واصلت دولة الاحتلال خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقام جيش الاحتلال قبل قليل بتنفيذ
4 انفجارات هزت مدينة غزة، جراء عمليات نسف لمبانٍ سكنية في حيي الزيتون والشجاعية شرق المدينة، ما أدى إلى تصاعد ألسنة الدخان، وسط تحليق مكثف للطيران المسيّر في أجوائها.
في المقابل، طالبت حركة حماس الوسطاء والإدارة الأمريكية بالضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لوقف هذه الخروقات، وعدم عرقلة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع .
كانت مجلة «ذا ناشيونال إنترست» قد أكدت في تقرير لها أن البيت الأبيض يتعامل بجدية متزايدة مع فكرة نشر قوة حفظ سلام دولية، باعتبارها «الوسيلة الوحيدة» لضمان الاستقرار الميداني وأمن جيش الاحتلال بعد انسحابه من القطاع.
وقالت المجلة: إن "الخطة تستند إلى نشر قوة يتراوح قوامها بين أربعة إلى خمسة آلاف جندي من دول عربية وإسلامية، تحت إشراف دولي وتنسيق مباشر مع الولايات المتحدة.
وأوضحت أن القوة ستتولى تأمين المعابر، وحماية مناطق إعادة الإعمار، وضمان تدفق المساعدات، إلى جانب مراقبة تنفيذ الهدنة ومنع إعادة تسليح الفصائل.
المرجعية الوحيدة
في هذا السياق قال منذر الحائك، المتحدث باسم حركة فتح في غزة: إن "الحركة ترفض أي إدارة أجنبية لقطاع غزة تكون مرجعيتها من خارج الأراضي الفلسطينية"، مشددا على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي "الضامن والمرجعية" الوحيدة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال الحائك في تصريحات صحفية: إن "دولة الاحتلال تسعى إلى إنهاء الوجود الفلسطيني بالكامل، وإن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عمل على محاربة السلطة الفلسطينية وإضعافها"، مضيفا: لا يمكن أن نتساوق مع سياسة نتنياهو.
وشدد على أن حركة فتح لم تخرج من غزة، مؤكدا أن القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وأن مشروع الوحدة الوطنية يواجه حربا مستمرة.
وفيما يخص الجهود السياسية الأخيرة، وصف الحائك اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة بأنه كان "ضبابيا في الشكل والمضمون"، داعيا إلى مسار وطني واحد وشرعية واحدة وجغرافيا فلسطينية موحدة.
وأعلن عن دعم فتح لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة بعد الحرب، قائلا: "لا يمكننا إلغاء حماس، ولا يمكنها إلغاءنا في إشارة إلى ضرورة التفاهم على المرحلة المقبلة".
وقف إطلاق النار
وقال خليل الحية رئيس حركة حماس في غزة: إن "الاحتلال الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه على مدى سنتين من الحرب"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد أن الحرب قد انتهت، وأن التصريحات الأمريكية بهذا الشأن تتكرر يوميًا.
وأكد الحية، في تصريحات صحفية، أن حركة حماس لن تمنح الاحتلال أي ذريعة لاستئناف الحرب، موضحًا أن الحركة التزمت ببنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن حماس سلمت 20 أسيرًا صهيونيًا بعد 72 ساعة من بدء الهدنة، إلى جانب تسليم 17 من أصل 28 جثمانًا من قتلى الاحتلال، لافتًا إلى أنه سيتم دخول مناطق جديدة للبحث عن باقي الجثامين.
وشدد الحية على أن حماس لا تتحفظ على أي شخصية وطنية مقيمة في غزة لإدارة القطاع، وأنها مستعدة لتسليم كل مقاليد الإدارة، بما فيها الأمن، للجنة الإدارة الوطنية، في إطار ترتيبات ما بعد الحرب.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى توحيد المؤسسات الفلسطينية والذهاب إلى انتخابات عامة تُعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس توافقية.
قوات أممية
وكشف الحية عن توافق بين حماس وفتح بشأن نشر قوات أممية للفصل ومراقبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، موضحًا أن الحركة والفصائل الفلسطينية اتفقت على أن تقتصر مهمة الهيئة الأممية على الإشراف على إعادة الإعمار ومتابعة تنفيذ الهدنة.
وقال: "نقبل بالقوات الأممية كقوات فصل ومراقبة للحدود، ولن نتخذ أي موقف خارج الإجماع الوطني".
في سياق آخر، أوضح الحية أنه أبلغ المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر خلال اللقاءات الأخيرة أن حماس دعاة استقرار، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب قادر على لجم الاحتلال الصهيوني إذا توفرت الإرادة السياسية لدى واشنطن.
سلاح المقاومة
وحول ملف السلاح، أكد أن سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال والعدوان، موضحًا أنه في حال انتهاء الاحتلال فسيؤول هذا السلاح إلى الدولة الفلسطينية .
وأضاف الحية أن النقاش حول السلاح ما زال جاريًا بين الفصائل والوسطاء، وأن الاتفاق لا يزال في بدايته ولم يُحسم بعد محذرا من تصاعد الاستيطان في الضفة الغربية .
وقال: إن "الضفة ترزح تحت سطوة الاحتلال، ونحن بحاجة ماسة لترتيب أوراقنا الوطنية ، في إشارة إلى أهمية الوحدة السياسية في مواجهة التحديات الميدانية والسياسية".
6 آلاف شاحنة
وفيما يتعلق بملف الأسرى، أكد الحية أن القضية وطنية بامتياز، وأن الحركة تسعى لإنهاء معاناة الأسرى كافة، لافتًا إلى أن الاحتلال تعنت في عدد من الأسماء والملفات، وأن الجهود ما زالت متواصلة بهذا الشأن.
وعلى الصعيد الإنساني، قال: إن "غزة تحتاج إلى 6 آلاف شاحنة مساعدات يوميًا وليس 600 فقط، منتقدًا استمرار تعطيل الاحتلال لدخول بعض المواد الحيوية، ما يهدد استقرار الهدنة ويثير قلق السكان".
ودعا الحية الوسطاء الدوليين إلى التدخل الفوري لضمان تدفق المساعدات وتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع مؤكدا أن حماس تسعى لتوحيد الصف الوطني الفلسطيني عبر الانتخابات والتوافق، وحمّل الاحتلال الصهيوني مسئولية أي خلل في تنفيذ الاتفاق أو تعطيل للمساعدات الإنسانية.