كشفت مصادر صحفية عن رسالة مسرّبة من القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد البلتاجي، أعلن فيها دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام منذ الأول من يوليو/ تموز الجاري، احتجاجًا على ما وصفه بـ"الظروف غير الإنسانية" التي يعانيها هو وعشرات السجناء السياسيين في سجن بدر 3 شرق القاهرة.
وجاء في الرسالة المنسوبة للبلتاجي، الأكاديمي والطبيب وأحد رموز ثورة 25 يناير، أن "ثماني سنوات مرت دون رؤية الشمس أو ألوان السماء، داخل زنازين مغلقة 24 ساعة يوميًا، محرومين من الصحف والراديو والتلفاز، ومنعنا حتى من استقبال أي زيارات أو اتصالات بأسرنا منذ اعتقالنا قبل أكثر من 12 عامًا". وأضاف: "ما نتعرض له من تنكيل يفوق ما يحدث في أي سجن بالعالم، حتى في ظل الاحتلال. الموت أصبح أهون علينا مما نعيشه".
البلتاجي، البالغ من العمر 62 عامًا، والذي كان عضوًا بمجلس الشعب والجمعية التأسيسية لوضع دستور 2012، اعتُقل في أغسطس/ آب 2013 عقب فض اعتصام رابعة العدوية، حيث قُتلت ابنته أسماء (17 عامًا) برصاص قوات الأمن أثناء فض الاعتصام، في واقعة وثقتها منظمات حقوقية دولية ووصفتها بأنها "استخدام مفرط للقوة".
ومنذ اعتقاله، واجه البلتاجي سلسلة من المحاكمات انتهت بإصدار أحكام بالسجن المؤبد والإعدام بحقه، وسط انتقادات حقوقية لإجراءات التقاضي التي شابتها انتهاكات جسيمة، من بينها انتزاع اعترافات تحت الإكراه ومنع الدفاع من الاطلاع على ملفات القضايا.
يُذكر أن أسرته لا تزال تدفع ثمن مواقفه السياسية؛ فابنه أنس البلتاجي معتقل منذ عام 2013 في قضايا ذات طابع سياسي، ويُحتجز أيضًا في ظروف وصفتها منظمات حقوق الإنسان بأنها "قاسية وغير قانونية".
وكان البلتاجي قد برز كأحد الشخصيات الفاعلة خلال ثورة يناير، حين ألقى خطابًا انتقد فيه تعامل الأجهزة الأمنية مع المتظاهرين، متهمًا اللواء عبد الفتاح السيسي – مدير المخابرات الحربية حينها – بمحاولة "إرهاب الثوار". ويرى مراقبون أن هذا الموقف تحديدًا جعله عرضة لما وصفه في رسالته بـ"الانتقام المستمر" من السلطات منذ الإطاحة بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي.
منظمات حقوقية محلية ودولية، بينها هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، أعربت عن قلقها المتكرر بشأن أوضاع السجون في مصر، خاصة في مجمع بدر الجديد، حيث سجلت تقارير متعددة "حالات عزل مطول، حرمان من العلاج، وتدهور حاد في الصحة النفسية والجسدية للسجناء".
يأتي إعلان البلتاجي عن إضرابه بينما يواجه سجن بدر 3 موجة انتقادات على خلفية حالات وفاة وانتحار موثقة بين النزلاء، ما دفع الأمم المتحدة في وقت سابق إلى مطالبة السلطات المصرية بضمان "معاملة إنسانية لجميع السجناء، وإتاحة الرعاية الطبية والاتصال بأسرهم وفقًا للمعايير الدولية".
