بعد استشهاد صالح عايد بالمحبس ذاته .. حقوقيون يحذرون من تعرض عبدالناصر سالم للقتل البطئ بسجن المنيا

- ‎فيحريات

 

دعا ناشطون إلى إنقاذ حياة المعتقل الطبيب د. عبدالناصر مسعود سالم مطالبين له الإفراج أو العفو الصحي الذي أصبح ضرورة قبل وفاته ببطء والدكتور عبدالناصر مسعود سالم يوسف، يبلغ من العمر 65 عامًا، معتقل منذ عام 2015، ومحكوم عليه بالسجن 15 عامًا في قضية عسكرية، ومعتقل بسجن المنيا إضافة إلى قضية أخرى أمام جنايات دمياط لا تزال قيد التحقيق.

 

خلال جلسة محاكمته الاخيرة أمام محكمة جنايات دمياط، تعرّض الدكتور عبدالناصر لنوبة صرع شديدة نتيجة المضاعفات المستمرة للتعذيب الذي تعرّض له داخل السجن، ما أدّى إلى إغماءٍ مفاجئ أثناء الجلسة.

 

وقد أمر القاضي بنقله على وجه السرعة إلى المستشفى العام بدمياط، حيث يرقد حاليًا في حالة حرجة، وسط مطالبات عاجلة بإنقاذ حياته وتقديم الرعاية الطبية اللازمة له فورًا.

وفاة صالح عايد بالإهمال الطبي

وأقرب حالة موثقة للإهمال الطبي في سجن المنيا (الذي يتعرض فيه عبدالناصر سالم للإهمال الطبي ويكشف تحول السجون بالإهمال الطبي إلى مشانق القتل البطئ) هي وفاة المعتقل السياسي صالح عايد ربيع في أكتوبر 2025، نتيجة تفشي السرطان ورفض إدارة السجن نقله إلى مستشفى متخصص رغم تدهور حالته الصحية.

وفي 13 أكتوبر الجاري توفي صالح عايد داخل سجن المنيا شديد الحراسة  بعدما تفشي السرطان في جسده لمدة 8 أشهر دون تلقي علاج مناسب. ورفضت إدارة السجن نقله إلى مستشفى متخصص رغم طلبات متكررة من أسرته ومحاميه.

وتم دفنه فجراً دون صلاة، وسط تنديد من لجنة العدالة التي حمّلت السلطات مسؤولية وفاته.

الانتهاك: صدور تعليمات من مأمور السجن ورئيس المباحث بمنع دخول الأدوية، حتى أدوية الأمراض المزمنة.

حالات مشابهة

وتتدهور الحالة الصحية والعقلية لعشرات السجناء، وسط مخاوف من انتكاسات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة ووثّقت منظمات حقوقية عدة وقائع لمعتقلين سياسيين في مصر تعرضوا لتعذيب ممنهج وإهمال طبي أدى إلى تدهور حالتهم الصحية أو وفاتهم داخل السجون.

وأخيرا كانت وفاة عبد الفتاح عبد العظيم عبد الفتاح عطية، 70 عامًا، ديسمبر 2024 داخل مركز بدر للإصلاح والتأهيل والسبب كان معاناة من أمراض مزمنة (الكبد، القلب، الكلى) وحرمان من جلسات غسيل الكلى رغم علم السلطات بتدهور حالته.

واستشهد إبراهيم عيد صقر، 63 عامًا، في سبتمبر 2025 في سجن وادي النطرون بسبب أزمة قلبية حادة ومفاجئة أثناء الصلاة، وسط تقارير عن ظروف احتجاز قاسية وغياب الرعاية الطبية.

وتعرض الدكتور عبد الناصر سالم نفسه بحسب تقارير سابقة، تعرض لتعذيب بالكهرباء لمدة أسبوع كامل بعد اعتقاله عام 2015، ما أدى إلى نوبات صرع متكررة وفقدان وعي موثق منذ 2015 وحتى 2021، وفقًا لتقارير طبية داخل سجن جمصة شديد الحراسة.

137 حالة وفاة موثقة خلال 3 أعوام

وثق تقرير صادر عن المفوضية المصرية للحقوق والحريات في فبراير 2025 استشهاد 137 حالة وفاة في السجون ومراكز الاحتجاز خلال 3 سنوات، معظمها بسبب الإهمال الطبي والتعذيب.

والمنظمات الحقوقية مثل الجبهة المصرية لحقوق الإنسان وصحفيات بلا قيود والمفوضية المصرية للحقوق والحريات طالبت مرارًا بوقف الانتهاكات، وتوفير الرعاية الطبية، وإجراء زيارات رقابية للسجون.

الشبكة المصرية
رصدت ووثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان تدهور الحالة الصحية الخطيرة للأستاذ الجامعي الدكتور عبد الناصر مسعود سالم يوسف (65 عامًا)، والمحتجز بسجن المنيا شديد الحراسة، وذلك بعد إصابته بنوبة صرع حادة وسقوطه مغشيًا عليه داخل قاعة المحكمة أثناء حضوره جلسة محاكمته أمام محكمة جنايات دمياط يوم امس الأربعاء الموافق 22 أكتوبر.

وقد أمر القاضي حينها بنقله على وجه السرعة إلى مستشفى دمياط العام نظرًا لخطورة حالته.

توًكد الشبكة المصرية بأن تدهور الوضع الصحي للدكتور عبد الناصر ليس حادثًا فرديًا أو عارضًا، بل يأتي في سياق انتهاكات طبية متكررة وإهمال صحي جسيم تعرض له على مدار السنوات الماضية داخل مقار احتجازه المختلفة، ما أدى إلى تفاقم معاناته ووصول حالته إلى مرحلة الخطر.

ويُعد الدكتور عبد الناصر مسعود، أستاذًا بكلية العلوم – جامعة طنطا، وأحد المعتقلين السياسيين الذين تعرضوا لسلسلة طويلة من الانتهاكات الجسيمة منذ اعتقاله في 19 أبريل 2015، حيث تم اقتياده إلى مقوى  الأمن الوطني بكفر الشيخ ودمياط وتعرض خلالها لـ الاختفاء القسري لمدة 40 يومًا رافقها تعذيب جسدي ونفسي مروّع، نتج عنه اصاباته باصابات خطيرة بضمور في بعض خلايا المخ وإصابته بنوبات صرع متكررة اثرت على حالته الصحية والنفسية .

وبالرغم من حالته الصحية الحرجة، أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكمًا جائرًا بحبسه 15 عامًا، ليتم إيداعه في ظروف احتجاز غير إنسانية داخل سجن جمصة شديد الحراسة، حيث تكررت أزماته الصحية دون أي استجابة طبية جادة من إدارة السجن.

ووفقًا لتقارير طبية صادرة عن طبيب مستشفى سجن جمصة، أظهرت الفحوصات والأشعة المقطعية إصابة الدكتور عبد الناصر بـ تكيس بالغشاء العنكبوتي في أسفل المخ، وهو ما يسبب له فقدانًا متكررًا للوعي ونوبات صرع شديدة، إلى جانب قصور في الشرايين التاجية للقلب وآلام حادة بالصدر.

وقد أوصى التقرير بضرورة عرضه العاجل على استشاري أمراض المخ والأعصاب واستشاري أمراض القلب والأوعية الدموية لتلقي العلاج المناسب، محذرًا من أن تجاهل هذه التوصيات قد يؤدي إلى وفاة مفاجئة.

ورغم خطورة هذه التقارير، امتنعت إدارة السجن عن تنفيذ التوصيات الطبية، وأقدمت  على تغريب الدكتور عبد الناصر قسرًا من سجن جمصة إلى سجن المنيا شديد الحراسة في مايو الماضي، عبر رحلة ترحيل استمرت يومين داخل سيارة ترحيلات تفتقر إلى أدنى معايير السلامة والإنسانية، مما تسبب في إصابته بأزمة قلبية حادة خلال الرحلة، وهو ما وصفه المعتقلون بـ”العقوبة الإضافية المقصودة”.

وتعتبر الشبكة المصرية هذا السلوك انتهاكًا صارخًا للحق في الحياة والرعاية الصحية المنصوص عليه في الدستور المصري والمواثيق الدولية التي التزمت بها مصر، وخاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وقواعد نيلسون مانديلا الخاصة بمعاملة السجناء.