نسبة النفوق 50% …الحمى القلاعية تكتسح الثروة الحيوانية وتطعيمات حكومة الانقلاب على الورق

- ‎فيتقارير

 

 

 

مرض الحمى القلاعية انتشر بسرعة الصاروخ فى كل محافظات الجمهورية ما يهدد بالقضاء على الثروة الحيوانية خاصة أن التقديرات تشير إلى نفوق الماشية بنسبة عالية تتراوح من 30% إلى 50% .

وفى الوقت الذى تصاعدت فيه شكاوى الفلاحين والمربين من المرض أعلنت وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب أنها نجحت فى السيطرة على الحمى القلاعية وهو ما اعتبره الخبراء مجرد أكاذيب مؤكدين أن المرض منتشر وأن ما يقال عن تحصين الماشية هو مجرد  "تستيف ورق" وهناك حالات جديدة تظهر يوميًا، خاصة فى الوجه البحرى.

وأرجع الخبراء قوة انتشار المرض إلى أنها عترة جديدة من الحمى القلاعية جاءت من خارج مصر، نتيجة التوسع فى استيراد الحيوانات الحية، موضحين أنه كان لابد من تطعيم وتحصين الماشية قبل الاستيراد، لكن تم الاكتفاء بتحصين الماشية من العترات المحلية فقط، وهذا خطأ من جانب حكومة الانقلاب.

وحذروا من أن نسبة نفوق الماشية عالية تتراوح بين 30% و50%  وهذا يعنى تراجع إنتاج اللحوم والألبان، وفقدان جزء من الثروة الحيوانية التى تم تكوينها خلال السنوات الماضية مؤكدين أن تطعيمات وتحصينات حكومة الانقلاب على الورق فقط، والأرقام التى يعلن عنها "فشنك"

 

كانت شكاوى المربين والفلاحين قد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعى مؤكدين أن المرض متفشٍ بشكل كبير، وأن هناك حالات جديدة تظهر يوميا خاصة فى الوجه البحرى .

وأكد الفلاحون أن هناك نقص كبير فى الأطباء البيطريين فى القرى والمحافظات، ما جعلهم يلجأون إلى دفع أموال ضخمة من أجل تحصين الماشية على حسابهم الخاص .

 

عترة خطيرة

 

من جانبه، قال الدكتور أحمد البندارى، رئيس المركز العلمى لنقابة الأطباء البيطريين، إن انتشار الحمى القلاعية مسألة خطيرة، خصوصا مع العترة الجديدة المنتشرة فى محافظات الوجه البحرى.

وأكد البندرى فى تصريحات صحفية ، أن الموقف غير مسيطر عليه، وهناك حالات جديدة تظهر يوميا، مشيرا إلى أن العترة الجديدة خطيرة لأنها جديدة على الثروة الحيوانية فى مصر.

وأوضح أن الحمى القلاعية يسمى مرض الفم والأرجل، لكن هذه المرة يصيب أعلى منطقة الفم ويتنوع بين الحبوب والبثور والتقرحات، وضرره الرئيسى أنه يتسبب فى امتناع الحيوان عن تناول الطعام لمدة 5 أو 6 أيام ثم ينهار سواء وزنا أو لبنا.

وكشف البندارى أن هذه العترة كانت منتشرة فى دول الشرق الأوسط، ونسبة وفياتها عالية جدا، والجاموس أكثر تأثرا من الأبقار لافتا إلى أن أن نسبة انتشار المرض فى الوجه البحرى عالية لأنه سريع الانتشار، وإذا أصيبت ماشية واحدة فى البيت أو المزرعة فلا بد أن يصاب الكل معها.

 

إنتاج اللقاحات

 

وأكد أن نسبة النفوق تتراوح بين 30 إلى 50%، خاصة فى الجاموس، لأن هذا المرض له ردة فعل عنيفة على صغار الجاموس ويصيبها بالسكتة القلبية موضحا أن ارتفاع نسبة الإصابة والوفيات وعدم فعالية التحصينات يأتى نتيجة التسرع فى إنتاج اللقاح الخاص بالتحصين، فقد تم إنتاجه خلال فترة تتراوح بين أسبوعين وشهر، بينما إنتاج اللقاحات يستغرق 6 أشهر على الأقل.

وطالب البندارى حكومة الانقلاب باتخاذ قرارات للحفاظ على المتبقى من الثروة الحيوانية، تتمثل فى وقف نقل الماشية بين المحافظات ومنع البيع فى الأسواق مؤقتا، وزيادة حملات التوعية، مع زيادة أعداد الأطباء البيطريين المخصصين للتحصين، لأننا نعانى من نقص الكوادر البشرية بشكل كبير.

وحذر من أن انتشار المرض سيؤثر على الثروة الحيوانية، لأنه يتسبب فى نفوق الماشية وبالتالى نقص إنتاج اللحوم والألبان، وقد نشهد ارتفاعا فى الأسعار فيما بعد.

 

الزراعة تكذب

 

وقال خبير الثروة الحيوانية الدكتور مصطفى خليل، إن مرض الحمى القلاعية منتشر بالفعل فى المحافظات، والجميع يشتكى على وسائل التواصل الاجتماعى مشيرا إلى أن وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب أعلنت أنها تسيطر على الموقف وهذا غير صحيح.

وأوضح خليل فى تصريحات صحفية أن الحمى القلاعية أحد الأمراض الأساسية التى يتم تحصين الماشية ضدها، لكن المشكلة أن العترة الجديدة الموجودة حاليا هى عترة خارجية غير معتادين عليها فى مصر، نتيجة التوسع فى الاستيراد من الخارج بعد تناقص الثروة الحيوانية للنصف خلال الـ 5 سنوات الماضية.

وأشار إلى أن كل دولة لديها عترة حمى قلاعية خاصة بها، ومصر على سبيل المثال بها 5 عترات من هذا المرض، مؤكدا أنه بسبب التوسع فى الاستيراد من الخارج انتقلت إلينا عترات جديدة، وكان لابد من تحصين الماشية من هذه العترات قبل وصول الماشية المستوردة، لكن اللجنة العلمية المنوطة بذلك تكتفى بتحصين الماشية من العترات المحلية فقط، وإذا ظهرت عترة جديدة يتم تنفيذ تحصين عليها، وهذا الأمر يستغرق من سنة إلى سنتين، وبالتالى حدثت المشكلة الكبيرة الآن.

وشدد  خليل على أنه كان من المفترض أن يتم التحصين عند ظهور المرض فى دول الجوار ليبيا والسودان والأردن وفلسطين والسعودية، ولا ننتظر وصوله إلينا مؤكدا أن الاستيراد هو السبب الرئيسى فيما يحدث حاليا من نفوق الماشية لأن مصر تستورد 50% من احتياجاتها من اللحوم حية.

 

"تستيف ورق"

 

ولفت إلى أن المرض تفشى للأسف، ولا يصح أن يتم التحصين فى وجود المرض، ومن المفترض أن يكون قبل انتشاره مؤكدا أنه ليست لدينا نسبة دقيقة عن تفشى المرض لكنه ظهر فى محافظات عديدة، والجميع يشتكى منه.

واعتبر خليل أن ما تروج له وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب عن تحصين 1.2 مليون رأس ماشية غير صحيح على أرض الواقع، ومجرد  "تستيف ورق" فقط.

وأشار إلى أن هناك إجراءات يجب اتباعها لا تحدث على أرض الواقع حاليا، منها أن يكون التحصين سليما ومحفوظا فى ثلاجات، ونقله من المكان المحفوظ فيه إلى الحيوان بطريقة آمنة، وتوفير وسيلة نقل مريحة للطبيب البيطرى الذى يقوم بالتحصين ولا يركب  "عربة كارو" كما يحدث فى بعض الأحيان.

وحذر خليل من التأثير الاقتصادي السلبي الناتج عن تفشى الحمى القلاعية، مؤكدا أنه يجعل الماشية تتوقف عن الإنتاج مع زيادة نفوق الحيوانات الكبيرة والرضع، لأن النفوق فى الحيوانات الرضع والعشار يكون أكبر لأن مناعتها ضعيفة.