كتب-أحمدي البنهاوي:
أرجع أسامة الغزالي حرب رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار سابقاً، وأستاذ العلوم السياسية، أن الخلافات التي اندلعت في قيادة حزب المصريين الأحرار الذي أسسه رجل الأعمال، نجيب ساويرس، تمثل نكسة كبيرة للحزب الذي نشأ بعد ثورة يناير قوياً واعداً، وضم مجموعة مؤثرة، إلا أنه ومع مرور الوقت "تدخلت قوى الأمن كما حدث في بعض الأحزاب"، ومن ثم انفرط العقد.
وأعتبر "الغزالي حرب" أن "من أسس الحزب هو نجيب ساويرس، ثم اختطفه عصام خليل ومعه مجموعة مدعومة من الأمن وهكذا مع أحزاب أخرى، وبالعموم فإن ضعف الأحزاب المصرية ظاهرة عامة".
وجاء تصريحات الغزالي الصحفية تعليقا على عودة أزمة "المصريين الأحرار" إلى سطح الساحة السياسية مرة أخرى، بعد مهاجمة "ساويرس" لعلاء عابد عضو الهيئة البرلمانية، وعصام خليل رئيس الحزب، في المؤتمر العام الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي.
وقبل أيام قلائل استضافت لميس الحديدي الإعلامي ابراهيم الجارحى، عضو حزب الدستور، يتحدث عن أزمة "الحزب" الحالية، فمارس ما اعتاد عليه من ندب وشتم وسب للذين يختلف معهم، وفي 28 يناير الماضي، صدر بيان لحكماء "حزب الدستور": بإحالة خالد داود للتحقيق، وإلغاء إعلانه رئيسا للحزب، واعتباره كأن لم يكن، وإلغاء كافة الآثار المترتبة عليه،؟ حيث جاء البيان تعليقا على بيان سبقه بعنوان "البيان التاسع" الصادر عن الهيئة العليا للحزب، والذى أكد فوز خالد داود بانتخابات رئاسة الحزب.
ويتنازع على حزب الوفد مجموعتة من قيادته، التي كانت من أكبر المساهمين في تشويه د.مرسي والإخوان منهم السيد البدوي رئيس الحزب وعصام شيحة الذي اتهم رئيسه بالفشل وأن الوفد فقد مصداقيته وأمواله نفذت في حوار منشور معه في يناير الماضي.
حزب ساويرس
ويرى بعض السياسيين أن الصراع بين نجيب ساويرس مؤسس الحزب، وبين رئيسه عصام خليل، يعرض الحزب للضعف ثم الاندثار والتلاشي عبر الانقسامات المتكررة كما حدث مع أحزاب كثيرة عانت من نفس الأزمة مثل الدستور والمصري الديمقراطي، وهو ما يعود على الحياة الحزبية ككل بالضعف.
وقال أسامة الغزالي إن الحزب القوي له شروط منها توحد القائمين عليه من قيادات، وأن تتواصل أنشطته في الشارع، وأن يتم اختيار قياداته بحرية وتوافق، كل ذلك لم يعد موجوداً في المصريين الأحرار، بسبب اختطافه من قبل عصام خليل ومجموعته.
وأضاف الغزالي لرويترز العربية أن "الحل يكمن في وجود إدارة سياسية وجادة لتشجيع التعدد الحزبي والحياة الحزبية في مصر، لأن الموجود فقط مجرد رغبة في السيطرة من قبل الأمن لدرجة أننا وصلنا لمرحلة متدنية للغاية في الحياة الحزبية".
أزمة الدستور
وألقت هالة شكر الله رئيس حزب الدستور المستقيلة في أغسطس 2015، المزيد من الضوء عن أزمة حزب الدستور الذي أسسه البرادعي وبات أقرب إلى المنتدى الثقافي، وقال "شكر الله" فى أول حوار بعد الاستقالة ل"الشروق": "«الدستور» مرتبك ومنغلق والبرادعى بعيد عن المشهد"، وأضافت أنها قررت الاستقالة من الحزب بعد الوصول لحائط سد.. وخوفا من تدخل لجنة الأحزاب التابعة للنظام السياسي، وأضافت أن الأطراف المتنازعة استخدمت اللائحة فى صراعاتها.. واعتراض إحدى القوائم على لجنة السفراء.
واعتبرت رئيس الحزب المستقيلة، أن "انسحاب الخبرات السياسية أثر على مسيرة الحزب" وأنها "تولت منصبها أملا فى التغيير، وشباب "الدستور" المحبوسون "دمل" داخل الحزب، واتهتمت القيادية الحزبية "المجتمع والأحزاب لا تستوعب التجربة الحزبية ونحتاج وقتا طويلا للبناء".
جبهة إنقاذ
وكما شكل الوفد قاعدة لجبهة الإنقاذ ضد الرئيس محمد مرسي، تقدم عصام شيحة عضو جبهة «إنقاذ الوفد»، ببلاغ إلى النائب العام، يتهم فيه السيد البدوي رئيس الحزب، بالاستيلاء على مبلغ 93 مليون جنيه من ودائع الحزب لدى البنوك، والذي حمل رقم 13070 عرائض – النائب العام.
ووجهت مديرية التأمينات الاجتماعية بالجيزة إنذارًا لحزب الوفد لوجود مبالغ تأمينية متأخرة على صحفيي جريدة الوفد، وأمهلت الحزب شهرًا بدأ من 26 أكتوبر الماضي؛ لسداد المبالغ المتأخرة قبل اتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة للحجز على أرصدة الحزب في البنوك.
من ناحية أخرى، عقد مجلس إدارة شركة "سيجما" للأدوية جمعيته العمومية، والتي أوصت بعزل السيد البدوي من رئاسة الشركة لوجود خلافات مالية، الأمر الذي تسبب في تبادل الدعاوى القضائية بين البدوي وأعضاء مجلس إدارة الشركة تنظرها حاليًا المحكمة الاقتصادية.
ومنذ أبريل وأغسطس 2015، فضح عبدالرحيم علي المخبر والذراع الإعلامي للجهات السيادية، ملفات لعدد من رؤساء الأحزاب بينهم السيد البدوي وعنون منشوراته بأن هؤلاء "أعداء الوطن"، ونشرت صحف الانقلاب 5 فضائح تدفع لاستقالة رئيس "الوفد"، وتتمثل فى «تفريغ خزينة الحزب»، وما يتردد حول تزوير الانتخابات الداخلية، وفتح الأبواب لعناصر الحزب الوطنى المنحل، بالإضافة إلى ما يشكله «تيار الإصلاح» من صداع، وصولًا إلى الفضيحة الجنسية بالقليوبية.
حالة عامة
وقال سامح عيد الخبير السياسي، إن حزب المصريين الأحرار، ليس وحده الذي يواجه هذا المصير، فهذه حالة حزبية عامة على سبيل المثال حزب الدستور، والمصري الديمقراطي، يواجهان نفس المصير، والسبب الأساسي أن التجربة الحزبية في مصر غريبة علينا، افتقدناها على مدى 30 عاماً، ولكي نخوضها بشكل صحي كنا نحتاج لوقت أطول لم نحصل عليه.
وتابع عيد "الفكرة التي قامت عليها الأحزاب كانت هشة، لاعتمادها على ضخ أموال كبيرة وشراء محترفين سياسيين، ولذا عندما نجح هؤلاء ودخلوا البرلمان من خلال الهيئات البرلمانية لأحزابهم، قدموا ما يخدم مصالحهم وليس ما يخدم أفكار وتوجهات الحزب.