في حلقة جديدة من برنامج “كل الأبعاد” الذي يُقدمه الإعلامي شريف منصور على قناة “وطن”، يوم 17 أكتوبر 2024، استضاف الباحث المختص في الشؤون الصهيونية، فراس ياغي، لمناقشة تداعيات إعلان الاحتلال اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والانعكاسات على الساحة الفلسطينية.
خلال اللقاء، فنّد ياغي الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن السنوار كان يختبئ في الأنفاق تحت الأرض ويستخدم المدنيين كدروع بشرية. وأوضح أن الشهيد يحيى السنوار كان يقود المعركة في الخطوط الأمامية بمنطقة تل السلطان، التي تخضع للاحتلال الإسرائيلي منذ عدة أشهر، واستشهد وهو يقاوم القوات الإسرائيلية بشكل مباشر. وأكد ياغي أن العملية التي ادعت إسرائيل أنها “ضربة نوعية” هي في الحقيقة فشل استخباراتي كبير، حيث أن اكتشاف مكان تواجد السنوار جاء بالصدفة بعد استهداف إحدى البنايات بالدبابات.
وأشار ياغي إلى أن استشهاد السنوار لا يُعد نصرًا لإسرائيل، بل هو استمرار لفشلها المتكرر في تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية. وأضاف: “إسرائيل فشلت في تحقيق أي تقدم في معركة 7 أكتوبر، وفشلت مجددًا في 13 أكتوبر، والآن تفشل مرة أخرى مع استشهاد السنوار. نتنياهو كان يسعى لخلق مشهد نصر سياسي عبر اغتيال قائد كبير مثل السنوار، ولكن هذا لم يتحقق.”
واستطرد ياغي قائلاً: “الاحتفالات داخل إسرائيل بعد مقتل السنوار توحي بانتصار، ولكن الحقيقة على الأرض مختلفة تمامًا. السنوار، الذي كان المطلوب الأول في قائمة القيادات الفلسطينية لدى إسرائيل، لم يُقتل نتيجة معلومات استخباراتية دقيقة، بل في اشتباك مباشر وهو يقود المقاومة. هذا يعكس مدى قوة وصلابة المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي.”
كما أشار ياغي إلى أن استشهاد السنوار قد يعقد ملف صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، حيث كان الشهيد يشكل عقبة أمام إتمام الصفقة. وأكد أن المقاومة الفلسطينية ستستمر في الدفاع عن حقوق الأسرى ولن تسمح لإسرائيل بتحقيق أي مكاسب سياسية من وراء هذه العملية.
في ختام حديثه، شدد ياغي على أن استشهاد القادة الفلسطينيين لن يضعف من عزيمة المقاومة، بل سيزيد من إصرار الشعب الفلسطيني على الاستمرار في مواجهة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.