قمع ثقافي.. منع دور نشر من المشاركة بمعرض القاهرة للكتاب

- ‎فيأخبار

 

أعلنت دور نشر مصرية منعها من المشاركة في الدورة الـ55 من فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي انطلق اليوم ويستمر حتى 6 فبراير 2024، تحت شعار “نصنع المعرفة.. نصون الكلمة”.

وفي منشور عبر صفحتها على فيس بوك، كشفت دار نشر تنوير مستقلة أنه تم حجب مشاركتها، وعدد أخر من الناشرين من المشاركة فعاليات المعرض هذا العام.

 

وأوضحت أن قرار منعها من المشاركة جاء قبل يوم واحد فقط من تسلم الجناح الخاص بها، مشيرة إلى أن الجناح ظل محجوزا باسم الدار حتى صباح اليوم، ولفتت الدار إلى أنها حاولت التواصل مع الجهات المعنية في اتحاد الناشرين المصريين وفي الهيئة العامة للكتاب، لكن كل مساعيها وصلت لطريق مسدود، ووصفت قرار إلغاء مشاركتها بفعاليات المعرض هذا العالم بأنه قرار تعسفي لا يصب في مصلحة الناشرين، ولا في مصلحة المناخ الثقافي المصري.

 

منع ناشر “الملاك”

في غضون ذلك، حظرت سلطات الانقلاب دار نشر “تنمية” التي أصدرت كتاب “الملاك.. الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل” من المشاركة في فعاليات معرض الكتاب ، بسبب مخاوف أمنية.

وقال الاتحاد الدولي للناشرين، في بيان: إن “معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته 51، استبعد دار نشر “تنمية” من الفعالية الثقافية، وتم إعلامهم بالقرار قبل أسابيع”.

ولفت الاتحاد، إلى أنه اتصل بالمسؤولين عن معرض القاهرة، أوائل الشهر الجاري، وحثهم على تغيير موقفهم وإبداء التضامن مع دار “تنمية” في هذا الوقت الصعب، خاصة بعد رفض الاستئناف النهائي الذي قدمه مؤسس دار النشر خالد لطفي ضد الحكم العسكري الصادر بسجنه.

وتعود القضية إلى أبريل 2018، عندما اعتقل “لطفي”، في أعقاب نشر داره، بالتعاون مع “الدار العربية للعلوم ناشرون” اللبنانية، طبعة رخيصة الثمن من الرواية الإسرائيلية.

وفي فبراير 2019، أيدت محكمة عسكرية حكما بسجن “لطفي” لمدة 5 سنوات بتهمة “نشر شائعات وكشف أسرار عسكرية”.

و”الملاك” هي طبعة محلية من رواية “الملاك.. الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل” للمؤلف الإسرائيلي “يوري بار جوزيف”، وتتبنى مزاعم لتل أبيب بأن رجل الأعمال المصري أشرف مروان زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عمل جاسوسا لها، حيث سرّب أدق أسرار الدولة المصرية، مستغلا موقعه كمستشار في فترتي حكم عبدالناصر، وسلفه أنور السادات.

و”الملاك” كان الاسم السري الذي أطلقه جهاز الموساد الإسرائيلي على مروان.

ورغم نفي جهات أمنية مصرية، في تصريحات إعلامية، صحة ما جاء في رواية “الملاك” من معلومات، إلا أن التعامل مع ما جاء فيه باعتباره أسرارا عسكرية يعيد النظر في هذا التصور.

وسبق أن قالت مصادر مقربة من لطفي: إن “الأخير حصل على حقوق نشر الطبعة المصرية من رواية “الملاك” من الدار اللبنانية، وأرسل الرواية إلى هيئة الرقابة في مصر، ولم يأتِ رد؛ وهو ما يعد موافقة ضمنية متعارف عليها في مجال النشر، وبعدها تم توزيع الرواية على المكتبات، ولم يكن هناك أي شيء، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه”.

ولم يشفع لدار “تنمية” إتلاف كل النسخ العربية لديها من رواية “الملاك”، في سبتمبر 2017، بعدما عرفت أن توزيع الرواية قد يكون مخالفا للقانون، حسب تصريح أحد العاملين بها لوكالة الصحافة الفرنسية.

كما لم يشفع حصول “لطفي”، العام الماضي، على جائزة الاتحاد الدولي السنوية للمدافعين عن حرية النشر، الذي قضى قرابة العامين في سجنه.

وتأسست مكتبة “تنمية” في وسط القاهرة عام 2011 خلال ثورة يناير؛ حيث احتضنت تجمعات المثقفين المصريين، ووفرت الكتاب العربي للمهتمين به.

 

مخيب للآمال 

من جانبه، قال رئيس لجنة حرية النشر في الاتحاد الدولي للناشرين النرويجي “كريستين إينارسون”، إنه “لأمر مخيب للآمال أن نرى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب غير قادر على إظهار دعمه لخالد لطفي من خلال منح دار النشر الخاصة به مكانا في المعرض”.

كما عبّر “محمود لطفي” الذي يدير أعمال الدار في غياب شقيقه خالد، عن حزنه من حرمانه من المشاركة في فعالية شارك فيها لمدة 11 عاما، حسب ما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية.

ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب أهم حدث سنوي لصناعة النشر في مصر، لكونه مفتوحا للعامة، ويمثل فرصة البيع الرئيسية للناشرين المصريين.

ويأتي المعرض بمشاركة 1200 ناشر، من قارات العالم، بزيادة 153 ناشرا عن الدورة الماضية، وتحل النرويج ضيف شرف الدورة.

 

ومنذ انقلاب السيسي في العام 2013، توسع القمع الأمني للمثقفين والإعلاميين، وأغلقت العديد من دور النشر والمكتبات الشهيرة، كمكتبات “ألف” وصورت العديد من الكتب والمنشورات الرسمية وأُلغي الكثير من الفعاليات الثقافية بمصر، تحت شعار مخاوف أمنية.