تلقت مظاهرة يوم الاثنين في نقابة الصحفيين رد فعل عنيف من الأصوات الموالية لحكومة المنقلب السيسي، لدعوتها الإدارة المصرية إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة الفلسطينيين.
وقالت بعض الهتافات التي ترددت على درج نقابة الصحفيين ليلة الاثنين: “إذا كنت تريد وقف النزوح، يجب أن تكون أخا كبيرا أرسل لهم المساعدات دون طلب إذن وتنسيق”، “افتحوا معبر رفح”.
ومنذ ذلك الحين، صورت الأصوات الموالية لحكومة السيسي المتظاهرين، وخاصة الناشط البارز والسجين السياسي أحمد دومة، الذي كان من بين أولئك الذين قادوا الهتافات، على أنهم يخدمون رواية إسرائيلية يقولون إنها تلقي باللوم على مصر في الوضع الإنساني في غزة.
ونفت حكومة السيسي بشكل قاطع مسؤوليتها عن الحد من تدفق المساعدات إلى غزة، منذ ذكر اسمها في دفاع دولة الاحتلال ضد اتهامات الإبادة الجماعية التي تواجهها في محكمة العدل الدولية في القضية المستمرة التي رفعتها جنوب أفريقيا.
ونظمت مظاهرة نقابة الصحفيين التي دعت إليها النقابة بمناسبة مرور 100 يوم على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للمطالبة بوقف إطلاق النار.
وقالت الصحفية إيمان عوف، التي شاركت مجموعتها “صحفيات مصريات” في الدعوة للتظاهر: إن “المظاهرة انتقدت أيضا حكومة السيسي، بسبب انخفاض كميات المساعدات التي تدخل غزة وبطء وتيرة مرور الجرحى للخروج من غزة لتلقي العلاج في الخارج عبر معبر رفح الحدودي”.
وشارك الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين مقطع فيديو للهتافات التي تنتقد دور مصر على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولم يمض وقت طويل حتى خرجت شخصيات موالية لحكومة السيسي لانتقاد المتظاهرين “كنت ضد إطلاق سراحه وحذرت منه” ، وقال النائب مصطفى بكري في منشور على X يوم الاثنين: “يجب على الخدم الذين يرددون كلمات فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية أن يقرأوا تصريحات المفوض العام للأونروا اليوم، والتي قال فيها: فتحت مصر معبر رفح منذ اليوم الأول وقدمت المساعدات، وإسرائيل هي التي منعت ذلك”.
وبالمثل، هاجم المذيع التلفزيوني الموالي لحكومة السيسي أحمد موسى، دومه والاحتجاج ليلة الاثنين خلال برنامجه “هناك صبي مجرم يدعى أحمد دومة أحرق معهد مصر في عام 2011، اليوم كان يقف أمام نقابة الصحفيين مع مجموعة من الاشتراكيين الثوريين، يلعن البلاد ويهين مصر، هذه الكلمات هي ما يردده تنظيم الإخوان وتتماشى مع موقف الكيان الصهيوني”، محذرا من أن الحدث يجب ألا يمر دون عقاب.
وشدد دومة، يوم الاثنين، على معارضته للصهيونية والعدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدا أن كلماته لا تهدف إلى التقليل من مسؤولية دولة الاحتلال عن قتل وتجويع الفلسطينيين.
وقال دومة: إن “جريمة الإبادة الجماعية والحصار واستخدام الجوع كسلاح ضد شعبنا الفلسطيني واستهداف المنظمات الدولية والإغاثية والمرافق الصحية والثقافية والدينية وغيرها، هي جرائم صهيونية بحتة، ولا يمكن قبول أي محاولة للتهرب منها”. ورددت الصحفيات المصريات نفس الشعور في منشور على صفحتهن على فيسبوك.
وشددت عوف ل «مدى مصر» على معارضة الحركة للصهيونية، موضحا أن الاحتجاج يطالب مصر باتخاذ موقف أكثر حزما ونشاطا في مساعدة الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك الانضمام إلى قضية جنوب إفريقيا ضد الاحتلال في محكمة العدل الدولية وتسهيل دخول المساعدات إلى القطاع.
وأضافت “لدينا اعتراضات على المنهجية التي يعتمدها النظام في دعم غزة، هناك أطفال محاصرون في البرد، وحتى الآن، لا تساوي المساعدات التي دخلت عشر احتياجاتهم”.
كما طالبت بالسماح للصحفيين بتغطية العدوان على غزة عن كثب، مثل تغطية الأحداث على الحدود وزيارة الجرحى الفلسطينيين الذين دخلوا مصر بسهولة أكبر.
وفي مواجهة ضغوط سياسية في الأشهر الأخيرة لفتح معبر رفح الحدودي للسماح بتدفق السلع والأشخاص من وإلى قطاع غزة، ألقت حكومة السيسي باللوم مرارا على دولة الاحتلال في عرقلة وصول إمدادات الإغاثة إلى قطاع غزة، والتي تقول منظمات الإغاثة إنها أقل بكثير من الكميات المطلوبة للحفاظ على حياة 2.3 مليون فلسطيني محاصرين تحت العدوان الإسرائيلي.
رابط التقرير: هنا