مع دخول فصل الشتاء يشكو المواطنون من الارتفاع الجنونى فى أسعار الملابس الشتوى وعجزهم عن الشراء بسبب تراجع قدرتهم الشرائية وظروفهم المعيشية الصعبة .
وقالوا لماذا ترتفع الأسعار رغم تراجع قيمة الدولار أمام الجنيه مقارنة بالعام الماضى مطالبين حكومة الانقلاب بفرض رقابة على محلات الملابس وإلزامها بالبيع بأسعار معقولة تحقق للتجار هامش ربح وعدم استغلال من يريدون الشراء .
وأوضح المواطنون أن معظم الملابس الشتوى محلية الصنع أو يتم استيراد الخامات من الخارج وتكلفتها ليست كبيرة لكن أسعارها مرتفعة.
فى المقابل أكد عدد من أصحاب محلات الملابس ان ارتفاع الأسعار فى بدايات فصل الشتاء أمر طبيعى لكنها تنخفض بمرور الوقت.
عروض وهمية
فى هذا السياق قال عثمان محمود موظف 44 عامًا، إنه قام بجولة بين محيط وسط البلد والعتبة من أجل شراء ملابس شتوى لأبنائه وهم 3 أبناء فى مراحل تعليمية مختلفة، لكنه وجد الأسعار مرتفعة جدًا عن ميزانيته
وأضاف محمود : الجاكيت البامب سعره 1200 جنيه والجلد يبلغ سعره 2500 جنيه وهى ليست ماركات عالمية بل معظمها منتجات شعبية، والقميص الشتوى الجوخ يبلغ سعره 1100 جنيه .
وأكد أن هذه الأسعار مرتفعة جدًا نظير الرواتب المتاحة وهى الحد الأدنى حيث لا يكفى الراتب الشراء بكل هذه الأسعار للأبناء وأنه يشترى فقط ما يحتاجه .
وطالب محمود حكومة الانقلاب بعمل تخفيضات وعروض للمواطنين على أسعار الملابس الشتوى مشيرا إلى أن معظم المحلات تعلن عن عروض وهمية وتبيع بأسعار مرتفعة جدًا.
أسعار مرتفعة
وقال على حماد موظف 52 عامًا، : لدى ولدان فى المرحلة الجامعية وحاولت شراء سويت شيرت وبنطلون جينز لكل منهما لكنى صدمت من الأسعار، حيث يبلغ أقل سعر للسويت شيرت حوالى 750 جنيهًا وأقل سعر للبنطلون الجينز 800 جنيه .
وأضاف حماد : هذه أسعار مرتفعة جدًا مقارنة بمقدرتى خاصة أنها براندات محلية وليست عالمية، مؤكدا أن هذه الملابس لا تدوم فترة طويلة ولكنها للموسم الشتوى فقط .
وأشار إلى أنه اضطر لشراء السويت شيرت فقط وابتعد عن الجواكيت والبلوفرات لأن سعرها مرتفع جدًا.
ميزانية لا تكفى
وقالت منى حسن موظفة 47 عامًا، إن لديها ابنتين فى المرحلة الثانوية والإعدادية، وقامت بالنزول إلى شارع فؤاد بوسط البلد لشراء ملابس شتوى لهما، لكنها تفاجأت بارتفاع كبير فى أسعار الملابس بشكل غير مبرر، هذا العام .
وأضافت منى حسن : سعر البلوفر الحريمى 800 جنيه، وسعر البالطو الشتوى 900 جنيه وسعر البنطلون الجينز حوالى 700 جنيه، وسعر الشال الثقيل حوالى 200 جنيه والجاكيت 2000 جنيه وهى كلها أسعار مرتفعة جدًا هذا العام .
وأكدت أن ميزانيتها لا تكفى لشراء كل تلك الملابس لبناتها لذلك قامت بشراء بنطلون جينز وبلوفر فقط، معربة عن أسفها لأن أسعار الملابس أصبحت غير منطقية فى ظل عدم وجود رقابة على المحلات من قبل دولة العسكر .
وتابعت منى حسن : المحل يحقق مكاسب كبيرة من ارتفاع الأسعار ونتمنى وجود تخفيضات وعروض على الملابس وألا تكون عروضًا وهمية مثل تلك التى نشاهدها فى الفترة الأخيرة.
التقسيط
وقال سيد حسان موظف، 49 عامًا، إنه فى جولته على محلات الملابس بمنطقة شبرا اكتشف أن هناك ارتفاع أسعار مبالغً فيه جدًا هذا العام .
وأكد حسان أنه قرر عدم شراء ملابس لنفسه والاكتفاء بملابس العام الماضى، لأنه لا يستطيع شراء جاكيت بمبلغ 3 آلاف جنيه، ولا بلوفر بثمن 900 جنيه .
وأوضح أنه يرى أن الحل لشراء الملابس الشتوى هو التقسيط لأنها أصبحت فى غير مقدرة المواطنين. مشيرا إلى أنه فى زمن ماضٍ كان يتم شراء الأجهزة الكهربائية والسيارات بالتقسيط والآن نقوم بتقسيط الملابس نظرًا لضيق الحال وجنون الأسعار وجشع تجار الملابس وأصحاب المحلات فى ظل غياب الرقابة على الأسعار.
المنتجات الشتوي
فى المقابل قال سيد يوسف صاحب أحد محلات الملابس بمنطقة شبرا، إن أسعار الملابس الشتوى مرتفعة هذا العام بسبب بداية الموسم موضحا أن الأسعار تنخفض بدءًا من شهر فبراير وحتى أبريل فى تصفيات الشتوى
وأكد يوسف فى تصريحات صحفية أن تصنيع خامات المنتجات الشتوية مرتفعة مقارنة بالتصنيع الصيفى والمكسب فى سعر قطعة الملابس للبيع فى المنتج الشتوى لا يتخطى 20% وهو ما يجعل بيع الملابس الشتوى مرتفع الثمن، لأنه لا يتم البيع بشكل كبير عكس الملابس الصيفى .
وأضاف : نحن مضطرون للبيع بأسعار مرتفعة لأن الملابس تأتى من التجار بأسعار مرتفعة أيضًا وهناك تصفيات وعروض نقدمها للمواطنين فى موسم الأوكازيون.
بسعر التكلفة
وقال محمود حسام تاجر وصاحب محل ملابس بالعتبة : الموسم الشتوى قصير عكس الصيفى ومبيعاته قليلة وسعر تكلفة القطعة به تكون مرتفعة، مشيرا إلى أن مكسب المحلات والتجار ضعيفً، ومن هنا يكون التعويض من جانب التاجر والبائع بزيادة سعر القطعة لتحقيق الربح بشكل متوازن .
وأكد حسام فى تصريحات صحفية أن معظم البائعين يريدون بيع المنتج بأرخص سعر، لكن هناك تكلفة للقطعة خاصة أن معظم المنتجات محلية والمستوردة أسعارها أكثر ارتفاعا
وأشار إلى أنه لا توجد فوارق كبيرة فى الثمن مؤكدا أن أغلب المنتجات تصنيع محلى، ولدينا مصانع جيدة لكن تكلفة الخامات والعمالة ارتفعت.
القوة الشرائية
وأكد خالد سليمان، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، أن هناك ركودًا يسيطر على سوق الملابس بنسبة تقترب من 75% نتيجة تراجع القوة الشرائية للمواطنين، موضحًا أنه رغم دخول موسم الشتاء الجديد، إلا أن المصانع والتجار يتجهون لتقديم خصومات تصل إلى 20% على الملابس الجديدة، وحتى 50% على ملابس الموسم الماضى، فى محاولة لإنعاش المبيعات وتحقيق رواج فى الأسواق.
وقال سليمان فى تصريحات صحفية إن صناعة الملابس الجاهزة أصبحت محلية بنسبة تقارب 95% فى ظل الاتجاه الكبير نحو التصنيع المحلى عقب أزمة الدولار التى واجهتها البلاد ، وهو ما أدى إلى تعزيز الإنتاج المحلى وتقليل الاعتماد على الواردات.