بشكل همجي ورغم كل الاستغاثات لحكومة الانقلاب بوقف الجرافات التي تجرف جثامين الموتى، و معها التاريخ، بجبانة باب النصربالقاهرة، حيث واصلت الأجهزة الأمنية بمحافظة القاهرة، أعمال إزالة عدد من المقابر التاريخية بشارع البنهاوي من أجل استغلال المكان في بناء جراج متعدد الطوابق لخدمة المنطقة السياحية.
وجاءت أعمال الجرف والهدم ونقل الرفات بالجرافات ، رغم رفض أصحاب المقابر أعمال الهدم، لتقوم الجرافات متحدية حرمة الأموات وجارفة العديد من الجثامين ومعها رفات شخصيات تاريخية، فرط فيها الانقلاب.
هدم المقابر وبناء جراج
وكان محافظ القاهرة قد أصدر أخيراً القرار 1117 لسنة 2024 بإيقاف الدفن في مقبرة النصر، كما أعلن نائب المحافظ اللواء إبراهيم عبدالهادي إقامة «جراج» متعدد الطوابق لخدمة زوّار القاهرة التاريخية وإجلاء 1171 مقبرة و49 مدفنا فيها.
هدم رغم الاستغاثات
وشنت «حملة الدفاع عن الحضارة المصرية» بالإضافة لأصحاب المقابر العديد من الاستغاثات، لوقف تلك الجريمة بحق تلك المقابر التاريخية، وإنقاذ الجثامين.
وبحسب المؤرخين فإن «مقابر باب النصر جزء من مبانٍ وحقبة مصر الفاطمية، رغم أنها غير مسجلة كآثار أو مبانٍ تاريخية، وتقع المسؤولية في ذلك على الجهات المعنية بالتسجيل، لكن هذا لا يقلل من قيمتها التاريخية».
ردود الفعل
وقال المؤرخ المصري المهتم بالتراث ومقابر القاهرة الدكتور مصطفى الصادق، على صفحته على «فيس بوك»: إن «المصادر التاريخية تؤكد أن مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون دفن في مصر، لكن مكان قبره مجهول، وعلى الرغم من أن الثابت أن قبره في منطقة مقابر الصوفية، فإن بعض الباحثين يعتقدون أنه دفن في قبر غير معلوم خارج باب النصر».
وقالت صاحبة المكحلة: “من المسؤول عن مجزرة مقابر باب النصر ؟ ولقد كرمنا بنىي آدم وحملناهم في البر والبحر … صدق الله العظيم”.
https://x.com/20238584m/status/1824183547894075592
وقالت فاطمة: “طلع قرار بهدم مقابر باب النصر ، وأهالي المتوفين مفروض هينقلوا المتوفيين إلى مقابر تاني، ودا مش عادي ومش إنساني خالص، بس إنها توصل أنك تهد المقابر على الميتين فهذا مش عادي ومش فاهمة هنفضل لحد متي عايشين في قرف وعبط بجد، حسبي الله ونعم الوكيل”.
https://x.com/fatmagam2/status/1824126468332589548
ونوه عزيز: “هدم مقابر المسلمين بباب النصر لاقامه جراج متعدد للسادة زوار سور باب النصر، و حرمات الموتى داستها السلطة باللوادر”.
https://x.com/azizisma/status/1823376079089721762
ونوهت صاحبة مدونة «البيصار» لتوثيق التراث سالي سليمان، بأن «مقابر باب النصر هي التاريخية والرئيسة للقاهرة منذ القرن العاشر، سواء للقاهريين أو أبناء المحافظات أو (الشوام)، وأنها طبقات فوق طبقات واكتشافاتها لا تنتهي».
وتعتبر منطقة «باب النصر» واحدة من أهم المناطق التاريخية في القاهرة، وكانت مقابرها في الأصل «مصلى عيد» وتطوّرت ليتم الدفن فيها، وعرفت لاحقا باسم «تربة الصوفية» ودفن فيها جعفر الأدفوي صاحب كتاب «الطالع السعيد الجامع لنجباء الصعيد»، و«المقريزي» و«ابن خلدون»، وعالم المصريات مكتشف معبد أبوسمبل يوهان يوركهارد، بحسب كتب وروايات تاريخية.