يرى مراقبون أن الشعوب العربية فى ظل الأنظمة الدكتاتورية، تواجه سياسة الإلهاء التي تسلب إرادة المواطنين، وتشغلهم عن قضاياهم الرئيسية، ويعتمد العسكر في مصر على هذه السياسية بشكل كبير لإثارة التخويف والتفزيع حتي لا يثور الشعب ضدهم.
ويشيرون إلى أن استراتجية الإلهاء؛ هي عنصر أساسي في التحكم بالمجتمعات، حيث تتمثل في تحويل انتباه الرأي العام عن المشاكل المهمة والتغيرات التي تقررها العصابة السياسية، عبر وابل متواصل من القضايا والمعلومات بل والشائعات..
الخبر التريند
الباحث عباس قباري وعبر فيسبوك قال إن البحث في قضايا سابقة ولاحقة عن "الخبر الترند دلوقتي إيه؟" وأن اليوم كان "حادث اغتصاب الطفل ياسين!!.. والحادث يتم ترويجه وتكثيف الكلام حوله بشدة بعد مسلسل (لام شمسية) اللي بيحكي عن "التحرش" بطفل!!.. وكأن المسلسل تمهيد لتفجير الحادثة!.. ".
وقال: "عاوز ألفت نظر حضرتك إننا بيتمارس علينا بشكل ممنهج سياسات "هندسة المجتمع" وتخويفه وإسقاطه في اختباراته وبرجلته وتخويفه.. عبر جو عام يحتاج المواطن فيه لسلطة الردع التي يحتكرها النظام دومًا! ".
وأضاف "فيبقي حضرتك محتاج الدولة تتدخل لحمايتك من خطر متوهم عبر تعميم "حادثة خاصة" رغم إجرامها وبشاعتها.. وكأنها حادثة عمت بها البلوي وكل الناس متحرشين مغتصبين!.. فتقع فريسة لهذا التوهم إن ممكن ابنك يتعرض للتحرش أو بنتك للاغتصاب.. ودة بيخلي المواطن حيران في التدابير الاحترازية وبيبذل مجهود مضاعف في الحفاظ على عياله لخوفه من كل من حوله!!".
وعن تأثير ذلك على المواطن أنه "..بيبقي مستعد لقبول إجراءات شرسة تتخذها الدولة زي تشريع قاسي أو تواجد أمني كثيف بالشارع.. وفق هذه التراتبية المجربة والمحبوكة يقبل الناس بشكل طبيعي التشدد في الضوابط التي تضعها الدولة (ضدهم) .. لأنه تم إرضاؤك في قانون يخدمك.. بالتبعية تقبل تشدد الدولة في قانون ضدك وفق آليات (هات وخد)".
وأوضح أن "حاجات كتير بتتعمل ضدنا في قضايا حقيقية تستفيد بها الدولة في (تشريس) المجتمع عنوة ليسهل تمرير (شراسة) الدولة في اتجاهات أخري .. وبالتبعية يتم ابتلاع قواعد (الغابة) التي بتستفيد منها الدولة في احتكار أدوات القوة بعد احتكارها أدوات الردع!! .. ".
وعن مرحلة خطيرة من هذه السياسة أشار إلى أنه "..بعد أن أصبح المجتمع (غابة) في مخيلة الناس وتصوراتهم.. نصل للمحطة الأخيرة .. وهي مرحلة تعميم الخاص وإطلاق المقيد".
وبين أنها تعني "تصوير كل طفل ضحية للتحرش أو الاغتصاب في المقابل فإن كل معلم أو طبيب أو شيخ أو قدوة متحرش محتمل!! فتغيب القدوات الطبيعية وقوي المجتمع الحية!… وتصور كل امرأة ضحية عنف في المقابل كل زوج أو أب أو رب عمل متهم بالعنف إلي أن يثبت العكس! فتغيب قيم احترام الأسرة والمرأة والنخوة .. وكل ذي لحية إرهابي .. وكل محجبة منغلقة .. وكل متبرجة منفتحة .. وكل صاحب زي أزهري مهان .. وكل مطلقة مظلومة .. وكل مطلِق ظالم .. وكل مختلعة ناشز .. وكل أرملة مطمع .. وكل تاجر له مظهر التزام نصاب .. وكل وكل وكل ".
إلا أنه افترض أنه "مع هذه الكليات تصنع السلطة شعبا مغيبا منهكا دايخ في طرقات النظام .. خائف على الدوام يترقب الضربة ولا يعلم من أي اتجاه تأتيه.. على العكس فإنك لن تجد في هذه الدائرة الجهنمية أي فئة من فئات الحكم في دائرة الاتهام! .. يعني لن تجد ضابط شرطة متحرشا أو ضابط جيش مغتصب أطفال ولن تجد عضوا في جهة سيادية متسلطا على أهل بيته!".
وعن الصورة الأخيرة رأى أن معلومات تؤكد ما ذهب إليه وهي أن:
– منتج المسلسلين "الشركة المتحدة" بإنتاج عالي الجودة والتكلفة وممثلين سوبر ستار!
– مروج الخبرين بكثافة "موقع القاهرة 24"
– "الشركة المتحدة" و"القاهرة 24" تابعين مباشرة للمخابرات العامة ضمن مشروع السيسي المعلن!
وأن السيدة (هناء محمد حسن) قاتلة ابنها التي طبخت جزءًا منه .. تمت تبرئتها وإيداعها مصحة نفسية لثبوت جنونها وقت ارتكاب الجريمة .. بعد ما الناس نسيت القضية
وواقعة اغتصاب ياسين تمت في فبراير 2024 وتم تكثيف الحديث عنها في أبريل 2025 !!
وخلص إلى نتيجة مفادها أن هناك "تبادلية زائفة يتم ترسيخها عن طريق استغلال حوادث المجتمع الفردية وصبها في سياقات درامية تعميمية .. يقابله بنفس الدرجة استدعاء السياقات الدرامية (المبالغ في حبكتها) لتتحكم في حياة الناس الحقيقية الشخصية!.. وده له أثر سلبي في تغيرات جذرية في أمزجة الناس وتخيلاتهم وتجهيزاتهم لمستقبلهم وطريقة تفكيرهم لعيالهم ".
وأعتبر أن النتيجة الأهم هو أن ذلك "..يسهل إلي حد كبيير تحكم النظام في الشعب واستسلام الشعب للسلطة عبر القوة والردع وغياب المنافسين!".
وعن نموذج قريب كانت توظف فيه برامج للدور ذاته "..برنامج نص ساعة كانت بتعمله المذيعة (ريهام سعيد) في برنامجها (صبايا الخير) ورغم بساطته وسذاجته أحيانا إلا أنه كان بيحبس كتير من الناس في بيوتها حرفيا .. الأمر دلوقتي بيتم عبر مسلسل وحبكة درامية وتشويق وموسيقي حزينة وممثلين محبوبين وتقنيات حديثة مدروسة!!.. ".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1349749549666921&set=a.103714844270404
وعلى المنوال ذاته رأى د. حمزة زوبع المشهد وعبر @drzawba عنون مقاله بـ"المذيعة سارة والقس منير والطفل ياسين " فقال: "
ياسين طفل مسلم ضحية مجتمع ونظام وإعلام وقضاء أشد فسادا ممن سواهم ، وبالمناسبة فقد يكون للمجرم المسيحي الذي اعتدى على ياسين ضحايا آخرون فالمجتمع الكنسي به من البلايا ما لا يعلمه إلا الله والقساوسة ولكن الإعلام والنظام يخشيان من الحديث في هذه القضايا المرصودة من قبل أمن الدولة لسنوات وذلك حتى لا يلجأ تواضروس إلى الغرب فيفضحهم ويتهمهم بالعداء للمسيحيين مع أنها قضايا أفراد سواء كانوا في الكنيسة او خارجها . ".
وأضاف أن "المذيع أسامة منير ( المسيحي) فهو إذاعي يسهر الليل بطوله من أجل أن يسمع فضفضة النساء والبنات ولا نعلم حقيقة الاتصالات هل هي حقيقية أم مفبركة وهو شخص لزج بل أشد لزوجة من مفيد فوزي ولكن تجاوز حدوده بالتعرض للمسجد ورمى رواده بالتطرف ورأى أن المسيحيين اسعد حالا حين يذهبون إلى الكنيسة فيعترفون على بعض أما في المسجد ( هتلاقي واحد بدقن هيقولك اتحجبي) وهو صادق فالمسجد ليس مكانا لممارسة الحب والغرام كما الحال في الكنيسة على حد قوله ، ويرى أن الدعوة للحجاب شئ مش كويس في بلد غالبية سكانه من المسلمين .".
وثالثا "الإعلامية سارة فهي حاصلة على الابتدائية وصعدت سلم الاعلام كالصاروخ واصطادت رجالا في قمة الهرم المجتمعي ليكونوا لها عونا وسندا في مشروع تصنيع وترويج المخدرات ويبدو أن أحدهم أو إحداهن قد وشى بها ولم تدرك الشرطة المسيسة أن سارة بهذه القوة والجبروت وأن لديها ذراعا في الجهاز القضائي المترهل وبالتالي وقبل أن تنطق صرخت في وجوههم (إذا حد لمس شعرة من راسي هوديكم كلكم في داهية) ، فصدر القرار بمنع النشر ومنع لمس شعرة من راسها أو جسمها .
وعن خلاصة المشاهد الثلاثة قال إن "قوة الكنيسة تتجلى في اغتصاب الطفل ياسين وفي تهكم المذيع منير أما قصة سارة فهي مكررة ومعادة وهي قصة صراع بين الأجهزة الحاكمة والنتيجة واحدة من ثلاثة: ١-انتحار سارة ٢-الإفراج عن سارة ٣- ظهور قصة جديدة يلهو بها الشعب لينسى القصص الثلاثة ومعهم قصة ترامب الذي أمر بالمرور المجاني في قناة السويس دون أن يجرؤ ساكن قصر العاصمة الإدارية أو قصر العلمين أن يرد عليه ولو بغمزة من عينيه .".
مشيرا إلى أنه أننا أمام "( سيرك )الجمهورية الجديدة ".
https://x.com/drzawba/status/1917178405176397992
وسبق لزوبع أن كتب تفصيلا عن "سياسة الإدارة بالأزمات هي وليدة فن الإلهاء والاثنان ولدا من رحم الفشل ".
وقال "حين تفشل في تحقيق ما وعدت به الناس فلا بد من البحث عن ملهاة تلهي بها الشعب وبالتالي فالحل خلق أزمة جديدة يلتهي بها الناس لحين نسيان الأزمة أو المصيبة الكبرى. لذا تلاحظ أن البلاد تمر من أزمة مفتعلة إلى أخرى أكثر افتعالا لكنها أزمات يمكن عبورها بينما الأزمات الكبرى تزداد اشتعالا وتزداد رقعة اختراق الأوطان شيئا فشيئا. ".
وأضاف أن "الديون الخارجية التي تجاوزت الـ١٦٥ مليار دولار كارثة كبرى تهدد مستقبل الجيل الحالي وما يليه من أجيال وهي كارثة تضيق على المواطن كل سبل العيش ومن يدير الوطن لا يفكر في حلها بل في طريقة ما للتعامل معها crisis management وليس problem solving ". معللا أنه "يضطر إلى البحث عن ألف طريقة وطريقة لإلهاء الناس عن الحريق المشتعل في دارهم بحريق آخر في المنطقة المجاورة مثل افتعال أزمة رجال الأعمال السوريين في مصر هل هي أزمة حقيقية أم مفتعلة لتفعيل (زر) الوطنية الخادعة وليرتفع الهتاف (مصر مصر )"..
