لا يختلف العقيد السابق بالجيش ماجد زكريا كثيرا عن أفكار إبراهيم عيسى من رفض سلطة المؤسسات الدينية التقليدية (الأزهر) برأيهم، ويعتبرها جزءًا من منظومة القمع الفكري، يرى أن الدين يجب أن يكون خيارًا شخصيًا لا يخضع لرقابة الدولة أو رجال الدين.
ونشر عبر منصات "تيك توك" محتوى معاد بالمطلق للدين مثل موقفه من "حد الردة"، ففي لقاءات متعددة، عبّر عن رفضه لفكرة قتل المرتد، معتبرًا أن حرية العقيدة مكفولة لكل إنسان، وأن استخدام الدين لتبرير العنف هو انحراف عن جوهر الرسالة الإنسانية.
ويدعو "زكريا" قبل اعتقاله للفت الانتباه لأفكاره، لحرية التعبير المطلقة التي تشمل انتقاد المقدسات، (عدا "الرئيس" والجيش) ما دام ذلك لا يحرض على العنف. هذا الموقف جعله عرضة لهجوم من التيارات الدينية المحافظة.
ويستخدم ماجد زكريا مصطلحات مثل "مفتي الإنسانية" و"الديار الإنسانية" كنوع من التهكم والسخرية على الألقاب الدينية الرسمية، مما أثار استياء البعض واعتبره آخرون نوعًا من الدفع الرمزي للمؤسسات الدينية الرسمية.
انتقاده الوحيد للسلطة هو أنه يستخدم الدين كأداة للسيطرة، مما جعله هدفًا للملاحقة الأمنية ربما لهذا السبب الوحيد لخروجه عن الخطوط الحمراء في هذا الجانب.
واتهم مراقبون ماجد زكريا بالإلحاد أو الزندقة ويروج لذلك، بسبب تشكيكه في بعض النصوص الدينية وتفسيراته الخارجة عن المألوف، وهي اتهامات تأتي من الجميع لاسيما ابناء التيار الإسلامي العام وأفكاره تعد تهديدًا للهوية الإسلامية.
وطالبت جهات رسمية بمحاسبته قانونيا معتبرة تصريحاته خروجًا عن الثوابت، و"ازدراء الأديان"، وهي تهمة شائعة في مصر ضد من يعبّر عن آراء.
ومن أساتذة ماجد زكريا، فرج فودة الكاتب والمفكر العلماني، والذي اشتهر بانتقاد الإسلام ودعا إلى فصل الدين عن الدولة واغتيل عام 1992 بعد حملة تكفير ضده، ونصر حامد أبو زيد الذي ادعى تخصصه في الدراسات القرآنية، فدعا إلى قراءة النص الديني قراءة عقلانية، وحكمت محكمة مصرية بالتفريق بينه وبين زوجته واختار مغادرة مصر رفضا على حكم التفريق وفضلا العيش معا رغم الحكم وظل على أفكاره حتى قبض عليها.
وعربيا تعتقل السلطات السعودية رائف بدوي مؤسس موقع "الليبراليون السعوديون"، بسبب كتاباته التي انتقدت المؤسسة الدينية ولم يعتقل أحمد الحرقان في السعودية رغم أنه تحوّل إلى الإلحاد، وظهر في لقاءات تلفزيونية مثيرة للجدل، فضلا عن أنه ناشط سابق في التيار السلفي.
وعبد الله القصيمي من السعودية، كان أيضا في بداياته مدافعًا عن الفكر السلفي، وكتب في الدفاع عن الإسلام، لكنه لاحقًا تبنّى أفكارًا نقدية شديدة للدين، حتى وصفه البعض بأنه "أشهر ملحد عربي"، وتحوّل من موقع قريب من السلطة الدينية إلى الإلحاد.
إخفاء قسري
وكان لافتا إخفاء ماجد زكريا قسريا بحسب مركز "أندلس لدراسات التسامح" الذي اعتبر أن احتجاز الضابط السابق كان لمن "يسعى لمواجهة التطرف بالكلمة وبدعم التسامح والإنسانية يرسل رسالة خاطئة للشباب وللمجتمع كله بأن التفكير الحر والخلق الإنساني قد يكون مضرًا، مما يترك الفراغ لخطاب العنف والكراهية ليزدهر.".
ودعا إلى الكشف الفوري عن مكان وسبب اعتقال ماجد زكريا، لضمان عدم تعرضه لانتهاكات إضافية أو اختفاء قسري، وتمكينه من محامٍ مستقل ومتابعة قضائية شفافة، وفقًا لمبادئ العدالة الدولية والمحلية. وضمان حقوقه في محاكمة عادلة إذا وُجهت له أي اتهامات، مع احترام قرينة البراءة.
ووقف أي محاولة لاستغلال أفكاره أو خطاباته بطريقة تشوه غايته الإنسانية والتوعوية.
https://www.facebook.com/photo?fbid=1230627132441165&set=a.636378358532715