واصلت دولة الاحتلال اختراقاتها لاتفاق وقف اطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية حيث قررت سلطات الاحتلال ، فجر اليوم الخميس، تأجيل فتح معبر رفح إلى حين تكثيف حركة حماس جهودها لإعادة جثامين الأسرى الصهاينة .
جاء القرار رغم إعلان كتائب القسام، مساء أمس الأربعاء، تسليم جثماني أسيرين آخرين قتلا خلال القصف الصهيوني أثناء الحرب، مؤكدة أن استعادة باقي الجثامين تحتاج إلى جهود ومعدات خاصة بسبب الدمار الهائل الذي خلفته العمليات العسكرية الصهيونية.
المرحلة الثانية
في الوقت ذاته، أعلن البيت الأبيض بدء المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب، والتي تتضمن تشكيل قوة دولية للاستقرار في القطاع .
فيما عادت لهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى التصعيد، قائلا إن دولة الاحتلال يمكنها "استئناف القتال في غزة بمجرد كلمة واحدة" منه إذا لم تلتزم حماس بالاتفاق وفق تعبيره.
وتسود أجواء من التوتر الحذر في قطاع غزة، رغم مرور أيام على بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال، في ظل استمرار الانتهاكات الصهيونية وتبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن الالتزام ببنود الاتفاق.
جثث الأسرى
فى هذا السياق كشف إذاعة الإحتلال الصهيونى نقلا عن مصدر رسمي أن جيش الاحتلال لن يبدأ المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب إلا بعد استعادة جثث جميع الأسرى الصهاينة .
كانت تقارير إعلامية، نقلاً عن مستشار أمريكي كبير، قد قالت إن حركة حماس تعتزم الالتزام بشأن إعادة جثامين الأسرى الصهاينة المتوفين في قطاع غزة، وذلك ضمن بنود التهدئة والتبادل التي لعبت الولايات المتحدة دوراً نشطاً في التوسط بها.
وكشف مصدر أن واشنطن تفكر في إطلاق برنامج مكافآت لمن يقدّم معلومات تساعد في تحديد مواقع رفات الأسرى الصهاينة .
وأوضح المستشار الأمريكي أن الولايات المتحدة تعمل حالياً على بلورة آلية تشجيعية ترمي إلى تسريع العملية، عبر تقديم حوافز مادية لمن يعاون في إيجاد جثث الأسرى.
وأضاف أن واشنطن تجري مشاورات مع الجهات المعنية لضمان أن يكون البرنامج المقترح متكاملاً مع آليات الاتفاق والمبادلات.
تأتي هذه التصريحات في سياق التوتر المتزايد حول ملف الجثث، بعدما سلمت حماس، بموجب الاتفاق، أربع جثامين مساء أول أمس الثلاثاء ثم جثتين أمس الاربعاء، لكنّ جيش الإحتلال أعلن أن واحدة منها لا تتطابق مع أي من الأسرى، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول مصداقية الخطوات التنفيذية وشفافية البيانات الرسمية.
حركة حماس
من جهتها، قالت حركة حماس إنها سلمت جميع الجثث التي تمكنت من الوصول إليها.
وأكدت الحركة في بيانات رسمية أن بقية جثث الأسرى الصهاينة تقع في أماكن غامضة تحت الأنقاض وتتطلب معدات تقنية متخصصة لاستعادتها.
واعتُبر ملف إعادة الجثث من أكثر العناصر حساسية في الاتفاق، لأنه ينعكس مباشرة على ثقة الأطراف بآليات التنفيذ، ويُعدّ اختباراً لقدرة الرُعاة الدوليين على الضغط لضمان الالتزام.
ويُخشى أن تؤدي أي تأخيرات أو شُكوك في النتائج إلى زعزعة الثقة في بقية مراحله، وربما إعادة فتح ملف النزاع من الباب الخلفي.
غودة القتال
وقال إيال زامير، رئيس أركان جيش الاحتلال إن قوات الاحتلال تتموضع في مواقع سيطرة تتيح لها العودة إلى القتال في قطاع غزة.
وأضاف زامير في تصريحاتٍ صحفية : سنعود للقتال في أي لحظة إذا طلب منا ذلك .
تأتي تلك التصريحان لتؤكد المخاوف الدولية من نوايا دولة الاحتلال ومدى التزام قادتها باتفاق وقف اطلاق النار.
وقالت المتحدثة باسم منظمة اليونيسف في وقت سابق إنهم يعملون في كل مناطق غزة.
وأضافت المتحدثة في تصريحاتٍ صحفية : أولويتنا حاليا إنقاذ حياة الأطفال، ومكافحة المجاعة، وإدخال مياه نظيفة، وإيواء الأطفال في الخيام لحمايتهم من برد الشتاء .
شتاء دافئ 2025
وأعلنت وكالة بيت مال القدس الشريف عن إطلاق حملة "شتاء دافئ 2025" تحت شعار "معاً نمنح الدفء والأمل"، بهدف مساندة أكثر من خمسة آلاف عائلة مقدسية تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة في مختلف أحياء محافظة القدس وقراها.
تأتي الحملة، التي تحظى بدعم مالي من مجلس جماعة الداخلة في الأقاليم الجنوبية للمغرب، ضمن الجهود الإنسانية المستمرة للوكالة لتوفير احتياجات الشتاء الأساسية للأسر المقدسية، عبر تقديم المساعدات العينية والملابس والتجهيزات المنزلية.
وأكدت الوكالة أن مشروع "شتاء دافئ" يجسد نموذجاً للتضامن العملي مع سكان القدس، ويسهم في تخفيف الأعباء المعيشية عن العائلات الفقيرة ومساندة المؤسسات الاجتماعية التي ترعى الفئات الأكثر هشاشة، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المدينة المقدسة.