السيسي يخطط لزرع الصهاينة في قلب الأهرامات عبر بوابة الإمارات: مشروع "نزلة السمان" يثير مخاوف من تهويد المنطقة الأثرية.
في خطوة جديدة تثير الريبة حول نوايا نظام عبد الفتاح السيسي، كشفت مصادر مطلعة عن أن ما يُسمّى بـ"مشروع تطوير نزلة السمان" ليس سوى واجهة لصفقة مشبوهة تهدف إلى تسليم المنطقة التاريخية المحيطة بالأهرامات إلى مستثمرين إماراتيين يُعرفون بعلاقاتهم الوثيقة مع إسرائيل، في مقدمتهم رجل الأعمال الإماراتي محمد العتيبة، الذي سبق أن تبرع بملايين الدولارات لمؤسسات إسرائيلية، ويعد أحد أبرز الداعمين للتطبيع.
ورغم محاولة رئيس حكومة الانقلاب مصطفى مدبولي ترويج المشروع بوصفه جزءا من "السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية"، فإن حقيقة الأمر، وفق مراقبين، تكشف عن مخطط لبيع واحدة من أهم المناطق التراثية في العالم إلى وكلاء الصهاينة تحت غطاء "التطوير السياحي".
مشروع "إحياء نزلة السمان".. غطاء للتغلغل الإماراتي
مدبولي أكد خلال اجتماعه مع وزيرة التخطيط رانيا المشاط ومستشاري التطوير أن الحكومة تعكف على "إعادة إحياء نزلة السمان كمقصد سياحي عالمي"، بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير.
لكن خلف هذا الخطاب التنموي المضلل، تشير الوقائع إلى أن المشروع يمهّد الطريق لشركات إماراتية، بينها مجموعة العتيبة الاستثمارية، للاستحواذ على أراضٍ ومبانٍ في نزلة السمان بدعوى "تطويرها سياحيا"، ما يفتح الباب أمام وجود استثماري إسرائيلي مباشر أو غير مباشر في المنطقة الأثرية الأكثر شهرة بمصر.
مخطط التهويد الناعم
يأتي هذا التحرك في ظل التحالف الاستراتيجي المتنامي بين نظام السيسي ومحمد بن زايد، الذي لا يخفي دعمه العلني للاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية، وتورطه في تمويل مشاريع مشتركة مع مؤسسات صهيونية.
ويرى مراقبون أن نزلة السمان ستكون بوابة لاختراق إسرائيلي غير مسبوق داخل قلب مصر التاريخي، عبر الإمارات التي تقوم بدور "الوكيل الاقتصادي والسياسي" لتل أبيب في المنطقة، تحت ستار الاستثمار والتنمية.
من التطوير إلى التهجير
وبحسب مصادر حقوقية محلية، فإن خطة الحكومة تتضمن إزالة المساكن القديمة وتهجير عشرات الأسر التي تسكن نزلة السمان منذ عقود، لتحويلها إلى "منطقة سياحية مغلقة" تدار بشركات إماراتية.
هذه الخطوة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق لنظام السيسي أن هجّر أهالي مثلث ماسبيرو ومناطق الوراق تحت ذريعة التطوير، قبل أن تتحول تلك المواقع إلى مشاريع استثمارية تخدم مصالح رجال أعمال إماراتيين وسعوديين.
تهويد ممنهج بغطاء اقتصادي
يرى خبراء أن المشروع جزء من مخطط أوسع لتحويل التراث المصري إلى سلعة تُباع لمن يدفع أكثر، وأن ارتباطه بشبكة التطبيع الإماراتي الإسرائيلي يؤكد أن المستفيد الحقيقي ليس مصر ولا شعبها، بل منظومة النفوذ الإقليمي التي تسعى لإعادة رسم الخريطة السكانية حول المواقع الأثرية الحساسة.
ويحذر مراقبون من أن نزلة السمان قد تكون البداية لتغلغل صهيوني رسمي في منطقة الأهرامات، بما يهدد السيادة المصرية على أحد أعظم رموز الحضارة الإنسانية.