في ظل صمت عربي رهيب والمشكلة ليست في من سيستقبل أهل غزة لكن تكمن في فكرة التهجير نفسها، فالأردن ومصر ليست وحدهما من تتجه لهم الأنظار حيث وضعت صحراء النقب كبديل وهذا الطرح كان قد أطلقه المجرم عبدالفتاح السيسي الذي يدعي الآن أن تهجير الفلسطينيين سيكون من الظلم، والحقيقة أن الجيش المصري يرفض تماما استقبال أهل غزة كما أن استقبال مصر لأهل غزة سيمثل خطر حقيقي لنظام غبدالفتاح السيسي، الذي من الممكن بدخول حماس وغيرها من رجال المقاومة بسلاحهم أن يعيد التجربة السورية، والإطاحة بالسيسي بسيناريو بشار.
لأكثر من مرة كرر الرئيس الأميركي المعتوه دونالد ترامب خلال الأيام الماضية أن الأردن ومصر ستقبلان باستقبال فلسطينيين من غزة، رغم رفض البلدين مرارا وتكرارا ما وصفاه بـ “تهجير الفلسطينيين”.
ومساء أمس الجمعة، كرر ترامب الفكرة عينها قائلاً من البيت الأبيض: “أنا واثق بأن الأردن ومصر ستستقبلان أهل غزة”.
فيما أشار مبعوث الرئيس الأميركي الخاص بشؤون الرهائن، آدم بوهلر، إلى أنه يتعيّن على عمان والقاهرة تقديم حل أفضل من وجهة نظرهما قابل للتنفيذ، بعد رفضهما فكرة استقبال الفلسطينيين.
كما أوضح أن ترمب عرض خياراً يراه مناسباً لمصر والأردن، لكنه منفتح على خيارات أخرى، وفق ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية مؤخراً.
هل تكون صحراء النقب بديلا عن الأردن ومصر لنقل أهل غزة؟
وتلك التصريحات، التي طفت إلى السطح مجدداً، تصريحات قديمة للمجرم عبد الفتاح السيسي، عرض خلالها نقل الفلسطينيين مؤقتاً إلى صحراء النقب ريثما تنتهي الحرب المدمرة.
إذ قال آنذاك، خلال مؤتمر صحفي من القاهرة، رفقة المستشار الألماني أولاف شولتس، يوم 10 أكتوبر 2023، “هناك صحراء النقب في إسرائيل.. يمكن نقل الفلسطينيين إليها حتى تنتهي إسرائيل من عمليتها المعلنة في تصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة مثل حماس والجهاد في القطاع، ويتم إعادة السكان بعد ذلك مجددا”.
إلا أن السيسي عاد وأكد قبل أيام أن ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني “ظلم لا يمكن أن تشارك فيه بلاده”، مؤكداً اعتزام القاهرة العمل مع إدارة الرئيس الأميركي لتحقيق السلام وحل الدولتين، وذلك بعد رفض الجيش القاطع لاستقبال أهل غزة في سيناء بالإضافة للتحذيرات الأمنية من استقبالهم.
صحراء النقب
هذا وتقع صحراء النقب، التي تبلغ مساحتها، 14 ألف كيلومتر مربع، وتشكل 46% من مساحة فلسطين التاريخية، في الجزء الجنوبي من فلسطين المحتلة، (جنوب إسرائيل)، وتحدها شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة من الغرب.
كما تتضمن تلك المنطقة الغنية بالثروات المعدنية والإمكانات الزراعية، التي احتلتها إسرائيل عام 1948، العديد من القواعد العسكرية الإسرائيلية، منها قاعدة رامون الجوية، وقاعدة حتسريم و”نفاتيم” الجوية، فضلا عن مفاعل ديمونا النووي.
كذلك تتواجد في النقب، حيث تعيش مجموعات من “سكان البدو”، محطة أرافا للطاقة الشمسية، وقاعدة عسكرية أمريكية-إسرائيلية، بدأ العمل فيها عام 2017.