بسبب الببنية التحتية المتهالكة.. انعزال جزيرة داود بالمنوفية وطرح النهر الأكثر تعرضا لآثار فيضان النيل

- ‎فيتقارير

يواجه أهالي جزيرة داوود بالمنوفية عزلة كاملة بعد غرق الطرق بسبب فيضان النيل، وتداول النشطاء استخدام الأهالي القوارب للوصول للمدارس والمستشفيات، حيث يذهب التلاميذ لمدارسهم بقوارب خشبية ضمن شكاوى من أهالي قرية كفر داوود بالمنوفية بعد غرق الشوارع إثر ارتفاع منسوب مياه النيل وقررت المحافظة "تعلية الطريق" وهو تصريح عادة ما يطلق في مثل هذه الأحداث رغم أن الفيضان متكرر بالمنطقة.

وجزيرة داود، التابعة لمركز السادات بمحافظة المنوفية، تعاني سنويًا من مأساة متكررة مع ارتفاع منسوب مياه النيل، خاصة في فرع رشيد، مما يؤدي إلى غرق الطريق الرئيسي الذي يربط الجزيرة بالقرى المجاورة مثل صنصفط ومنوف.

ولفت مراقبون إلى أن المياه تغمر الطريق الوحيد المؤدي إلى المدارس والمستشفيات، وتغرق الأراضي الزراعية والمنازل ما يجعل الجزيرة في انفصال عن باقي المناطق، ويضطر السكان لاستخدام قوارب بدائية للتنقل، مما يعرض حياتهم للخطر، خاصة الأطفال والتلاميذ.

وحذر المراقبون من خطر الفيضان على الأطفال الذين يمكن أن تحاصرهم المياه أو أن تكون القوارب غير مؤهلة فضلا عن انعدام ثقافة سترات النجاة وهم يحاولون الوصول إلى مدارسهم، وسط خوف دائم من الغرق.

ووجه الأهالي استغاثات متكررة للمسئولين كل عام لحل الأزمة، لكن الحلول غالبًا ما تكون مؤقتة أو غير كافية، لاسيما وأن الفيضان يحدث كل عام تقريبًا في نفس التوقيت، مع بداية موسم ارتفاع منسوب النيل، ويُعد مشكلة مزمنة للجزيرة.

مناطق طرح البحر

وفي مقابلة لعباس شراقي – أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة مع "سكاي نيوز" عربية، أوضح أن أراضي "طرح النهر" هي الأكثر تضررًا لأنها تقع مباشرة على ضفاف النيل، وتُستأجر من وزارة الري، لكنها معرضة للغرق عند ارتفاع المنسوب.

وأشار إلى تأثر المزارع السمكية في فرع رشيد  خاصة تلك التي تُنشأ بالمخالفة للقواعد، محذرا من أن البنية التحتية غير المؤهلة مثل الكنائس أو المباني المبنية في مواقع منخفضة داخل النيل، تكون عرضة للغرق كما حدث لكنيسة السيدة العذراء في المعادي.

ولفت إلى أن السد العالي يلعب دورًا في تنظيم المياه، لكن في حالات الفيضان الاستثنائي، يتم تصريف كميات كبيرة لحماية جسم السد، مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب النيل في بعض المناطق، مضيفا أن ".. الأضرار لا تُقارن بما كان يحدث قبل بناء السد العالي، لكنها لا تزال تمثل خطرًا على السكان والمزارعين في المناطق المنخفضة".

واتفق معه  الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة الذي أشار إلى أن البناء على أراضي طرح النهر هو السبب الرئيسي لتكرار الغرق في بعض المناطق، مؤكدا أن الفيضان الطبيعي للنيل مفيد للزراعة، لكن المشكلة تكمن في التعديات على مجرى النهر.

وتدعي حكومة السيسي على لسان المهندس محمد غانم -المتحدث باسم وزارة الري- أن الوزارة تتابع مناسيب المياه يوميًا، وتصدر تحذيرات مبكرة للمناطق المعرضة للخطر وأن هناك خطة قومية لإدارة الموارد المائية حتى عام 2037 تشمل مواجهة الفيضانات.

إلا أن مناطق تتعرض للغرق خلال مواسم الفيضان المرتفع، خاصة الأراضي الزراعية والمباني المخالفة المبنية على أراضي طرح النهر. بخلاف جزيرة داود – المنوفية، التي تعاني من غرق الطريق الرئيسي سنويًا، مما يعزل السكان ويهدد حياة الطلاب.

ومن امثلة هذه المناطق طرح البحر في كفر الشيخ وتقع أيضًا على فرع رشيد، وتتعرض لتسرب المياه إلى الأراضي الزراعية خلال مواسم الفيضان المرتفع.

وفي القاهرة والجيزة مناطق منخفضة قرب النيل تتأثر إذا ارتفع المنسوب بشكل غير متوقع والجزر مثل جزيرة الدهب والوراق فضلا عن قرى في أسوان والنوبة القديمة التي كانت تتعرض قبل بناء السد العالي، لفيضانات مدمرة، لكن الآن التأثير محدود جدًا بفضل السد.

وفي موسم الفيضان (أغسطس–أكتوبر) يظهر غياب البنية التحتية المقاومة للفيضانات بحسب مراقبين حيث كثير من هذه المناطق تفتقر إلى جسور مرتفعة أو مصارف مائية فعالة فضلا عن أن الطرق غير ممهدة أو معززة.

وتنتشر أراضي طرح النهر في مناطق تقع بين الجسر والنهر، وتُعتبر ملكًا للدولة والبناء عليها غير قانوني وغير مؤمن، ومع ذلك تنتشر فيها مساكن ومزارع، مما يجعلها عرضة للغرق كل عام.

ومعظم السكان في هذه المناطق يعتمدون على الزراعة، وبالتالي فإن غرق الأراضي يعني خسائر اقتصادية مباشرة حيث المياه الزائدة قد تؤدي إلى تلف المحاصيل أو تملح التربة.

وفي السودان غرقت مساحات شاسعة من الأراضي قبل أن ترتد المناسيب إلى مستواها الطبيعي مساء الاثنين، ووصلت المياه الهائلة وغير المسبوقة إلى مستوى 750 مليون متر مكعب يوميًا.

وذلك ضمن تدفق مفاجئ، تزامن مع موسم الأمطار الغزيرة، أدى إلى إطلاق السلطات السودانية "إنذارًا أحمر" وتحذير المواطنين من ارتفاع منسوب النيل إلى مستويات قياسية.

الدكتور محمد الشريف @MhdElsherif قال إن "الارتفاع الضخم المفاجئ فى منسوب النيل فى السودان فى توقيت غير معتاد وغير مسبوق، حيث فيضان النيل الأزرق عادة ما يحدث في شهري يوليو واغسطس، حدث نتيجة لزيادة التصريف من سد النهضة. إثيوبيا زادت من تصريف المياه من سد النهضة بنسبة تفوق المعدلات الطبيعية والمعتادة في نهاية موسم الأمطار، مما تسبب في تدفق كميات كبيرة من المياه إلى السودان فجأة، متسببة فى فيضانات وغرق أراضى زراعية ومناطق سكنية. هل صدق السودانيون الآن أن أضرار سد النهضة بلا تنسيق واتفاق قد تكون أكثر على السودان منها على مصر؟ وكانت تستدعي تعاونا وتضامنا أقوى بين البلدين فى مواجهة إثيوبيا؟