بينما تواصل الصواريخ دك غزة الصامدة أتوقفت طويلاً أمام ما جرى لأولئك الأبرياء من النسوة والأطفال والمسنين في مجمع الشفاء الطبي وباقي مستشفيات غزة والمخيمات ومدارس الأونروا علهم يجدون أمانا.. فلا أمان ولا ملجأ، بل تتجلى «العقدة» الصهيونية، فتنهمر عليهم الصواريخ لتشبعهم قتلا.. وليشبع بنو صهيون شربا من دمائهم البريئة على مرأى ومسمع من العالم أجمع!
وفي لحظة ضعف الضحية تتجلى «عقدة التعطش للدماء» وتبرز كالأفعى وتنقض على فريستها بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا فتحول الجميع إلى أكوام من اللحم الغارق في الدماء لتشرب منه الأفعى الصهيونية دون شبع!
إنها عقيدة الصهاينة.. التي تحرك كل ذلك الإجرام.. وتدفعهم إلى رفض أي شريك لهم في الحياة على الأرض.. وإن قبلوا فيحرصون على أن يكون كل شيء مسخّرا لنزواتهم..”عقيدة ” تحولت إلى «عقدة» صارت تتضخم وتتدحرج في كوامنهم عبر حركة التاريخ، جامعةً كل أمراضهم وأدرانهم النفسية.. ولئن كانت هناك دماء تجري في عروقهم فإنها مشبّعة بسموم قاتلة لذلك العربي المسلم، خاصة الذي ينغص عليهم حياتهم، وهو يدافع عن وجوده وعرضه وأرضه التي التهموها.
ومن هنا فإن ما يدور ليست حربا.. فللحرب أخلاق وقيم يراعيها المتحاربون، لكن هؤلاء أدخلوا إلى القاموس لغة ومبادئ جديدة، تخجل الخسة والوحشية منها، وأكثر من الخسة والدناءة رعاية الغرب بقيادة الولايات المتحدة لها وإعلان حمايتهم الفاجرة للصهاينة وسط غضبة شعوب العالم وصمت معظم حكوماته.. ولا أجد وصفا ولا كلمات أخس من الخسة لموقف أنظمة عربية مسلمة لا تكف عن ترديد بيانات الدعم لفلسطين ولكنها على أرض الواقع باعت وطنيتها فطبعت وباعت دينها فتصهينت وباعت شرفها فانهمكت في حفل الرقص على جثث أطفال فلسطين، إرضاء لحثالة البشر: ” وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ” ( البقرة- 120).
وبعد..
أين هذا من أخلاق الإسلام وقيمه خلال الحرب والتي يخلدها التاريخ في قول النبي صلى الله عليه وسلم للجيش المسلم: ” انطلقوا باسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله، ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا طفلا ولا صغيرا، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا، وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين”.