طالبت بضمانات أمريكية..حماس : لن نُطلق سراح الأسرى قبل وقف الحرب ووضع إطار زمني لانسحاب الاحتلال

- ‎فيعربي ودولي

 

تواصلت المفاوضات غير المباشرة بين حماس ودولة الاحتلال في شرم الشيخ اليوم الأربعاء لليوم الثالث على التوالي، وانضم كل من المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، إلى المباحثات ، إلى جانب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن. 

وكان حضور رئيس الوزراء القطري إلى شرم الشيخ قد سبقه تصريح للمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، قال فيه: إن "الكثير من النقاط في خطة ترامب بحاجة إلى الوقوف عندها وتوضيح تفسيرات تطبيقية لها على الأرض، مشيرًا إلى أن تسليم الأسرى الصهاينة من قبل حركة حماس يعني إنهاء الحرب".

 

تبادل الأسرى

 

وكشف مصدر مطلع على سير المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس ودولة الاحتلال أن المباحثات “إيجابية” وستستأنف اليوم.

وأكد المصدر وهو مسئول قريب من المفاوضات أن المباحثات كانت إيجابية الليلة الماضية، مشيرا إلى أن المباحثات غير المباشرة تم استئنافها ظهر اليوم في شرم الشيخ .

ونوه إلى أن الجولة الأولى من المفاوضات التي عقدت مساء أول أمس الاثنين استمرت حوالي أربع ساعات، مشيرا إلى أنه تمت مناقشة خارطة طريق المباحثات والآليات .

وقال المصدر: إن "النقاط التي تبحث هي: تبادل الأسرى وتشمل آليات تسليم الأسرى الصهاينة الأحياء والأموات، وفي مقابلهم الأسرى الفلسطينيون بينهم كبار وقادة الأسرى، وخرائط الانسحاب الصهيوني وإدخال المساعدات مع بدء وقف النار، وتسليم إدارة القطاع للجنة كفاءات مستقلة فلسطينية .

وكشف أن حماس أكدت للوسطاء ضرورة وقف تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي ووقف القصف كليا، وسحب قوات الاحتلال من داخل المدن للإسراع في الوصول للمجموعات الآسرة وتسليم الأسرى .

 

مفاوضات صعبة

 

وأشار المصدر إلى أن حماس أبلغت الوسطاء مجددا أنها جاهزة للاتفاق الشامل في حال كان الاحتلال مستعدا للاتفاق مع توفر ضمانات أمريكية ودولية، متوقعا أن تكون المفاوضات صعبة حول التفاصيل.

وأكد أن لقاء الوسطاء مع وفد حماس اتسم بالإيجابية، وحدد خارطة طريق جولة المباحثات الحالية وآلياتها، موضحا أن وفد حماس أكد للوسطاء أن استمرار القصف في غزة يشكل تحديا أمام الإفراج عن الأسرى.

 

وقف الحرب

 

وكشف مصدر قيادي في حماس ، أن الوفد المفاوض يضم اثنين ممن نجوا من محاولة الاغتيال في الدوحة هما خليل الحية وزاهر جبارين وقيادات من الحركة وفصائل مقاومة أخرى.

وأكد المصدر أن حماس شددت خلال الجلسة على أنها لن تطلق سراح أي أسير صهيوني قبل دخول قرار وقف الحرب حيز التنفيذ، ووضع إطار زمني واضح لانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة، إلى جانب الشروع في إدخال المساعدات الإنسانية بالكميات الكافية التي تتناسب مع حجم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وأوضح أن وفد الحركة أكد أن الانسحاب الصهيوني الكامل من غزة سيكون وفق اتفاق يجري التفاهم عليه خلال المفاوضات، بعيدًا عن الخرائط والخطوط الواردة في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، مشيرًا إلى أن تلك الخريطة يمكن أن تُستخدم فقط كـ"أساس استرشادي" لتأكيد مبدأ الانسحاب الكامل، بما يرتبط بملف تبادل المحتجزين.

 

ضمانات أمريكية

 

وقال خليل الحية: إن "الحركة تريد ضمانات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدول الراعية لإنهاء الحرب بشكل دائم، مشيرًا إلى أن الاحتلال الصهيوني تم اختباره مرات عديدة، ولا يمكن ضمانه ولو للحظة".

وأكد الحية في تصريحات صحفية أنه عبر التاريخ، لم يلتزم الاحتلال بوعوده، لذلك نريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترامب ومن الدول الراعية، ونحن جاهزون بكل إيجابية للوصول إلى إنهاء الحرب .

 

مطالب حماس

وكشفت قناة القاهرة الإخبارية نقلًا عن مصادر بالمفاوضات، أن هناك مناقشة حول قوائم الأسرى الفلسطينيين المزمع الإفراج عنهم، في إطار اتفاق التبادل بين حركة حماس ودولة الاحتلال.

وقالت القناة: إن "القوائم التي تطالب حماس بالإفراج عنها تضم مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن سلامة، وعباس السيد".

وأضافت أن حماس أكدت استعدادها لتسليم جميع المحتجزين الأحياء والجثامين، لكنها تطالب بتوضيح الآليات والإجراءات اللازمة لتنفيذ خطة الرئيس ترامب، وضمانات لعدم عودة دولة الاحتلال إلى الحرب على غزة.

 

انسحاب كامل

 

وقال القيادي في حماس فوزي برهوم: إن "وفد الحركة المفاوض يسعى إلى تذليل كل العقبات للوصول إلى اتفاق لوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى عادلة، محذرًا مما وصفه بـ"محاولات دولة الاحتلال عرقلة الجولة الحالية من المفاوضات".

وأضاف برهوم في تصريحات صحفية أن حماس تسعى لاتفاق يتضمن وقفًا دائمًا وشاملًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لجيش الاحتلال من كافة مناطق قطاع غزة، وإدخال المساعدات دون قيود، وضمان عودة النازحين، والبدء الفوري في عملية إعادة إعمار شاملة تحت إشراف هيئة وطنية فلسطينية من التكنوقراط.

 

العملية العسكرية

 

وأكد مصدر مطلع أن المرحلة الأولى من اتفاق خطة ترامب بشأن غزة قد تُحسم قبل الجمعة المقبل، حال استمرت الأجواء الإيجابية التي تشهدها مفاوضات شرم الشيخ.

وقال المصدر: إن "الأمور يحكمها التقدم الجاري في المفاوضات، وقد تمتد لعدة أيام حال واجهتها عقبات، مؤكدا أنه تم التوافق على جدول أعمال بشأن تبادل الأسرى ، وجارى الاتفاق على مراجعة خرائط الانسحابات من مدينة غزة وخان يونس ودير البلح، على أن تمتد لمناطق أخرى لاحقًا ".

وأشار إلى أن حماس تضغط في ملف الأسرى لتحقيق مكاسب داخلية بالإفراج عن قيادات النخبة مثل عبد الله البرغوثي ومروان البرغوثي وحسن سلامة، معتبرًا أنه من المبكر القول بإمكانية التجاوب مع هذه المطالب في ظل الضغط الأمريكي المتواصل من ترامب، الذي يتابع المفاوضات باستمرار .

ورجح المصدر أن يكون الاتفاق الأولي الخميس أو الجمعة المقبلين، وقد يعلنه ترامب، فيما قد يمتد الحسم إلى الأحد المقبل على أقصى تقدير حال ظهور عقبات.

وأوضح أن العقبة الرئيسية حاليًا هي استمرار العملية العسكرية، وأن حماس تناقش اللوجستيات المطلوبة لتسليم الأسرى سواء من خلال رفع الحواجز والانسحابات ووقف التحليق أو الحصول على أسرى من فصائل أخرى.