“جيل زد قادم”…السيسي يعيش فى رعب خوفا من ثورة الشباب لإسقاط انقلابه

- ‎فيتقارير

 

 

مع امتداد تظاهرات شباب جيل زد من المغرب إلى بيرو وغيرها من دول العالم التى تعانى من تغول الفساد وتحكمها نظم عسكرية أو استبدادية تسود حالة من الرعب والقلق فى كواليس نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي خوفا من ثورة تطيح بانقلابه وتخلص المصريين من فساده وإجرامه .

كانت احتجاجات ضخمة قد اندلعت في مدينة ليما عاصمة بيرو وعدة مدن بيروفية ضد الإدارة الجديدة للرئيس خوسيه خيري، وقاد المظاهرات شباب جيل زد تعبيراً عن سخط شعبي واسع تجاه تفشي الجريمة المنظمة والفساد المستشري في الطبقة السياسية. 

خرجت الاحتجاجات مساء الأربعاء الماضي، بدعوة من متظاهرين من «جيل زد»، وهم شباب جيل التسعينات ومطلع الألفية، الثالثة وعمال النقل والجماعات المدنية، بوصفها أحدث حلقة في سلسلة مظاهرات ضد الفساد وارتفاع الجريمة، التي أدت إلى الإطاحة بالرئيسة السابقة دينا بولوارتي قبل أيام . 

 

حالة طوارئ

 

المظاهرات السلمية تحولت سريعاً إلى مواجهات عنيفة مع قوات الشرطة، لا سيما أمام مبنى البرلمان في ليما، حيث استخدمت القوات الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق الحشود، بينما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة. 

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص وإصابة العشرات من المدنيين ورجال الشرطة والصحفيين. 

أمام تصاعد الغضب الشعبي، أعلنت الحكومة فرض حالة الطوارئ في العاصمة، مبررة القرار بضرورة مكافحة الجريمة. 

لكن هذا الإجراء عكس في جوهره حجم الضغط الذي مارسه الشارع، وأظهر كيف يمكن لحراك شبابي أن يزعزع استقرار حكومة بأكملها. 

 

جيل زد في مصر

 

فى هذا السياق يعيش جيل زد فى مصر حالة من الغلليان بسبب فساد نظام السيسي وسياساته الفاشلة على كافة المستويات بالإضافة إلى الارتفاع الجنونى فى الأسعار والذى جعل ملايين المصريين يعيشون تحت خط الفقر وفق بيانات البنك الدولى  

ويمثل جيل زد في مصر المولود بين أواخر التسعينيات والعقد الأول من الألفية كتلة سكانية تمثل أكثر من ربع المجتمع. 

هذه الفئة لم تخرج إلى الشوارع بعد، لكنها تعبر يومياً عن غضبها وإحباطها عبر المنصات الرقمية، من خلال منشورات ساخرة، وبوستات لاذعة، وانتقادات مباشرة للوضع القائم. 

 

الخبراء والمراقبون أرجعوا هذه الأوضاع إلى عدد من الأسباب منها :

الأزمة الاقتصادية الخانقة: يواجه الشباب واقعاً يزداد صعوبة، إذ أصبحت أحلام الاستقلال المادي — كشراء شقة أو سيارة — شبه مستحيلة دون دعم عائلي. ومع تراجع الفرص، تحولت الهجرة إلى الحلم الأكثر تداولاً بينهم كطريق وحيد نحو مستقبل أفضل. 

الشعور بالظلم والفجوة الطبقية: يرى هذا الجيل الانقسام الصارخ بين معاناة الأغلبية وحياة البذخ التي تنعم بها أقلية معزولة تحكمها المحسوبية والواسطة، ما يولد شعوراً بالمرارة واللاعدالة. 

 

تقلبات سوق العمل

 

الضغوط النفسية: يصنَّف جيل زد من أكثر الأجيال تعرضاً لمشكلات الصحة النفسية. وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 40% منهم يشعرون بالحزن أو اليأس المستمر نتيجة الضغوط الأكاديمية وتقلبات سوق العمل وضغوط الصورة المثالية التى تطرح على وسائل التواصل الاجتماعي.  

وحذر الخبراء من أن جيل زد لا ينتظر إطاراً سياسياً تقليدياً أو زعيماً يقوده، وقد تبدأ انطلاقته في فضاءات رقمية غير متوقعة، مثل تطبيقات “ديسكورد” و”تيك توك”. 

وأشاروا إلى أن هناك بوادر رمزية لهذا الحراك بدأت تظهر بالفعل في القاهرة، حيث تم رُصد كتابات “جرافيتي” على الجدران والجسور تحمل شعار “جيل زد قادم”، في إشارة إلى انتقال الاحتجاج من الشاشات إلى الشوارع.