ظهرت وثيقة صهيونية نشرها تلفزيون "آي 24" الصهيوني، يتبنى زعما برواية مفادها أن مؤذن وإمام المسجد الكبير بالعاصمة التشادية إنجامينا خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الفائت كان يهوديا إيرانيا.
وارتبط ظهور الوثيقة بعد أيام قلائل من إحراق العلم الإماراتي في بعض ولايات تشاد المحصورة بين ليبيا ومصر شمال النيجر غربا والسودان شرقا وجنوب السودان جنوبا، احتجاجا على استغلال بلادهم في دعم التمرد الحاصل حاليا في السودان بقيادة محمد حمدان دقلو.
وكشف موقع "إمارات ليكس"، أن أبوظبي استغلت علاقتها بالمجلس العسكري الانتقالي التشادي، وموقع تشاد كدولة حدودية مع السودان لاستخدامها في تهريب الأسلحة والعتاد العسكري لقوات الدعم السريع.
وأبدى التشادي آدم علي @kydams تعجبه من المنشور الصهيوني وقال: إن "المسجد الكبير بني عام ١٩٧٣ بتمويل من الملك فيصل بن عبدالعزيز ال سعود، بعد زيارته للعاصمة إنجامينا.".
وتشترك الإمارات وتشاد في عملية تطبيع متسارع مع الصهاينة فخلال كتابة هذه السطر كشفت شركة Elbit Systems "الإسرائيلية" عن تعاقدها مع تشاد لتطوير قواتها الجوية في الوقت نفسه، حيث تراها تل أبيب فرصة لتعزيز حضورها في الساحل أكثر مما تراه أنجامينا وسيلة للتطوير، حيث افتتح الحاكم محمد إدريس ديبي في فبراير الماضي سفارة لتل أبيب في بلاده تشاد.
كما زار وفد "إسرائيلي" الدولة الإفريقية للتعاون في تشاد مع نظرائهم المحليين لمراقبة تدفقات المياه وأحجامها، وبادعاء مساعدة تشاد على تنفيذ حلول زراعية مبتكرة ومستدامة.
ويقود تطبيع تشاد خلفا لأدريس ديبي ابنه زكرياء ديبي، سفير تشاد لدى الإمارات، و الأخ غير الشقيق لمحمد كاكا حاكم البلاد، مع توقعات أن يصبح الرئيس بعد الفترة الانتقالية (18 أشهرا) .
اليهودي الوحيد في تشاد كان مؤذنا وإماما في المسجد الكبير، كشفت وثيقة سرية من أرشيف إسرائيل قصة اليهودي الوحيد الذي عاش في تشاد وكان خطيبا ومؤذنا بأحد المساجد وهو جورج حمداني، اليهودي الإيراني من مدينة همدان، بحسب ما تشير إليه الوثيقة.
وثيقة صهيونية
ومن ركام الوثائق، الصهيونية التي يغيب تبين صحتها إلا عن أبناء تشاد، تشير إلى أن يهوديا عمل إماما لمسجد في تشاد في ستينات القرن الماضي، متنكرا تحت عباءة رجل مسلم قبل اكتشاف أمره وذلك بعد أن أصبح من الأثرياء في الدولة المسلمة الواقعة وسط أفريقيا.
وأفاد الموقع الإلكتروني لتلفزيون "i24news" أن الوثيقة السرية نشرها إرشيف الكيان الإسرائيلي تحت عنوان "سر خفي في تشاد".
وكتب "الوثيقة" دبلوماسي إسرائيلي عمل في تشاد اسمه آرييه لافيه، قبل 61 عاما، وكان مسؤولا عن سفارة إسرائيل في "فور لامي" الاسم السابق للعاصمة التشادية حاليا.
وفي برقية مرسلة بتاريخ 30 سبتمبر من عام 1962 إلى قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإسرائيلية.
زعمت أن هذا الرجل هو جورج حمداني، يهودي فارسي من مدينة همدان، اكتشفت وقتها أنه اليهودي الوحيد الموجود في تشاد.
أدعت أنه عند وصوله، كانت العاصمة التشادية تقريبا كلها مسلمة، والمسجد الكبير كان حديث العهد، لكن في ذات الوقت لم يكن للمسلمين هناك مؤذن ولم يكن هناك من يعظ المصلين.
وحينها عرض حمداني نفسه كمسلم، وبدأ يصدح بصوته بالآذان من على مئذنة المسجد، ويدعو المسلمين للصلاة.
وطبقا للوثيقة عمل اليهودي المتنكر خطيبا أيضا في أيام الجمعة، وقد استمر على هذا الحال حتى عام 1943.
في ذلك الوقت أصبح هذا اليهودي من الأثرياء في ذلك البلد، وبنى له منازل (نحو 40 منزلا)، وفندقين، ودار سينما وغيرها من المباني.
وأشارت الوثيقة إلى أن ذلك الرجل توقف فجأة عن الذهاب للمسجد، بعد أن كان مؤذنا وخطيبا، وأنه وبصورة ما، جعل الناس يفهمون بأنه ليس مسلما بل من اليهودي.
وأفادت بأنه تزوج من مسلمة تشادية، حيث أنجبا سبعة من الأبناء.
ووقتها أحدث الأمر ضجة كبيرة في المدينة، غير أن ثراء ذلك اليهودي الكبير، جعل له نفوذا، مستعينا بمن حوله من أصحاب المصالح المحصنين، وبسبب ذلك لم يتأثروا كثيرا في أفريقيا.
لكن سرعان ما هدأت الضجة ونسي الأمر، إذ أوضحت البرقية التي بعثها الدبلوماسي الإسرائيلي، أن هناك الكثيرين يعترفون بمساهمته الكبيرة لسنوات عديدة للإسلام في العاصمة التشادية.
وجاء في البرقية أن الدبلوماسي لافي، عمل على دفع حمداني بعناية وببطء، للمساهمة لصالح إسرائيل ماديا، من خلال بناء السفارة هناك، وبناء مدرسة ثانوية للمهاجرين الإيرانيين في إسرائيل، أو على الأقل التبرع لـ"الصندوق القومي اليهودي".
وأشارت البرقية إلى أن حمداني ورغم كل المباني الفاخرة التي قام ببنائها، كان يعيش بنفس المنزل الطيني الذي سكنه عند وصول تشاد.
وأكدت أن اليهودي المتخفي كان يحصد دخلا يصل آنذاك إلى 12 مليون فرانك أفريقي من إيجار منازله وحوانيته.
مؤامرات الإمارات
في سط أغسطس المنصرم، كشفت تقارير عن تصاعد سلسلة فعاليات احتجاجات شعبية وأهلية في تشاد تضمنت تكرار حرق العلم الإماراتي، للتعبير عن رفض مؤتمرات أبوظبي في البلاد وتدخلاتها المشبوهة.
فيما عبر المحتجون عن رفضهم للأنشطة المشبوهة والمثيرة للجدل التي تقوم بها الإمارات في بلادهم، حيث هتفوا: “إمارات برة، تشاد حرة”.
ونقل الموقع عن الدبلوماسي الأمريكي السابق كاميرون هدسون أن الإمارات دفعت لمسئولين عسكريين في تشاد مقابل الوصول إلى مطار أم جرس لدعم قوات الدعم السريع”، ملمحا إلى الزيارة التي أجراها الرئيس الانتقالي لتشاد، محمد ديبي، إلى أبوظبي خلال يونيو الماضي، عندما تلقى دعوة رسمية لزيارة الإمارات.
ورجحت مصادر تشادية حينها أن الإمارات استهدفت استغلال موقع تشاد كدولة حدودية مع السودان، لاستخدامها في تهريب الأسلحة والعتاد العسكري لقوات الدعم السريع.
وتابع هدسون، الذي عمل سابقا في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، أن القوات المسلحة السودانية تعلم بشحنات الأسلحة، وقد حذرت محمد إدريس ديبي “كاكا” بالفعل من أنه إذا استمرت الشحنات، فستستخدم القوات المسلحة السودانية طائراتها من دون طيار لتدمير مطار أم جرس.
من جانبه، قال الدبلوماسي الأمريكي: إن "دولة الإمارات بإرسالها للسلاح إلى حميدتي، تنتهك العقوبات الدولية المفروضة على حظر السلاح إلى دارفور، حيث تهدد واشنطن الذين يساعدون الأطراف على إطالة أمد الحرب".
https://twitter.com/hakimjustice_/status/1690872764268167168
في 6 أغسطس الماضي نشر الإعلام المحلي الإماراتي على سبيل الفخر وعدم الاكتراث بما يقال في السر أو العلن عن دعم عسكري وتسليحي إماراتي لتشاد، وقال مراقبون: إن "أبوظبي دخلت على خط دعم مخطط روسيا والجيش الأمريكي لضبط حزام وسط أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، بعدما توسع الدعم الإماراتي العسكري بالوصول لتشاد والغطاء كان اتفاقية للتعاون العسكري بين أبوظبي وتشاد بزيارة محمد ديبي أبوظبي ولقائه شيطان العرب محمد بن زايد".
وكشف Wall Street وول ستريت جورنال أن انقلاب الجيش النيجري نجح بفضل دعم أمريكا الاقتصادي وتدريب الجيش الأمريكي وإثر ذلك سيطرت موسكو على مجموعة من أهم قواعد المسيرات الأمريكية تتيح لروسيا القيام بعمليات في مناطق شاسعة في صحراء أفريقيا تمتد من ليبيا إلى نيجيريا تحت مزاعم "مكافحة الإرهاب ودعم برامج حماية الحدود".
تطبيع ممتد
وأقيمت العلاقات الدبلوماسية بين تشاد الدولة الأفريقية المسلمة والكيان الصهيوني في ستينيات القرن الماضي، قبل أن تقرر أنجامينا قطعها عام 1972، بعد ضغط محلي وعربي.
لكنه في نوفمبر 2018، زار رئيس تشاد الراحل إدريس ديبي، تل أبيب، في أول زيارة لرئيس من تشاد إلى تل أبيب.
ومطلع عام 2019، زار رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني السابق بنيامين نتنياهو، إنجامينا، معلنا عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
في حين كان الرئيس إدريس ديبي ينفي معلومات تفيد بأن تشاد قامت بشراء أسلحة من الكيان الصهيوني، ولكن تسربت هذه المعلومات بعد استيلاء قوات حركة "فاكت" على حامية للجيش التشادي، بندقية آلية صناعة إسرائيلية عالية الكفاءة.
ثم عينت أنجامينا في مايو 2022 سفيرا لها في تل أبيب لأول مرة منذ 50 عاما، بعد أن قتل إدريس ديبي في أبريل 2021، (حكم 30 عاما بالتحالف مع فرنسا) متأثرا بإصابته في معارك تجري على تخوم العاصمة أنجامينا مع قوات المعارضة وبعد يوم من فوزه بولاية سادسة.