قبيل دقائق من الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي يبدأ من الساعة الـ 4 فجر اليوم الأربعاء، يبدو أن إسرائيل لا تنوي وقف التصعيد، فشيمتها الغدر وعدم الامتثال للاتفاقيات.
وأطلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي، ولأول مرة، ما قال إنه إنذار عاجل إلى السكان المتواجدين في منطقة بيروت وتحديدًا لمناطق في رأس بيروت، المزرعة، المصيطبة، زقاق البلاط، للإخلاء فورًا، منذرهم بإخلاء هذه المباني فورًا والابتعاد عنها لمسافة 50 مترًا.
وبعد دقائق، نفّذ الجيش غارات على منطقة بوبور وسط بيروت، سقط فيها 10 قتلى، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النار وهي تأكل المباني بفعل الصواريخ الإسرائيلية.
جرائم لا تنتهي
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم 180 هدفًا في بيروت خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، وذلك بعد الإنذارات الجديدة، فبعد ساعات قليلة من استهداف الطائرات الإسرائيلية دون سابق إنذار مبنى سكنياً قرب جامع خاتم الأنبياء بمنطقة النويري في بيروت، ودمرته بالكامل، في اعتداء هو الثامن على العاصمة منذ بدء المواجهات في الثامن من أكتوبر العام الماضي، قبل الاعتداءات الأخيرة.
وكان أدرعي أطلق تحذيرات جديدة لسكان الضاحية الجنوبية، وحث بتغريدة على حسابه في إكس عصر الثلاثاء على إخلاء نحو 20 مبنى سكنياً بمناطق حارة حريك، والحدث وبرج البراجنة، في أكبر إنذار منذ بداية الصراع في أكتوبر من العام الماضي.
لتنطلق سريعاً موجة ثانية من الغارات العنيفة والمتزامنة على تلك المناطق، وصل عددها إلى نحو 20 غارة، وطال بعضها فروعًا لمؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله.
رد المقاومة
بالمقابل، تأكد مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 4 في معارك جنوب لبنان، وسط إطلاق حزب الله صواريخ باتجاه نهاريا والجليل الغربي.
أيضًا أفاد شهود عيان، بأن عدة مسيّرات اخترقت أجواء حيفا وخليجها، وأعلنت إسرائيل اعتراضها.
بنود الاتفاق الكامل لوقف النار بين إسرائيل ولبنان
ووافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر مساء الثلاثاء على اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان على أن يبدأ اليوم الأربعاء.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ اليوم الأربعاء في الساعة 4,00 بالتوقيت المحلي لبيروت (02,00 توقيت غرينتش)، وفق ما أكده الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وهذا الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا لم يُنشر نصّه رسميا، لكنّ مسؤولا أميركيًا كبيرًا كَشف عن أبرز بنوده بشرط عدم الكشف عن هويته، وفق “فرانس برس”.
وفي ما يأتي أبرز هذه البنود:
• حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية لن تنفذ أي عمل هجومي ضد إسرائيل.
• في المقابل، لن تنفذ إسرائيل أي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر.
• تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
• هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.
• ستكون قوات الأمن والجيش اللبناني الرسميين هي الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
• سيتم الإشراف على بيع الأسلحة أو توريدها أو إنتاجها أو المواد ذات الصلة بالأسلحة في لبنان من قبل الحكومة اللبنانية.
• سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة بالأسلحة.
• سيتم تفكيك جميع البُنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات.
• سيتم إنشاء لجنة تحظى بموافقة كل من إسرائيل ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
• ستقدم إسرائيل ولبنان تقارير عن أي انتهاكات محتملة لهذه الالتزامات إلى اللجنة وإلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
• ستنشر لبنان قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار.
• ستنسحب إسرائيل تدريجيًا من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يومًا.
• ستعزز الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.