بالتزامن مع ذكرى مذبحة الألتراس التي كان محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان أحد المسؤولين عنها؛ قتلت داخلية السيسي عاطف بدران، 39 سنة، أثناء تصديه لهدم بيته بمنطقة الجميل ببورسعيد، حيث رفض ترك المنزل في تكرار لما حدث من مسلسل التهجير القسري الذي تمارسه عصابة الانقلاب العسكري في الوراق وسيناء ونزلة السمان ودائري المرج.
ولليوم الثاني على التوالي، أرغمت داخلية الانقلاب مدعومة بالجرافات، عددا من سكان المنازل بمنطقة الجميل في محافظة بورسعيد، على مغادرة بيوتهم، وذلك بعد قرار المحافظ عادل الغضبان السبت بقطع المياه عن المنطقة القريبة من مطار الجميل.
ورغم أن البيوت والعمارات السكينة التي يهدمها اللواء “الغضبان” حديثة الإنشاء وتقع في أحد أرقى أحياء المحافظة؛ إلا أن الهدم يتم تحت زعم إعادة تخطيط المنطقة وتطويرها، وهي السياسة التي طالما انتهجها نظام عبد الفتاح السيسي، في تهجير وهدم منازل الشعب المصري، بل إن قبور الموتى لم تسلم أيضا من همجية آليات الهدم تلك.
ويمتلك الأهالي رسوما هندسية خاصة بمنازلهم، منذ عام 1978، وقرارات من المجلس المحلي، تؤكد أحقيتهم في مساكنهم التي عاشوا فيها على امتداد العقود الأربع الماضية، وهو ما تتجاهله الدولة، لتنفيذ مخطط تهجيرهم.
وقال أمير @amer57i: “جنود السيسي يقتلون مواطن في بور سعيد يدافع عن بيته بمنطقة الجميل، ألم يكفك ما أوصلت الناس إليه من فقر؟ ألم يكفك أن المواطن كل تفكيره كيف يوفر لقمة العيش .”.
https://twitter.com/i/status/1754570415156973660
وكتب حساب الحراق @cbn_pts، “عملها الغضبان في مزارع السمك في سهل الطينة وعملها في محلات ممشى دليسبس وجه دور الجميل”.
https://twitter.com/i/status/1754563685815570553
وكان عادل الغضبان الحاكم العسكري لبورسعيد إبان مذبحة الألتراس 1 فبراير 2012 ويقبع على كرسي المحافظ منذ سنوات ويدير السلطة التنفيذية للمحافظة وسط بغض عام من أهالي بورسعيد، فحول المدينة وكأنها عزبته الخاصة.
“المجلس الثوري المصري” قال عبر (إكس): “شاهدوا في مصر مشهد التهجير القسري وطرد الأهالي من بيوتهم، بما استطاعوا حمله من مقتنيات الذي يحدث في غزة وللأسف توفي أحد المواطنين قهرا خلال احتجاجات الأهالي ضد إزالة عمارات سكنية بضاحية الجميل في بورسعيد، في مصر المحتلة أي منطقة يشير إليها مستثمر أجنبي يتم إخلاؤها وتسليمها له”.
وأعلنت حركة “الاشتراكيين الثوريين” تضامنها مع أهالي منطقة الجميل بمحافظة بورسعيد، ضد مايتعرضون له من تهجير قسري، وتدعو إلى تعميم هذا التضامن، فلا أحد بمنأى عن سياسة التهجير، التي طالت بالأمس القريب أهالينا في سيناء.
ونددت منظمات حقوقية بقرار هدم منازل المواطنين، وطالبت بوقف التنفيذ كما أعلن فنانون تضامنهم مع أهالي منطقة الجميل، وطالبوا بوقف هدم منازلهم.
وعمارات قرية الجميل كانت حق انتفاع منذ ٤٠ عاما، وطالب الأهالي بتملكها إلا أن المحافظ رفض وحدد مهلة للإخلاء وجاء تنفيذ القرار على يد المحافظ المستمر في قيادة المحافظة منذ سنوات طويلة منفذا إرادة السيسي وقراراته دون نقاش.
https://twitter.com/i/status/1754562939493752910
وتتربص الجرافات والآليات بمساكن وبيوت المصريين لصالح المستثمرين، على حساب السكان الأصليين، كما هو الحال في العريش والشيخ زويد ورفح (18 ألف بيت) والوراق وماسبيرو والسيدة عائشة وغيرها.
وفي 26 مايو 2023، علم الأهالي بضاحية الجميل في بورسعيد؛ بقرار تهجيرهم من منازلهم، الصادر في مارس 2023، بحجة أعمال التطوير.
نواب ببرلمان العسكر سبق أن حذروا النظام من غليان وغضب شعب بورسعيد من المحافظ، وأن يتحول الغضب إلى كتلة مشتعلة تتدحرج لأماكن أخرى مثل كرة الثلج، لكنها هنا ستكون كرة نار تأكل في طريقها الأخضر واليابس.
وكتب نائب الانقلاب “أحمد فرغلي” عبر حسابه على فيسبوك: “الغضبان أصبح عبء على النظام، تفتعل المشاكل وتهوى قطع أرزاق شعب بورسعيد، وتحارب شباب بورسعيد في مشاريع الإسكان، وتستقوي على ذلك بدعوى أنك من المقربين من عبد الفتاح السيسي، منذ أن قام الرئيس بالمناداة عليك بمؤتمر ببورسعيد بكلمة عدولا، حاربت شباب الإسكان التعاوني ووضعت العراقيل، للمشروع في تخصيص الأرض حتى ارتفع سعر بناء الشقة 3 مرات وصدرت للشباب أن الأزمة سببها عبد الفتاح السيسي بقراره في 2019، ببناء أي مشاريع جديده بمدينة سلام، مع أن هذا المشروع منذ 2013 وصدرت للشارع”.
وأرسل عادل الغضبان المستثمرين لشراء أرض ضاحية الجميل السكنية والمبنية بقرار المجلس المحلي ببورسعيد سنة ١٩٧٨، ضاربا عرض الحائط بالحقوق الدستورية والقانونية للمواطنين.
وقال مواطنون من منطقة “الجميل”: كل قطعة أرض بالضاحية استلمناها من المحافظة من ٤٥ سنة والمحافظة سلمتنا رسومات وتخطيطات ننفذ على أساسها البناء وكل واحد بنى الڤيلا بتاعته على حسابه ودخلنا المرافق على حسابنا ولينا عدادات كهرباء وعدادات مياه لكل فيلا وبعد ٤٥ سنة المحافظ قرر فجأة أنه هيبيعها لمستثمر، لأنه عايز يعمل تطوير في المحافظة”!