تعطل “العقل المدبر” للاتصالات بمصر”.. هل حريق سنترال رمسيس حدث عرضي أم جزء من “نظرية الإلهاء” , وأين طائرات الجيش ؟

- ‎فيتقارير

اندلع حريق ضخم، الإثنين، في الطابق السابع من مبنى سنترال رمسيس وسط القاهرة، وهو أحد الأعصاب الحيوية لشبكات الاتصالات والإنترنت في مصر. تسبب الحريق في تعطل واسع لخدمات الاتصالات، شكا منه مواطنون في القاهرة والجيزة، وأصاب الشلل المؤقت قطاعات حيوية مثل خدمات الطوارئ والنجدة والإسعاف المرتبطة بالشبكة.

 

لكن خلف الدخان الكثيف المتصاعد من قلب العاصمة، يطرح مراقبون وخبراء تساؤلات حادة: لماذا لم يستعن الجيش، الذي يمتلك أسطولًا من الطائرات والمعدات المتطورة، لإخماد النيران؟ من المستفيد من تعطل هذه البنية التحتية في توقيت حساس سياسيًا واقتصاديًا؟ وهل يدخل الحادث ضمن سلسلة من “الكوارث المريبة” التي تضرب منشآت استراتيجية في عهد عبد الفتاح السيسي؟

 

“عصب الاتصالات” يحترق.. والنظام يكتفي بالبيانات

وفق بيانات محافظة القاهرة والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، نشب الحريق في إحدى غرف أجهزة الشركة المصرية للاتصالات، ما أدى إلى فصل التيار الكهربائي عن كامل المبنى، وتوقف الخدمات. بينما أعلنت وزارة الصحة إصابة 14 شخصًا جراء الحادث، ونقلهم إلى مستشفى القبطي بشارع رمسيس.

 

ومع أن فرق الدفاع المدني تمكنت من السيطرة على الحريق ومنع امتداده للمبنى بالكامل، إلا أن خبراء أشاروا إلى غياب التنسيق العسكري – المدني، رغم كون الجيش المصري يهيمن على كافة مفاصل الدولة، ويمتلك طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق.

 

حوادث “مريبة” تتكرر.. والإلهاء حاضر

الحريق أعاد للأذهان سلسلة من الحرائق والانفجارات الغامضة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، مستهدفة مواقع حيوية:

 

حريق محطة مصر 2019 الذي أسفر عن عشرات القتلى.

 

حرائق متكررة بمخازن وزارات وهيئات حكومية خلال السنوات الماضية، بعضها قبل أيام من محاكمات أو كشف ملفات فساد.

 

انفجارات بمعسكرات ذخيرة دون إعلان شفاف عن أسبابها.

 

يربط معارضون هذه الوقائع بـما أسموه “سياسة الإلهاء”، التي يلجأ إليها النظام كلما تصاعدت الأزمات الاقتصادية أو الاجتماعية، أو حين يكون بصدد تمرير قرارات كارثية، مثل رفع الأسعار، أو بيع أصول الدولة، أو تمرير قوانين مثيرة للجدل.

 

من المستفيد من تعطل “العقل المدبر” للاتصالات؟

الحادث أدى إلى تعطل جزئي لخدمات الاتصال والإنترنت والطوارئ، ما أثار مخاوف من هشاشة البنية التحتية في بلد يفاخر نظامه بمشروعات تريليونية كـ"العاصمة الإدارية".

 

يتساءل مراقبون: هل هناك طرف داخلي أو خارجي يستفيد من هذا التوقف؟ أم أن النظام نفسه يوظف الكارثة لخلق حالة طوارئ تبرر المزيد من السيطرة الأمنية والرقابة على الإنترنت؟

 

“ماس كهربائي” أم إهمال أم شيء آخر؟

في حين أرجعت التحقيقات الأولية سبب الحريق إلى ماس كهربائي، يرى خبراء أن التفسير المكرر في كل حادثة بات “مستهلكًا وغير مقنع”، خاصة في منشآت حساسة كهذه يُفترض أن تخضع لصيانة دورية وأنظمة إنذار مبكر متقدمة.

 

غياب الشفافية.. قاسم مشترك

كعادتها، اكتفت السلطات ببيانات مقتضبة، دون السماح للصحافة المستقلة أو الخبراء المحايدين بالوصول إلى موقع الحادث أو الاطلاع على التفاصيل. هذا التعتيم يفتح الباب أمام الشكوك، خاصة في ظل سوابق النظام في إخفاء الحقائق عن كوارث مشابهة.