“باسم يوسف” هل يجرؤ على السخرية من القائد الملهم ؟

- ‎فيمقالات

بقلم /محمد أبوعبيدة

 عاد باسم يوسف، لكن ليس إلى “البرنامج”، بل إلى “الحظيرة”!

عاد بعد عشر سنوات ، ليضحك  الطغاة أنفسهم.

في زمنٍ صار فيه الضحك بإذنٍ أمني، والدموع مرخّصة من المخابرات، يظهر “الساخر الكبير” على شاشة الجنرال، بابتسامة باهتة تشبه مصير البلد. أين باسم الذي كان يهزّ عروش الطغيان؟ ضاع بين رموش المذيع أحمد سالم، وميكروفونات “أون تي في” المخابراتية.

 

قالوا عودته حدث كبير! نعم، لكنها حدث جنائزي لموهبة ماتت يوم صارت الكوميديا تحت وصاية العسكر. لا فرق بين ضحكته القديمة ودم السيسي الذي سال في رابعة… كلاهما صار ذكرى في الأرشيف.

 

يبدو أن النظام استدعاه اليوم لزينة الديكور، ليقول للعالم: “لدينا ديمقراطية، عندنا باسم!”. استعانوا بالبهلوان ليغطّي على انهيار الجنيه، وبيع الأرض، وفضيحة “السيسي باعنا بالتقسيط”. لكن… هل يجرؤ “باسم الجنرال” على السخرية من القائد الملهم، من قصر قامته، من لغته المكسّرة، من أنفه الذي سبق وجهه في كل لقطة، من صوته الذي يخلط بين البلاغة والعياط؟

 

طبعًا لا.

باسم الذي كان يسخر من رئيسٍ منتخب، لن يهمس بنكتة عن رئيسٍ انقلابي.

الفرق بسيط: الأول كان رئيسًا للشعب، والثاني رئيسًا على الشعب.

 

ربما سيكتب التاريخ أن السيسي نجح في شيء واحد:

تحويل باسم من “ضمير الثورة” إلى “مهرّج القصر”.