مع إقرار مبعوث ترامب بوهم “السلام”.. هل يصافح الرئيس الشرع نتنياهو في أمريكا؟!

- ‎فيعربي ودولي

بحسب أحدث التقارير الصحفية الامريكية حتى سبتمبر الحالي، فهناك مؤشرات قوية على لقاء محتمل بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في العاصمة الأميركية واشنطن، لكن لم يتم تأكيد حصول المصافحة علنًا حتى الآن.

ونقل موقع CNBC عربية عن مصادر “إسرائيلية” وسورية أن لقاءً سيُعقد بين الشرع ونتنياهو في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأن الهدف من اللقاء هو بحث اتفاقية أمنية أولية، قد تكون مقدمة لاتفاق سلام وتطبيع بين سوريا وإسرائيل.

 

وقال موقع Middle East Transparent إن الانفتاح على “إسرائيل” بات “مرتقبًا”، وأن اللقاء بين الطرفين قد يشهد مصافحة رمزية.

 

وفي المقابل، الجزيرة نشرت تحقيقًا يفنّد صورًا ومقاطع فيديو انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر الرئيس الشرع في نيويورك، لكنها أكدت أن بعضها مفبرك أو قديم، ولم توثق أي مصافحة حقيقية.

وحتى الآن، لا توجد صورة أو فيديو موثّق يُظهر مصافحة فعلية بين أحمد الشرع ونتنياهو، لكن التقارير تشير إلى أن اللقاء السياسي بينهما في واشنطن بات شبه مؤكد، وقد يحمل رمزية تطبيع غير مسبوقة بين دمشق وتل أبيب.

وعلى هامش زياراته للمنطقة قال تومي باراك مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن “السلام في الشرق الأوسط وهم، وعلى أحد الطرفين الاستسلام.. ونسلح الجيش اللبناني ليقاتل حزب الله لا “إسرائيل”.

وكشف باراك بهذا الاعتراف ضمن لقاء مع برنامج الحقيقة لـ”هادلي جامبل” على قناة ذا ناشيونال نيوز الإماراتية، وقدّم المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك رؤية مباشرة وصادمة عن واقع الشرق الأوسط.

ونصح المحلل السياسي ياسر الزعاترة @YZaatreh بمتابعة اللقاء قائلا: “إيّاك أن تفوّت هذا.. دقيقة تغنيك عن جدل ساعات!.. المتحدّث هو توم باراك، مبعوث ترامب الخاص إلى سوريا، والدبوماسي الأمريكي المخضرم. .. “السلام وهْم”، “الهيْمنة” هي الهدف، العرب لا يعرفون كلمة “استسلام”… أليس هذا ما نقوله يوميا منذ عقود، وقاله هذا بتعليق صريح؟!.

لا تصدّقوا “باعة الأوهام”.

https://x.com/YZaatreh/status/1970414655849013279

ونشرت جريدة “جيروزاليم بوست” الصهيونية اليوم صورة افتراضية توقّعت فيها مصافحة بين الشرع ونتنياهو في حديقة البيت الأبيض قريباً.

وأعربت مصادر دبلوماسية اميركية عن خشيتها من عدم تمكن الرئيس السوري احمد الشرع من إحكام سيطرته على سوريا، مشيرة الى ان العقبات كبيرة امام الاستقرار، والعودة الى الدولة السورية المركزية، وقد لا يكون الشرع هو القادر على إعادة عقارب الساعة الى الوراء، واعادة توحيد سوريا.

 

وأضافت هذه المصادر أن عدد المسلحين الاكراد المنضمين في جيش نظامي يقارب 80 الفا، وهو يفوق مجموع المسلحين الذين يوالون الشرع. وان عدد الدروز المسلحين الذين سيجتمعون في مواجهة الشرع، يناهز 40 الفا،  وهذا ايضا يفوق عدد مسلحي الشرع.

ورأت الصحيفة ان المشكلة الكبرى تتمثل في الوضع في الساحل السوري، حيث تعمد روسيا عبر قواتها الموجودة في مطار حميميم، الى تجنيد سوريين علويين، لحاجتها اليهم للقتال في اوكرانيا، ولقاء وعد بدعم انفصالهم او إعطائهم مكانة في النظام السوري الجديد أسوة بالاكراد والدروز، بعد عودة هؤلاء من الجبهة الاوكرانية.

ونقلت عن مصادرها تساؤلا:  “ماذا سيتبقّى للشرع في حال كانت ثلاثة مكونات رئيسية سورية تسعى الى الانفصال التام،  او إلى التمتع بحكم ذاتي في حال فشل مشروع الانفصال؟”.

وأدعت أن الخيارات امام الشرع ضيقة وهي تضيق يوميا، لذلك هو سيضطر الى الانفتاح على “اسرائيل”، من جهة، وعلى لبنان من جهة ثانية، ليحمي خاصرتيه الجنوبية والغربية.

وزعمت أن الانفتاح على “اسرائيل” مرتقب خلال زيارة الشرع الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. ويُتَوقّع ان يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو!

ورأت الصحيفة أنه في المفكرة الاميركية، حسب ما قالت المصادر، احتمال كبير بانضمام سوريا الى الاتفاقات الابراهيمية، وتاليا تخفيف الاحتقان مع الدروز وايجاد تسوية لوضع السويداء برعاية “اسرائيلية”.

ومن جهة ثانية، يبقى وضع الجولان معلقا تحت الاحتلال “الاسرائيلي”، على ان يكون مُلكية سورية، بما يشبه وضع “طابا” المصرية بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، وتتم معالجة الوضع في الجولان بالمفاوضات في ظل اتفاقية سلام بين البلدين.

وزعمت تقارير صحفية امريكية وصهيونية أن سوريا و”اسرائيل” توصلتا الى اتفاق بأكثر من 95% من البنود بعد سلسلة من الاجتماعات لم تتوقف بعد.

وحسب دوائر “اسرائيلية” فان الاتفاق يشمل الانسحاب من المناطق المحتلة بعد سقوط نظام الاسد، باستثناء نقطتين عسكريتين على قمة جبل الشيخ وتأجيل مناقشة مسألة مرتفعات الجولان مستقبلا، إضافة إلى التزام سوريا بمحاربة الوجود “الايراني” على أراضيها ومنع اي هجمات ضد “اسرائيل”، وستعمل سوريا على بناء نسيج وطني يضمن مشاركة الاقليات في الحياة السياسية وستعترف “اسرائيل” بحكومة الشرع ولن ينشر الجيش السوري اسلحة ثقيلة على الحدود، كما سيتم تحديد خطوط جديدة للمنطقة العازلة بين البلدين.

 

واستنادا الى هذه الدوائر فانه من المتوقع توقيع الاتفاق في 25 من شهر سبتمبر الجاري في نيويورك بحضور الشرع والرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو.

وسبق للأكاديمي  محمد المختار الشنقيطي @mshinqiti، أن أثنى على الرئيس السوري واعتبر أن لقاءه السابق بترامب مكسب قائلا: “أميركا دولة مؤثرة في العالم، والجميع يتطلعون للقاء قادتها، بحسن نية وبسوئها. فليس من الإنصاف الحكم سلبا على لقاء الشرع مع ترامب حتى تتضح ثمراته وتبعاته الكاملة، خصوصا مع ما فيه مكاسب واضحة للسوريين، وأهمها رفع العقوبات. وأظن أن لدى الشرع من البراعة التكتيكية ما يستطيع به التعاطي مع هذا النمط من الملفات المعقدة. كما أن المطالب الأميركية التي تسربت إلى الإعلام أغلبها معقول، باستثناء جريمة التطبيع التي لا أحسب الشرع يُقدِم عليها أبدا، خصوصا وأن “الاسرائيليين” يحتلون الأرض السورية مع الفلسطينية. لكن مطالب أخرى يمكنه التعامل معها، ومنها ضبط المقاتلين غير السوريين، وضمان ألا يستهدفوا دولة أخرى انطلاقا من سوريا، واستلام المسؤولية عن معتقلات الدواعش التي كانت تديرها “قسد” نيابة عن الأميركيين. وهذه أمور طبيعية، وهي داخلة ضمن فرض سيادة الدولة، واحتكار السلاح بيدها. ويمكن التعامل مع بعض المطالب الأميركية بذكاء والتفاف، مثل تجنيس المجاهدين غير السوريين، وفاء لما قدموه من تضحيات، بدلا من إخراجهم من سوريا.. والله يقدِّر الخير لسوريا وأهلها.

 

https://x.com/mshinqiti/status/1922596989688045888