فنّد مراقبون على منصات التواصل ما صدر أخيرا عن دائرة المخابرات العامة الأردنية من أنها أحبطت "مخططات" كانت تهدف إلى المساس بالأمن الوطني، وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل المملكة، وألقت القبض على 16 ضالعا بتلك المخططات التي كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ عام 2021، واتهتمهم بالانتماء إلى الإخوان المسلمين وحركة "حماس".
وأشار مراقبون إلى أن محاضر النيابة الأردنية خالفت الرواية الحكومية المعلنة قبل يومين وقالت: إن
١- السلاح كان مُعدًا للتهريب إلى الضفة الغربية، طبقًا لنص الاتهامات وحديث المعتقلين للنيابة.
٢- مدى الصاروخ ١٢ ك وليس ٥ ك، وكان مُعدًا هو الآخر للتهريب إلى الضفة الغربية، وليس كما زعمت الرواية الرسمية اليوم.
وقال الإعلامي حسام يحيى @HosamYahiaAJ مقدم البرامج على قناة "الجزيرة مباشر": سؤال بريء: طالما أن "الخلية" تعمل من ٢٠٢١، والأمن يتابعها منذ بدايتها طبقًا للبيان، لماذا الإعلان عن الخلية في هذا الوقت تحديدًا تزامنًا مع العرض المقدم لحماس بالتخلي عن سلاحها، والحملة التي تُشن على الحركة من عواصم عربية؟
https://x.com/HosamYahiaAJ/status/1912187383539282315
وعبر هاشتاجات #المقاومة_ليست_إرهابا .. #دعم_المقاومة_شرف ..#دعم_المقاومة_ليس_تهمة ، اعتبر الباحث والمحلل السياسي سعيدالحاج @saidelhaj، أن "الشباب الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية الأردنية بتهمة حيازة متفجرات وأسلحة لإيصالها للضفة الغربية المحتلة ودعم المقاومة الفسطينية، هم نماذج شرف وفخار وعز ينبغي أن يرفعوا فوق الأكتاف وتتناقل أسماءَهم وأفعالهم الأجيالُ فضلاً عن وسائل الإعلام، لا أن يعاملوا معاملة الارهابيين.".
وأضاف أنهم "من تخطوا حاجز الصمت والجمود نحو الفعل، ولم يبقوا في صفوف العاجزين فعلاً او ادعاءً، فضلاً عن مدّعي دعم الفلسطنيين وفعلهم في الاتجاه الآخر تماماً."
وتابع: "وهم الذين يمثلون النبض الحقيقي للشعب الأردني وباقي الشعوب العربية والإسلامية، وهم الأجدر والأحق بحماية الأردن والأردنيين من المخاطر الحقيقية، فكرةً وفعلاً. ".
وقدم لهم التحية قائلا: "بوركت هذه الهمم، التي تمثل جزءاً من الاستثناء المجيد في أمة الغثاء التي ننتمي لها جميعاً. فرج الله عنهم وكتب لهم الحرية الكاملة قريباً. ".
https://x.com/saidelhaj/status/1912201635780034779
الصحفي الغزاوي والمحلل السياسي محمد النجار @MohmedNajjar88 قال إن "رواية المخابرات الأردنية باعتقال خلايا منظمة تساعد المقاومة الفلسطينية في عمّان ليس الهدف منها توصيل رسائل طمأنة للاحتلال، فالتنسيق الأمني بينهما في أرقى وأعلى مستوى، لكنها رسالة خوف واضطراب من النظام الأردني بعد ارتفاع مستوى المسيرات في الأردن الشهر الأخير. ".
وأضاف "حسب المعلومات الواردة، فقد اعتقل الأردن أكثر من 200 ناشط وكادر خلال الأسابيع الأخيرة في حملة شعواء ضد الحراك المتنامي لنصرة غزة. ".
وأشار إلى أن "الرسالة المقصودة هي لتخويف الشباب الأردني من أي تحرك عسكري مساند لفلسطين، ومحاولة إشعارهم بأن المخابرات تعرف كل شيء، وتراقب كل صغيرة وكبيرة في البلد بدليل الخلية المزمع مراقبتها منذ عام 2021، وهي طريقة مستهلكة تنتهجها أجهزة المخابرات.
كما أنها قد تحمل رسالة للإدارة الأمريكية الجديدة بعدم الضغط على النظام، فهو يقوم بواجبه من هذه الزاوية، ويمنع 4.5 مليون فلسطيني متواجدين على أرضه من الاشتراك في هذه المعركة الممتدة منذ 18 شهرا.
وأضاف @MohmedNajjar88، "حسب محاضر التحقيق مع المتهمين لدى المخابرات الأردنية، فإن الهدف من المواد والصواريخ هو تهريبها إلى الضفة الغربية، وليس لاستخدامها داخل الأردن كما يزعمون.
وأكد أن "النظام الأردني يخطط لمؤامرة داخلية بالتشكيك في جهد شباب أطهار لمساندة المقاومة الفلسطينية، من أجل القضاء على الحراك المساند لغزة، والفواعل السياسية التي صعدت خلال هذا الحراك.".
https://twitter.com/MohmedNajjar88/status/1912207890695483462
واعتبر الباحث الغزاوي براء نزار ريان @BaraaNezarRayan أننا أمام "مسرحية خيانية مخزية كالعادة يبثها النظام الأردني اليوم.".
واعتبر أن "ادعاء النظام الأردني أن النشاط المزعوم كان بقصد الاستخدام داخل الأردن لا ينطلي على طفل، الأدوات التي تستخدمها الجماعات التي تعمل داخل البلاد العربية والإسلامية هي العبوات والقنابل والأحزمة الناسفة والرشاشات الخفيفة.. ".
وتابع أن "الصواريخ لها وجهة معروفة وهي الكيان المحتل، هؤلاء الشباب المعروضون في الفيديو إما أن يكونوا:
– مجاهدين يخططون لاستهداف الكيان.
– مظلومين عذبهم النظام واتهمهم بهذا لأجل إنهاء الحالة الإسلامية في الأردن لأنه لم يعد يتحملها رغم مهادنتها له.
داعش وأشباهها ليسوا بحاجة لتصنيع صواريخ بعيدة المدى أو قصيرة المدى، بل يكفيها المفخخات والأحزمة.