فنّد علماء بعض الشبهات التي أثارتها الإمارات في بيان خارجية أبوظبي الذي أدعى أن حماس هي من بدأت المعركة، وقتلت مدنيين وأن قتل الضحايا المدنيين مدان من الجانبين.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كيف فند د.طارق الطواري ود.إياد قنيبي الشبهتين، فمن حساب أدهم أبو سلمية على توتير استعرض الشهبة والرد، وكانت الشبهة الأولى وتتضمن عدة شبهات أن تتحمل حماس إثم كل من قُتل وجرح في غزة، لأنهم هم من بدأوا القتال ولم يحسبوا العواقب من عدم تكافؤ القوة فهذا انتحار.
ورد “الطواري” على ذلك بقوله: “هذه شبهتهم ممزوجة بدموع التماسيح”.
وأوضح أن الجواب، جهاد دفع العدو المحتل لا يشترط له المكافأة، إنما هي المقاومة بالمستطاع ليس ثمة تكافؤ بين المسلمين والكفار يوم أحد ولا يوم الخندق، لأنه دفع للمحتل الصائل وانعقد إجماع الأمة على دفع الصائل بالمستطاع.
وعن دلائل أخرى أشار إلى أن التاريخ يشهد نه لن تتحرر الأمم بلا تضحيات، فيتنام وامريكا ، أفغانستان وروسيا وأمريكا، الجزائر والمغرب مع المحتل الفرنسي، ليبيا مع إيطاليا.
ومن دلائل التاريخ التي أشار إليها أن مصر مع الإنجليز كل شعوب العالم تقدم التضحيات وتقاوم بمجموعات صغيرة ثم تكبر ويقوى عزمها بتأييد العلماء ودعوات الأهالي وانضمام الشباب حتى تتحرر الأرض ويسلم العرض، فكيف إذا كانت هذه الأرض مباركة ومقدسة مسرى ومعراج رسول الله ﷺ وأرض الأنبياء وأرض المنشر والمحشر؟.
واستطرد مجددا من الجانب الشرعي موضحا أن القتال جهاد في سبيل الله لرفع كلمة الله ثم رحمة بالمسلمين المستضعفين في قبورهم المفتوحة وسجنهم الكبير 17 سنة في موت بطيء، فإذا كان لابد من الموت فمن العار أن تموت جبانا، فطعم الموت في الأمر الخطير كطعم الموت في الأمر الحقير .
قال شيخ الإسلام: “وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط -كالزاد والراحلة- بل يدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم”.
غزة والفخ
أما الأكاديمي الأردني السلفي د. إياد قنيبي @Dr_EyadQun فقال: “لقد وقع أهل غزة في الفخ، فالغرب كان على علم بطوفان الأقصى -وربما الصهاينة أيضاً- وتركوها تحصل حتى يبرروا هذه الجريمة التي يقومون بها حاليا ويعيدوا رسم المنطقة”.
وتابع:
1 .هذا المنطق الذي عشَّش في عقول البعض، حتى أصبحوا يتصورون أنه ليس شيء في الدنيا يخرج عما خططه الغرب، وكأنهم قدَّروا أقدار الخلائق بحيث لا مفر من قدَرهم.
2. وهذه أسهل وسيلة للسيطرة على الشعوب وكسر إرادتها؛ لأنها ستشعر أنها مهما فعلت فكله سيصب في صالح الآلهة الغربية.
وأشار إلى أنه “فإذا قاومنا الظلم فسيكون وفقا لمخططات الغرب، وإذا أعنَّا إخواننا فسيكون وفقا لمخططات الغرب، فعلى ماذا العمل إذن؟”.
3. لا النظام الدولي ولا الكيان الصهيوني من مصلحته كسر هيبة الكيان بهذا الشكل، وإشعار المسلمين بأنهم قادرون، فهذا يحطم القيود النفسية التي عملوا على تركيبها فينا عبر عقود.
4. ثم افترض أن الكيان وحلفاءه علموا وخططوا، هل هذا مبرر لأن يقعد المسلمون عن العمل والتخطيط واستغلال الأحداث، ثم يسقطوا في فخ أوهام الضعف والخذلان والاستسلام؟
5. الغرب ببساطة يحسن استغلال الحوادث، لكنه لا يصطنعها كلها.
6. فبدلا من هذه التنظيرات، ليتنا نعمل على استغلال الأحداث وتوظيفها في الحق كما يعمل الغرب على توظيفها في الباطل.
https://twitter.com/Dr_EyadQun/status/1713433851475726502