مع تزايد الخروقات الصهيونية لاتفاق وقف اطلاق النار وقيام قوات الاحتلال بمهاجمة أماكن عديدة فى قطاع غزة مثل خانيونس ورفح والشجاعية وبيت حانون وقتل العديد من الفلسطينيين بالإضافة إلى عدم سماح قوات الاحتلال بدخول المساعدات الإنسانية وعرقلتها من أجل تجويع الفلسطينيين …احتجاجا على هذه الأوضاع تردد فى وسائل الإعلام أن حركة حماس أبلغت الوسطاء بأن وقف إطلاق النار قد انتهى وأنها مستعدة للعودة إلى القتال .
ورغم نفى الحركة صحة هذا البيان إلا انها طالبت الوسطاء والولايات المتحدة بالتدخل والضغط على دولة الاحتلال لإلزامها باتفاق وقف إطلاق النار ووقف عدوانها على الفلسطينيين .
فى المقابل تزعم دولة الاحتلال أن حركة حماس اخترقت اتفاق وقف إطلاق النار عبر ارسال مسلحين لمهاجمة مواقع جيش الاحتلال وهو ما نفته الحركة .
هذه التطورات تهدد بإشعال الحرب من جديد رغم مزاعم الرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب بأنه لن يسمح بعودة القتال ومطالبته للطرفين باحترام بنود اتفاق وقف اطلاق النار .
هل عودة القتال ومواصلة قوات الاحتلال حرب الإبادة أصبحت مطروحة الآن؟ وماذا سيكون مستقبل قطاع غزة والأراضى الفلسطينية إذا عادت الحرب ؟
عودة الاقتتال
فى هذا السياق توقع حسن عصفور وزير المفاوضات الفلسطيني الأسبق، عودة الاقتتال مجددًا في القطاع بين الاحتلال الصهيونى وحركة حماس لكن لن يكون بنفس شراسة الحرب التي توقفت وفقًا لاتفاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال عصفور في تصريحات صحفية إن الحرب في قطاع غزة لن تعود كالحرب السابقة ولكن سيتم تعطيل تنفيذ اتفاق وقف الحرب واستمرار القصف الانتقائي من قبل الاحتلال في القطاع وصولا إلى مرحلة لا إعمار في القطاع وبقاء سكان غزة مشردين، حتى تتمكن حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو من ترتيب المشهد السياسي في القطاع وداخل الأراضى المحتلة وفقًا لما يخدم مصالح نتنياهو .
نتنياهو
وأكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لن يستطيع الصمود طويلا مشيرا إلى أن الحرب قادمة لا محالة .
وأرجع بيومي في تصريحات صحفية توقعاته باشتعال الحرب إلى عدة أسباب أبرزها مساعي رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو للتهرب من السجن من قبل القضاء الصهيونى على خلفية محاكمته بالفساد، إلى جانب كونه مطلوبا للعدالة الدولية حيث أن وقف الحرب سيعقبه دخوله السجن.
وأوضح أن من أبرز أسباب عدم صمود وقف الحرب صفقات السلاح التي تمت بقيمة 7 تريليون دولار في الولايات المتحدة الأمريكية لصالح الكيان الصهيونى ما يمثل عقبة أمام صانع القرار الأمريكي كي يغض الطرف عن مواصلة الحرب، مفسرًا ذلك بحديث ترامب عن إمكانية استئناف الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة بإيماءة منه .
وأشار بيومى إلى عدم استعداد حركة حماس ذاتها للتخلي عن حكم غزة، وهو أحد أهم شروط المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب بالقطاع والذى كان من المرتقب التفاوض بشأنه منذ أسابيع .
المرحلة الثانية
وأكدت الباحثة المتخصصة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدكتورة إلهام شمالي أن الحرب قد تعود لأن المرحلة الأصعب في اتفاق وقف الحرب تتمثل في المرحلة الثانية المتعلقة بشأن إعادة انسحاب دولة الاحتلال وتسليم سلاح حماس وفتح معابر القطاع وحكم غزة، وجميعها أمور شائكة.
واستبعدت إلهام شمالي فى تصريحات صحفية مغادرة قيادات حماس لقطاع غزة خاصة مع مساعي الحركة مؤخرًا لإعادة السيطرة على مقاليد الحكم في غزة، وهو ما قد يتسبب في عودة الحرب مجددًا بذريعة القضاء على حركة حماس، ولكنها لن تكون حربا كما سبق.
وأشارت إلى أن ما يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة وانهيار الاتفاق وعودة الحرب مجددًا، التصريحات المتشددة من الجانب الصهيونى، والضغوط المتزايدة على حركة حماس التي تؤكد التزامها بالاتفاق لكنها تواجه تحديات ميدانية جسيمة.
الإدارة الأمريكية
فى المقابل استبعد الدكتور سمير شتات أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس انهيار اتفاق وقف إطلاق النار والعودة إلى الحرب مؤكدا أن الإدارة الأمريكية تضع كامل ثقلها لإنجاز الاتفاق خاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن عن نفسه رئيسا لمجلس السلام المشرف على اتفاق غزة.
وقال شتات فى تصريحات صحفية إن أسباب عدم انهيار اتفاق وقف الحرب في الوقت الحالي تتمثل أيضًا في وجود مرجعية متفق عليها حين يختلف الطرفان حول قضية ما، موضحا أن مشكلة جثامين الأسرى الصهاينة على سبيل المثال تفهمتها دولة الاحتلال كما تفهمها الأطراف الوسطاء والأمريكان لأن حماس كانت محقة في مبرراتها لأن معالم كثير من المناطق في غزة قد اختفت تماما .
وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال في الوقت الراهن أدار ظهره لغزة وهو يفكر فى شيء آخر مختلف يتمثل في إجراء انتخابات مبكرة مطلع عام 2026 .
وأوضح شتات أن عودة الحرب يمكن حدوثها إذا رفضت حماس تسليم مقاليد الأمور في غزة إلى الإدارة الجديدة أو رفضت تسليم سلاحها.