كوبري السيدة عائشة نموذج جديد لتدمير التراث و الأصالة لإرضاء عصابة العسكر

- ‎فيتقارير
في خطوة جديدة تُضاف إلى سلسلة من المشاريع التي تُثير جدلاً واسعًا، يواصل نظام المنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي تنفيذ مشروعات تهدم التاريخ والتراث لصالح مشروعات الجيش التجارية، في محاولة للبقاء في السلطة، أحدث هذه المشاريع هو تطوير منطقة السيدة عائشة في قلب القاهرة التاريخية، والتي تُعد من أعرق وأهم المناطق التراثية في العاصمة.

كوبري السيدة عائشة: بين الحاجة والتدمير

يُعتبر كوبري السيدة عائشة من أبرز معالم المنطقة، و قرر كامل الوزير نائب رئيس حكومة الانقلاب ووزير النقل والصناعة إزالة الكوبري الحالي، واستبداله بمحور مروري جديد يمتد من مجرى العيون إلى مصر القديمة، مرورًا بالمقابر الأثرية في المنطقة، وبعد الانتهاء من المحور الجديد، وزعم أنه سيتم تحويل منطقة الكوبري إلى ممشى سياحي يربط بين مسجد السيدة عائشة وقلعة صلاح الدين ومسجد السلطان حسن، مع إنشاء حدائق ومطاعم ومرافق سياحية أخرى. 

تدمير التراث لصالح مشروعات الجيش

رغم الادعاءات الرسمية بأن هذه المشاريع تهدف إلى تطوير المنطقة وتحسين البنية التحتية، إلا أن العديد من الخبراء يرون أن هذه السياسات تُساهم في تدمير التراث المعماري والتاريخي لصالح مشروعات الجيش التجارية، فمنذ عام 2014، أنشأ النظام أكثر من 600 جسرًا و21 محورًا بتكلفة تجاوزت 85 مليار جنيه، وجاري تنفيذ 1000 جسر ونفق آخر بتكلفة 130 مليار جنيه، وفقًا لتصريحات وزير النقل كامل الوزير، لكن هذه المشاريع غالبًا ما تُنفذ على حساب المناطق الأثرية والتاريخية، مما يثير تساؤلات حول أولويات النظام واهتمامه بالتراث الوطني. 

غياب الرؤية الحضارية

تُظهر هذه السياسات غيابًا واضحًا للرؤية الحضارية المستدامة، حيث يتم التركيز على الحلول المؤقتة مثل إنشاء الكباري والأنفاق، دون النظر في تطوير أنظمة النقل العام وتطبيق قوانين المرور بصرامة، كما أن هذه المشاريع غالبًا ما تُنفذ دون دراسة جدوى حقيقية، مما يؤدي إلى نتائج غير فعّالة وتكبد الدولة تكاليف إضافية.

استهداف المناطق التاريخية 

بينما يُفترض أن تكون مشاريع تطوير المناطق التاريخية جزءًا من استراتيجية للحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الوطنية، فإن السياسات الحالية تُظهر أن هناك تدميرًا ممنهجًا للتاريخ والأصالة لصالح مشروعات الجيش التجارية، هذا التوجه يُهدد بتغيير ملامح القاهرة التاريخية بشكل جذري، مما يستدعي وقفة جادة من جميع المعنيين بالحفاظ على التراث الوطني.