“مش قولتلكم هتطلع تعتذر”.. سخرية واسعة على مواقع التواصل والسبب زجاجة زيت للفنانة لقاء الخميسي

- ‎فيسوشيال

يبدو أن أصابع المقدم أحمد شعبان الذي يدير طابونة المتحدة للإعلام، إحدى مواخير المخابرات المصرية، تدخلت بعد نشر الفنانة لقاء الخميسي فيديو استغاثت فيه من سعر زيت الزيتون، بعدما اشترت زجاجة بنحو 1200 جنيه مصري، قبل أن تنشر مقطعا آخر تقول فيه: إن “الأمر كان غلطة حسابية من المتجر” وتشهد أسعار الغذاء ارتفاعا كبيرا في ظل تضخم يتجاوز 35% في مصر وأزمة اقتصادية غير مسبوقة.
وتراجعت الفنانة لقاء الخميسي عن شكواها من غلاء الأسعار عبر حسابها الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعدما أعربت عن استيائها من ارتفاع سعر زجاجة زيت الزيتون إلى أكثر من 1206 جنيها.
وشاركت لقاء الخميسي مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي بموقع «إنستجرام»، وقالت: «بخصوص تصريحات زيت الزيتون، وإنه وصل لـ 1200 جنيها، أنا تواصلت مع الشركة وفيه فاتورتين جم، فاتورة جت خطأ وهي 1205 كنت فكراها لعبوة زيت واحدة، ولكن اكتشفت فيه خطأ 1300 على عبوتين زيت الأسعار لسة مغليتش وبعتذر عن الخطأ ده».
وكانت لقاء الخميسي، كشفت عن معاناتها بشأن ارتفاع أسعار السلع الغذائية، بعد نشر شكوى عاجلة للمسؤولين حول ارتفاع سعر زيت الزيتون، مشيرة إلى أن ذلك يشكل صعوبة كبيرة على حياة الناس.
ونشرت لقاء الخميسي فيديو عبر حسابها الرسمي بموقع «إنستجرام»، وقالت: «أنا عندي سؤال وأول مرة اتكلم في الموضوع ده هنروح على فين، لما زجاجة زيت الزيتون دي سعرها 1206 جنيه، إيه بقى بجد هو إيه اللي فاضل، يعني أنا ست ممنوعة من كل الزيوت، يعني نأكل بإيه مية، سيبكوا مني خالص بقية الحاجات بقا الناس عايشة إزاي؟ ارحموا الناس».

منذ استيلاء السيسي على الحكم في عام 2014، أنفق العسكر مبالغ طائلة على مشروعات البنية التحتية مثل بناء الجسور وتوسعة الطرق، فضلا عن إنشاء عاصمة جديدة تكلفت مليارات الدولارات ولاتزال غير مأهولة بالسكان.
ويرى المصريون أن هذا التوجه استنزف ميزانية البلاد، كما أنه أسرف في الإنفاق على مشروعات لا تحتل أولوية لدى المواطن المصري الذي يحتاج بشكل ملح لرفع مستوى التعليم والرعاية الصحية.
ومنذ عام 2016، اقترض العسكر ما يزيد على 20 مليار دولار من صندوق النقد الدولي. ومع قروض صندوق النقد جاء تخفيض قيمة العملة المحلية بالإضافة إلى رفع الدعم الحكومي عن عدة قطاعات حيوية مثل الوقود، وهو ما أدى إلى أن تقفز الأسعار بشكل أثقل كاهل العائلات المصرية بأعباء مالية ضخمة. كما توسع العسكر، في السنوات الأخيرة، في الاستدانة من عدة جهات إقليمية ودولية ما تسبب في تعاظم حجم الديون الخارجية.

وانتهت في مصر مسرحية الانتخابات الرئاسية ببقاء السيسي في كرسي الحكم للمرة الثالثة، فيما يقف مصريون يعانون من ضيق ذات اليد في طوابير أمام جمعيات تعاونية يديرها العسكر لمحاولة شراء حصص مدعومة من السكر الذي بات شحيحا.
وهذه أحدث علامة على الضغوط الاقتصادية التي زادت بشكل حاد منذ أوائل العام الماضي ووضعت المصريين في مواجهة صعبة مع أسعار آخذة في الارتفاع وأزمة في النقد الأجنبي لم يتم العثور على حل لها، فيما يخيم بظلال على تعهدات المضي في الإصلاحات المؤجلة.
السيسي قابض على الحكم على الرغم من المشكلات الاقتصادية، وسط تهميش أو سحق حركات المعارضة الموثوق بها وانشغال أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وتسببت سنوات من الاقتراض بمبالغ كبيرة من الخارج في تراكم ديون خارجية ثقيلة على مصر وفي شح النقد الأجنبي اللازم لشراء السلع الأساسية.

وتوقف صرف شرائح حزمة الدعم المالي من صندوق النقد الدولي بقيمة ثلاثة مليارات دولار والتي تم توقيع الاتفاق بشأنها في ديسمبر 2022 بعد أن تخلف العسكر عن الوفاء بتعهد الانتقال إلى سعر صرف مرن وتقليص دور الجيش في الاقتصاد.
وفي الأشهر القليلة الماضية، تراجعت قيمة العملة الضعيفة بالفعل إلى 50 جنيها مقابل الدولار في السوق السوداء مقارنة بالسعر الرسمي عند 31 جنيها للدولار، وتقول بيانات البنك المركزي: إن “أقساط الديون المستحقة في عام 2024 هي الأعلى مستوى على الإطلاق عند 42.26 مليار دولار على الأقل.
وفي أحدث محاولة لخفض الأسعار، أعلن مجلس وزراء العسكر في أكتوبر، عن اتفاق مع منتجي القطاع الخاص وتجار تجزئة على خفض أسعار المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك السكر، بنسبة من 15 إلى 25% بعد ارتفاع التضخم إلى مستوى قياسي”.
لكن الجهود لم تسجل نجاحا يذكر، وفي غضون أسابيع قفز سعر التجزئة للسكر إلى 55 جنيها مصريا من نحو 35 جنيها في أوائل أكتوبر، وقال تامر أحمد، وهو بائع خضروات متجول عمره 46 عاما، من أمام متجر تعاوني تبيع فيه الحكومة المنتجات المدعومة، الأسعار شديدة أوي على الناس كلها، على اللي معاه واللي مامعاهوش.

“الأزمة في السكر بالنسبة لنا إحنا  نستنى مثلا الجمعية منزلة كيلو كامل بسبعة وعشرين جنيها، دا اللي نروح نأخذ منه اثنين كيلو ثلاثة كيلو، لكن في السوبر الخمسين جنيها موجود و55 جنيها موجود، النهاردة ما بتقولش هات كيلو بتقول هات نص كيلو سكر، هات بخمسة جنيه”، يضيف تامر أحمد.