في تصريحات مثيرة للجدل، أكد مصدر عسكري ، أن سر بناء العاصمة الإدارية الجديدة في الصحراء شرقي القاهرة، يمثل إخلالا بالأمن القومي المصري، ترقى لدرجة الخيانة العسكرية من قبل السيسي.
وأضاف المصدر العسكري المطلع على العديد من القرارات السياسية والعسكرية بمصر، في تصريحاته لموقع “عربي 21” الذي يبث من لندن، أن الموقع الجديد لهذه العاصمة بكل منشآتها الحيوية ومبانيها الاستراتيجية يجعلها أقرب للحدود الإسرائيلية، وبالتالي في حال قيام حرب بين الطرفين يمكن لتل أبيب قصف العاصمة المصرية وتدميرها خلال ساعات، لتصبح مصر بلا قيادة سياسية، وبلا حكومة، وبلا قيادة عسكرية.
وقال: “لقد تحدث الكثيرون عن خيانة السيسي لمصر في قضايا كثيرة، منها تنازله عن جزيرتي تيران وصنافير لمصلحة إسرائيل، وتفريطه في مياه النيل وفي ثروات مصر من حقول الغاز وما إلى ذلك؛ فحجم التفريط والفساد الذي ضرب البلاد في عهده غير مسبوق، وهو ما أثقل به كاهل البلاد من ديون يريد أن يعالجها الآن ببيع مصر حتى يتحكم فيها الأجانب لا سيما من مواطني إسرائيل وعملائها في المنطقة العربية وغير ذلك كثير.
وأضاف المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته، “لكن القضية الأخطر التي لم يتطرق إليها أحد هي: لماذا أبعد السيسي العاصمة الإدارية الجديدة، ومبنى وزارة الدفاع المصرية الجديد، عن القاهرة بمسافة 60 كم شرقا لتقترب من مدينة السويس وتصبح المسافة بينهما أيضا 60 كم فقط ؟.
وتابع: “تتمثل الإجابة على هذا السؤال الخطير في أن العاصمة الإدارية تقع في منتصف المسافة بين القاهرة وقناة السويس، وباتت تقترب من الحدود الإسرائيلية، مع العلم أن العاصمة ومبنى وزارة الدفاع في المناطق الصحراوية المكشوفة؛ فإذا ما قامت حرب بين مصر وإسرائيل، تمكنت الأخيرة في بضع ساعات من تدمير العاصمة ومبنى وزارة الدفاع، ومن ثم ينفرط عقد الدولة المصرية وتتمكن إسرائيل من احتلال سيناء أو القاهرة إن شاءت”.
وقال: “ليس من المستبعد أن تكون إسرائيل عاقدة العزم على شنّ هذه الحرب في مرحلة ما حتى بدون أسباب على نحو ما فعلت في العدوان الثلاثي عام 1956م حين احتلت سيناء دون أن يكون بينها وبين مصر أي صراع، وساعتها قال رئيس وزراء إسرائيل ديفيد بن غوريون إنه لم يحتل أرضا مصرية، ولكنه استرد أرضا إسرائيلية، إلا أن الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور أصدر وقتها تحذيراته لكل من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلوها ووقف عدوانهم على مصر”.
وأكد أنه ببناء العاصمة الجديدة “تم تجميع قادة كل فروع الجيش المصري في مكان واحد ليصبحوا قوة مجمعة في مواجهة الشعب، وكافة أسلحة مصر تحت أيديهم، ومن ثم يصبح إفلات الشعب من تحت سيطرتهم أمرا في غاية الصعوبة، ويكونون في منطقة معزولة عن المواطنين آمنين من أي حراك شعبي مفاجئ في ظل المآسي التي يعيشها الشعب بسبب الرئيس الحالي وسياساته وحاشيته من أهل السوء الذين لا يعرفون إلا تحقيق مكاسب شخصية على حساب الدولة والشعب وعلى حساب أي شيء، مع تصدير الشرطة في مواجهة الشعب”.
كما أشار المصدر إلى أن “العاصمة الجديدة تضمن وضع جميع ضباط الجيش تحت المراقبة بأجهزة حديثة تم تركيبها في مبنى وزارة الدفاع لتأمين الرئيس الحالي الذي فرضته أمريكا وإسرائيل، ومَن ربما يأتي بعده من رؤساء سوف تختارهم أمريكا أيضا في ظل الأوضاع المتردية التي وصلت لها البلاد بسبب التبعية والفساد والاستبداد”.