو أمريكي، لكن المصادر تقدر أن هناك عدة آلاف فقط من أفراد المخابرات وأنصار الحزب الحاكم المسلحين وأعضاء الميليشيات سيشاركون بالفعل في الأعمال الدفاعية.

وكشفت المصادر إن المعدات العسكرية للجيش الفنزويلي معظمها روسية الصنع وعمرها يمتد الى عقود، كما أنها غير متوفرة بكثرة، وهناك نقص كبير فيها لافتة إلى أن كاراكاس كانت قد اشترت حوالي 20 طائرة مقاتلة من طراز "سوخوي"  في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن مقارنة بطائرات "بي 2" التي تملكها الولايات المتحدة، فإنها تعتبر ضعيفة.

ولفتت إلى أن الطائرات والمروحيات والدبابات والصواريخ المحمولة على الكتف الروسية الصنع في الجيش الفنزويلي أصبحت قديمة أيضا.

 

حرب العصابات

 

ازاء هذا الضعف فى امكانات الجيش أكدت مصادر أن فنزويلا تخطط لشن مقاومة على غرار حرب العصابات أو إثارة الفوضى في حال وقوع هجوم جوي أو بري أمريكي .

وفى هذا السياق كشف مسئولون رفيعو المستوى، أن الرد سيكون "مقاومة طويلة الأمد"، وسيشمل وحدات عسكرية صغيرة في أكثر من 280 موقعا تنفذ أعمال تخريب وغيرها من تكتيكات حرب العصابات.

وأكدت المصادر أن فنزويلا قامت بالفعل بنشر 5000 صاروخ من صواريخ "إيجلا" الروسية الصنع، والتي أشاد بها مادورو مؤخرا على شاشة التلفزيون الحكومي.

وقالت إن الأوامر العسكرية تقضي بتفرق الوحدات العسكرية والاختباء في مواقع مختلفة في حالة وقوع هجوم.

 

استراتيجية الفوضى

 

وأوضحت المصادر إن الاستراتيجية الثانية، تعتمد على احداث حالة من الفوضى والتي لم يعترف بها المسؤولون الفنزويليون، من خلال استخدام أجهزة المخابرات وأنصار الحزب الحاكم المسلحين لخلق الفوضى في العاصمة كاراكاس وجعل فنزويلا غير قابلة للحكم .

وقالت ان هناك قوات كولومبية تتبع أسلوب حرب العصابات، مثل تلك الموجودة في غرب فنزويلا، والتي تعد أيضا مركزا لزراعة الكوكا، المكون الأساسي للكوكايين.

وأشارت المصادر إلى أنه في كثير من الأحيان، يحشد أنصار الحزب الحاكم، الذين يطلق عليهم اسم "كوليكتيفوس"، قوافل من الدراجات النارية لمواجهة المتظاهرين وفي بعض الأحيان يكونوا مسلحين.

وبينما تتهم جماعات المعارضة الفنزويلية والمنظمات غير الحكومية وواشنطن وبعض حكومات أمريكا اللاتينية، مادورو والجيش الفنزويلي بالارتباط بجماعات تهريب المخدرات، المتهمة أيضا بالعنف تنفى الحكومة الفنزويلية باستمرار وجود أية علاقات بها مع تلك الجماعات وتتهم الولايات المتحدة بأنها تسعى إلى تغيير النظام للسيطرة على احتياطيات النفط الهائلة في فنزويلا.