مع الاقتراب من الحديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار، تصاعدت المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، فقد استهدف حزب الله بالطائرات الانقضاضية وصواريخه مناطق في نهاريا ومناطق إسرائيلية بالقرب من مارون الراس، بالإضافة إلى قواعد عسكرية إسرائيلية صباح اليوم.
من جهته، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه مستهدفًا الأراضي اللبنانية، بما فيها الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي المقابل، استهدف حزب الله جنود الاحتلال المتوغلين في جنوب لبنان، إلى جانب مواقع للاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إصابة ثلاثة أشخاص في نهاريا نتيجة رشقة صاروخية من لبنان.
كما واصل الاحتلال استهداف مناطق لبنانية متعددة، بما فيها الضاحية الجنوبية، وذكرت مصادر صحية لبنانية أن 31 مواطنًا استشهدوا يوم أمس الاثنين، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد الشهداء يوم الأحد بلغ 14 شهيدًا و73 جريحًا. وبذلك، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان حتى يوم الأحد إلى 3,768 شهيدًا و15,699 جريحًا.
في الأثناء، ينعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، اليوم الثلاثاء، لبحث وقف إطلاق النار مع لبنان ومن المحتمل المصادقة عليه، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان) أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم طرح الاتفاق للمصادقة عليه في الكابينت فقط وليس في الحكومة.
ونقلت عن مصدر سياسي قوله: “هذه صفقة هشة”، لكنه أشار إلى وجود مصلحة إسرائيلية واضحة فيها. وأضاف: “هذه ليست نهاية الحرب، بل اتفاق لوقف إطلاق النار سيتم تقييمه يوميًا. قد يستمر ليومين، وقد يستمر لعامين”.
وفي سياق متصل، صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، مساء أمس الاثنين، أن المباحثات التي أجراها المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين بشأن وقف إطلاق النار في لبنان كانت إيجابية وتمضي في الاتجاه الصحيح. وقال: “وصلنا إلى نقاط إيجابية في المفاوضات، ونعتقد أن الأمور تسير في اتجاه إيجابي”، مضيفًا أنه “لا يوجد اتفاق حتى الآن”.
وشهد يوم أمس الاثنين تصريحات وتسريبات مكثفة تشير إلى أن مجلس الوزراء الأمني (الكابينت الإسرائيلي) قد يوافق اليوم الثلاثاء على الاتفاق. ومع ذلك، فإن الجانب اللبناني، رغم تبنّيه غير الرسمي للأجواء التفاؤلية، لا يستبعد احتمال أن ينسف الاحتلال المباحثات في اللحظة الأخيرة، خاصةً في ظل وجود أصوات إسرائيلية تعارض وقف العدوان.
ووفق تقديرات استراتيجية، يأتي هذا الاتفاق بعد فشل إسرائيلي في تحقيق أهدافها في لبنان، إذ تسعى إلى فصل الساحات وإنهاء فعالية حزب الله العسكرية، ولجأت إسرائيل إلى تحقيق أهدافها عبر الدبلوماسية المدعومة من الولايات المتحدة، بما يتيح لها حرية التصرف في الأجواء اللبنانية دون مقاومة، مع تراجع حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، مقابل وقف القتال.
يرى بعض الخبراء أن ذلك يمثل خسارة لحزب الله، إلا أن الحزب ما زال يدرس المواقف ويقيّم الأوضاع على الأرض، دون أن يتخلى عن سلاحه.