كشف تحقيق استقصائي مبني على تحاليل معملية أجراه برنامج "الأكيلانس" حول جودة مياه الشرب في مصر، عن نتائج مثلت صدمة ومفاجأة بعدما دعت لإعادة النظر في الثقة المطلقة بالمياه المعبأة في قوارير كبيرة من علامات تجارية شهيرة، خصوصًا القوارير الكبيرة التي قد تتعرض لسوء التخزين والتعقيم.
ولدرجة تلوثها غير المتوقعة قال البرنامج الذي سبق أن أجرى عدة تحليلات سابقة على مواد غذائية شهيرة ومياه شرب: إن "الاعتماد على مياه الصنبور مع غليها أو تهويتها كخيار أكثر أمانًا وصحة وأقل تكلفة".
ودعا البرنامج رجال الأعمال والمستهلكين إلى إدراك أن "السم قد يكون في العسل" إذا لم تُفحص المياه المعبأة جيدًا وأن المياه المعبأة ليست دائمًا آمنة، بل قد تحمل تلوثًا خطيرًا، بينما مياه الصنبور الحكومية في مصر أظهرت نتائج أفضل بكثير.
إلا أن التقرير أشار أيضا إلى أن العيب الوحيد المحتمل في مياه الصنبور هو ارتفاع نسبة الكلور، وهو أمر يمكن التغلب عليه بسهولة بترك المياه مكشوفة لربع ساعة أو غليها، لتصبح بذلك الخيار الأكثر أماناً وتوفيراً للمصريين،
وكانت رسالتهم الأساسية أن لا تنخدع بالبراندات، فالأمان قد يكون في أبسط الخيارات.
تحليل معملي
ونشرت منصة Egycastic قصة التحاليل المعملية التي أثبتت أن بعض القوارير الكبيرة لعلامات تجارية شهيرة (رمزها "بسيلا" و"زامانو") غير مطابقة للمواصفات القياسية.
ورغم الإشارة إلى أسماء شركات المياه المعدنية برموز في الفيديو إلى أن الجمهور على السوشيال فسروها بالآتي:
تهاني.. ساني
بسلة.. نستلة
يالا بينا.. أكوا فينا
سفيان.. إفيان
زمانو.. إيلانو
سافانا.. بيوفانا
ألو.. فلو
سان ستيفانو.. سان بيليرجوينو
وكشفت التقارير المعملية أن إحدى العبوات الزجاجية لعلامة "سافانا" فشلت في الاختبار الميكروبيولوجي رغم نجاح العبوة البلاستيكية لنفس العلامة.
ووُجد تلوث بكتيري خطير، أبرزها المكورات العقدية البرازية (Fecal Streptococci)، وهو دليل على تلوث المياه بفضلات الإنسان أو الحيوان.
وأن قارورة "زامانو" سجلت 15 ألف خلية بكتيرية، و30 وحدة من البكتيريا البرازية، بينما قارورة "بسيلا" سجلت 9 وحدات، موضحة أن هذا النوع من التلوث قد يسبب التهابات معوية وكلوية خطيرة، خاصة لمرضى نقص المناعة.
واجتازت مياه الحنفية (الشبكة الحكومية) اجتازت الاختبارات بامتياز، وكانت خالية من الميكروبات وكان توازن الأملاح والمعادن فيها (الكالسيوم والماغنسيوم) جاء مطابقًا لأغلى أنواع المياه المعدنية المستوردة مثل "إفيان" و"سان بيليرجوينو"، وأن العيب الوحيد هو ارتفاع نسبة الكلور، ويمكن التغلب عليه بترك المياه مكشوفة أو غليها.
معامل معتمدة
واعتمد التحقيق الاستقصائي على سحب عينات عشوائية من الأسواق وتحليلها في معامل معتمدة من "الإيجاك" (المجلس الوطني للاعتماد)، مرتكزاً على ثلاثة محاور رئيسية: التحليل الميكروبيولوجي (العد البكتيري ورصد مسببات الأمراض)، الخواص الفيزيائية (اللون والطعم والرائحة)، والتحليل الكيميائي (نسب الأملاح والمعادن).
ولقياس مدى سقوط "القارورة" في فخ التلوث البرازي، كشفت التحاليل أن العبوات العائلية الكبيرة (القوارير) لبعض العلامات التجارية الشهيرة التي تم ترميزها بأسماء (بسيلا وزامانو) غير مطابقة للمواصفات القياسية المصرية.
التحليل الميكروبيولوجي عن وجود تلوث بكتيري مرعب في قارورة "زامانو" وصل إلى 15 ألف خلية (TBC)، والأخطر هو العثور على بكتيريا "المكورات العقدية البرازية" (Fecal Streptococci) بنسبة 30 وحدة، وهو مؤشر قاطع على تلوث المياه بفضلات الإنسان أو الحيوان، كما سقطت قارورة "بسيلا" في نفس الاختبار بوجود 9 وحدات من نفس البكتيريا، مما يجعلها خطراً داهماً قد يسبب التهابات معوية وكلوية خطيرة، خاصة لمرضى نقص المناعة.
الفلتر المنزلي
وبالنسبة لفلاتر المياه المنزلية، أظهرت عينة لفلتر "7 مراحل" (لم يتم تغيير شمعاته بانتظام) وجود تلوث بكتيري بـ "المكورات البرازية"، مما يعني أن الفلتر تحول إلى بؤرة لنقل الأمراض بدلاً من تنقية المياه، كما فشلت إحدى العبوات الزجاجية لعلامة تجارية شهيرة (سافانا) في اختبار الميكروبيولوجي رغم نجاح عبوتها البلاستيكية.
ورأت أن السبب في هذا النوع من التلوث في العبوات المائية لاسيما القوارير الكبيرة التي قد يكون سوء التخزين والتعقيم، مؤكداً أن غلي مياه الصنبور هو الوسيلة الأضمن والأكثر صحة للقضاء على أي شكوك، بدلاً من دفع أموال طائلة، بحسب (ايجي كاستيك).
تحليلات سابقة
وفريق الأكيلانس لم يقتصر على تحقيق العسل فقط، بل أجرى عدة تحقيقات أخرى عن منتجات غذائية ومشروبات في السوق المصري، مثل المياه المعبأة، العصائر، الجبن، الفواكه، وحتى الفلاتر المنزلية، بعض هذه التحقيقات أثارت جدلًا واسعًا وأغضبت شركات كبرى والجهات الرسمية.
العسل:
ونشر الفريق أكثر من حلقة عن العسل، كشفوا فيها أن بعض الأنواع مغشوشة أو يتم تغذية النحل فيها بالسكر بدلًا من الرحيق الطبيعي.
وردت حكومة السيسي رسميًا على هذه التحقيقات، نافية وجود عسل مغشوش في الأسواق، وقالت: إن "الفريق لم يلتزم بالمنهج العلمي السليم".
المياه المعبأة:
التحقيق الأخير كان عن المياه المعدنية المعبأة، وأظهر وجود تلوث بكتيري خطير في بعض العلامات التجارية الشهيرة، مقابل تفوق مياه الصنبور الحكومية في الاختبارات.
هذا التحقيق أحدث ضجة كبيرة لأنه مسّ منتجات يثق بها المستهلكون يوميًا.
الأجبان:
أجروا تحقيق عن منتجات جبن شهيرة مثل "دومتي"، وكشفوا أن بعضها يحتوي على دهون نباتية وليست طبيعية بالكامل.
العصائر والفواكه:
حلقات عن العصائر المصرية، حيث وجدوا أن بعضها مجرد ماء وسكر وليس عصير طبيعي.
وتحقيقات عن الفواكه مثل المانجو والرمان، لتوضيح الفرق بين الطبيعي والمغشوش أو قليل الجودة.
الشاي والقهوة:
قدموا مراجعات عن أنواع الشاي والقهوة في السوق، بعضها بالتعاون مع علامات تجارية، وبعضها بشكل نقدي.