أغلق عدد من الناشطين البريطانيين فيحركة "بالستاين أكشن"، أمس الثلاثاء، مدخل مصنع تابع لشركة "إلبيت
سيستمز" الإسرائيلية في مدينة بريستول، احتجاجاً على تزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح. ووصل النشطاء، المعروفون باستهدافهم شركات السلاح في بريطانيا
التي تزود إسرائيل بالأسلحة، بشاحنة محملة بالسماد، وقاموا بسد المدخل الوحيدللمقر البريطاني لأكبر شركة أسلحة إسرائيلية، ثم قاموا بتأمين السيارة من الداخل،
وأغلقوا المدخل، مطالبين بوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
ويعمل المقر الرئيسي لشركة "إلبيتسيستمز" في بريستول كمركز لوجستي، يجرى من خلاله توجيه عمليات الشركة
البريطانية والتحكم فيها. وقال متحدث باسم منظمة "بالستاين أكشن" فيبيان اليوم: "على الرغم من وقف إطلاق النار المفترض، تواصل إسرائيل قتل
المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، وتدمير البنية التحتية المدنية، وسجن وتعذيبالرجال والنساء والأطفال. إن بريطانيا متواطئة تماماً، إذ ساعدت وشجعت وسلّحت
وكذبت لصالح الدولة الصهيونية منذ إنشائها، وخلال الإبادة الجماعية في غزة".
وأضاف المتحدث: "بالستاين أكشنملتزمة بتطهير الأراضي البريطانية من صناع الأسلحة الذين يجنون أرباحاً طائلة من
قتل الفلسطينيين. العمل المباشر هو تكتيكنا المثبت، ولن نستسلم للترهيب. سوف نغلقشركة إلبيت".
ووفقاً لتقارير منظمات حقوقية عديدة،
توفر "إلبيت سيستمز" ما يصل إلى 80% من المعدات العسكرية البرية للجيشالإسرائيلي، و85% من طائراته المسيّرة القاتلة. كما أنها تزود جيش الاحتلال بكميات
هائلة من الذخائر والصواريخ، بما في ذلك منظومة "اللدغة الحديدية"، التيطورت ونشرت لأول مرة خلال الإبادة الجماعية في غزة، حيث لعبت التكنولوجيا القاتلة
التي تنتجها "إلبيت" دوراً محورياً.
لم يكن استهداف مقر الشركة الإسرائيليةفي بريستول اليوم هو الأول من نوعه، إذ بدأ الناشطون باستهدافه منذ إبريل/ نيسان
2021 بأشكال مختلفة تجاوزت خمس عشرة مرة، وشملت احتلال سطح المبنى، وحصار المقر،إضافة إلى تخريب ممتلكات تابعة له.
ويأتي الحصار اليوم في وقت تستخدم فيه
الحكومة البريطانية بشكل متزايد تكتيكات قمعية ضد المتظاهرين المناهضين للإبادةالجماعية الذين يعتمدون أسلوب الفعل المباشر. وقد تعرض بعضهم للملاحقة بموجب قانون
"مكافحة الإرهاب"، إذ سُجن 20 عضواً من "بالستاين أكشن" دونمحاكمة. ومن المقرر أن يمثل، غداً الأربعاء، ثلاثة ناشطين أمام محكمة فولكستون
الابتدائية، بعد إغلاقهم فرع مصنع الأسلحة الإسرائيلي في كينت قبل أشهر.
وقبل أسبوع، استهدف ناشطون من الحركةنفسها مقر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في بورتلاند بليس في لندن، حيث غطوا
الطابق الأرضي الخارجي بالطلاء الأحمر وحطّموا بعض النوافذ. وأعلنت الحركةمسؤوليتها عن هذا الاستهداف، متهمة "بي بي سي" بالانحياز في تغطية الحرب
التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.