أكد مراقبون أن إثيوبيا تُصرُّ على عدم تشغيل كل توربينات السد (13 توربينا) حتى لا تفقد مزيدا من المياه في النيل الأزرق، وأنها حال استهدفت من السد 1850 ميجا وات بشكل ثابت، فإنها ستسهلك 50 مليار متر مكعب من المياه، وهي كامل حصة مصر من سد النهضة وهو ما يبدو أن إثيوبيا لا تريده بل تنكره.
وأكد الباحث هاني إبراهيم على منصة (نهر مصر الخالد تاريخ حضارة مستقبل) على "فيسبوك"، أن "أرقام السد قدرته 6000 ميجاوات، ثم تراجعت الى 5150 ميجاوات مجرد أرقام لتضخيم قدرة السد؛ لأن فعليا إنتاج الكهرباء سوف يكون بمتوسط 1800 ميجاوات فقط؛ لأن إيراد النيل الأزرق لا يسمح بأكثر من ذلك.".
أرقام إثيوبية صحيحة
وفي ضوء متابعته اللصيقة لأرقام سد النهضة، أضاف إبراهيم Hany Ibrahim أن حسابا إثيوبيا نشر أرقاما صحيحة الأحد تضمنت أرقاما تعبر عن 3 نقاط مهمة:
الأولى: رقم الإنتاج الكهربي الظاهر ب 1850 ميجاوات إذا استمر بنفس المعدل يعمل لمدة 349 يوم متواصلة يعني أن إنتاج الطاقة القصوى للسد سنويا 15.5 ألف جيجاوات ساعة سنويا ويحتاج 50 مليار متر مكعب سنويا، وهو إيراد النيل الأزرق السنوي.( الحساب يعتمد على متوسط مستوى الخزان في توقيت التقاط الصورة، والذي يقع ضمن مناسيب التشغيل وقد يرتفع أو ينخفض).
الثانية: عندما يحدث جفاف وترفض أثيوبيا تمرير جزء من المخزون بالسد سوف يتراجع الإنتاج الكهربي بواقع 20 % كل 10 مليار متر مكعب تراجع في إيراد النهر فرضًا كان الفيضان خلال الجفاف بإيراد 30 مليارا سوف يكون إنتاج السد 60 % فقط من قدرته الكهربية، أما لو مررت أثيوبيا 10 مليار من المخزون المقدر ب 50 مليار سوف ترتفع قدرته إلى 80 % و15 مليار سوف ترتفع قدرته إلى 90 % ويستفيد الجميع، وبالتالي التمرير خلال الجفاف والجفاف الممتد مفيد لأثيوبيا كهربيا ولكنها تنكر ذلك.
الثالثة: مخزون 50 مليارا إضافيا بالسد لن يتم المساس بحد تشغيل التوربينات، أي لن يتم التخفيض لحد توقف عمل التوربينات .
وأشار إلى أنه فعليا "التوربينات المنخفضة تستطيع العمل عند سعة أقل من 7 مليار بالسد والتوربينات العلوية عند سعة أقل من 18.5 مليار متر مكعب بالسد، وبالتالي سعة السد مبالغ فيها بالأساس".
وأوضح إبراهيم أن القدرة الكهربية للسدود تقاس سنويا، بمعنى إذا كان سد إثيوبيا يضم 13 توربينا وقدرته المعلنة 5150 ميجاوات والسنوية 15- 15.5 ألف جيجاوات ساعة فهي تعني أن التوربينات ال 13 أصحاب قدرة مجتمعة 5150 ميجاوات عندما تعمل سوف تحتاج لكل ساعة 16 مليون متر مكعب وكل يوم حوالي 370 مليون متر مكعب يوميا، وبما أن إيراد النهر 50 مليارا فقط، معناه أن عمل التوربينات سوف يكون 134 يوم فقط، وبناء عليه يكون إنتاج الطاقة السنوية مرهونا بحجم المياه وليس القدرة المبالغ فيها.
ولم يستبعد الباحث في شأن مياه النيل أن رقم 5150 ميجاوات يمكن أن يظهر، وهو يعني استهلاك مزيد من المياه، مستدركا أن "استمراره هي النقطة المهمة؛ لأن تشغيله بشكل مستمر مستحيل لأنهم لم يشغلوا السد 4 شهور في السنة".
ولمزيد من التأكيد قال Hany Ibrahim: "القدرة الخاصة ب5150 مجرد حالة لحظية وليس دائمة وفي المتوسط السنوي لإنتاج الطاقة سنويا تكون 1800 ميجاوات لا أكثر من ذلك بأي حال من الأحوال إلا قليلا في الفيضانات العالية ودي مرهونة بعدم تشغيل المفيض بالأساس، وبالتالي سنرجع لنفس القدرة ال 1800 فقط وربما اقل".
وعن صور السد قال: إن "في السد 8 توربينات يعمل منهم 6 توربينات وتوربينين متوقفين منخفض وتوربين علوي، مشيرا إلى أن تقدير 1800 ميجاوات وفق واقع تشغيل السد ومتماشي تماما مع تقديرات الدراسات السابقة، والآراء العلمية في الأمر ومن بينها الدكتور محمد، أشار إلى أن القدرة سوف تكون قريبة من الرقم ده في حدود 1600 ميجاوات؛ لأن طبعا فيه مياه ستمر من المفيض، وتكون خصما من القدرة السنوية".
سد باتوكا … المصري
ومن جانب توليد الكهرباء من السد فبحسب هاني إبراهيم فإن كهرباء السد (العالي) معرضة للانخفاض مع انخفاض مرور المياه، وفي هذا الصدد أشار متخصصون إلى أنه "بالنظر لخريطة الجنوب الأفريقي نجد أن دولتي زامبيا وزيمبابو ي يرتبطان بنهر الزامبيزي ، وأنهما كانا يرغبان في بناء سد باتوكا وتحويل ما يصل إلى 16 مليار متر مكعب من المياه سنويًا من نهر الزمبيزي إلى بحيرة كاربيا والتي تقع على طول الحدود بين زامبيا وزيمبابوي، وتبعد 1300 كيلومتر عن المحيط الهندي".
وأشاروا إلى أنه "من المفترض أن يقوم السد بتوليد كهرباء بقدرة 2400 ميجاوات/ساعه بتكلفة 5 مليار دولار، ولكن المشكلة أن كلا البلدين يعيشان في أزمات مالية خانقة، وغير قادرين على إقامة هذا السد (سد باتوكا) الذي قد يسهم بشكل كبير في حل مشاكل الكهرباء في كلا البلدين .
ويظل مع نهر الزمبيزي الذي يبلغ حجم تصريف مياهه 3400 متر مكعب /ثانية بينما نهر النيل يبلغ حجم تصريفه 2830 مترمكعب/ ثانية فقط ، والذي سيقام السد عليه، وهنا نبدأ في المقترح الذي أرجو أن تنفذه القيادة السياسية بربط نهر الزمبيزي بنهر النيل في تنزانيا المجاوره لهم ثم بحيرة فيكتوريا وأوغندا وجنوب السودان.
وأضاف أن المشروع قد يكون مكلفا، ولكنه يظل أقل تكلفة كثيرا من ربط نهر النيل بنهر الكونجو ، وعربون المحبة سيكون سد باتوكا الذي يجب أن يكون مصريا والتي ستقوم ببيع الكهرباء لكلا البلدين بسعر تفضيلي مقابل السماح بإتمام هذا الربط بين النهرين والذي قد يزيد من حصة مصر من ماء النيل 50% على الأقل .
وأكدوا أنه قد يكون للمشروع أثار سياسية واقتصادية شديدة الخطورة لصالحنا، ولكن الأمر يحتاج لدراسات جيولوجية من المتخصصين
وأن حكومة السيسي تأخرت لسنوات في الاستفادة من قرض وقعته مع "جايكا"، في 29 فبراير 2016، لرفع كفاءة استخدام الطاقة لـ3 شركات لتوزيع الكهرباء، بقيمة إجمالية 24.7 مليار ين ياباني (167.5 مليون دولار أمريكي)، إذ بلغت إجمالي المسحوبات منه حتى 30 يونيو2024، 7.4 مليار ين فقط بنسبة 29.9%..