“بلومبرج”: ارتفاع أسعار السجائر يلقي بظلال من الدخان على توقعات التضخم

- ‎فيأخبار

قالت وكالة بلومبرج: إن "التكهنات بشأن ارتفاع وشيك في أسعار السجائر، في بلد يبلغ عدد سكانه 18 مليون مدخن، دفعت التجار إلى تخزين منتجات السجائر في الأشهر الأخيرة، مما تسبب بدوره في نقص، وأدى إلى ارتفاع غير مسبوق بأكثر من 50٪ في تكلفة التبغ منذ مارس".

وأضافت الوكالة أنه على الرغم من وزنه الذي يزيد قليلا عن 4٪ في سلة التضخم في مصر، أصبح التبغ – إلى جانب الغذاء – مساهما رئيسيا في نمو الأسعار الذي سجل أرقاما قياسية طوال فصل الصيف.

وهذا الارتفاع الشديد يتخلص من توقعات التضخم التي تتجاوز الآن 37٪ سنويا، وكان العديد من الاقتصاديين يتوقعون أن يبلغ ذروته قبل أشهر.

وأشارت الوكالة إلى أنه في اقتصاد تعصف به صدمات السلع الأولية في الخارج وتطارده مخاوف من خفض آخر لقيمة العملة، فإن أزمة التبغ هي حالة مما يتحسر عليه المصريون باعتباره ندرة السلع المتوطنة والتي غالبا ما يتم إنشاؤها بشكل مصطنع والتي ينظمها الموزعون أو تجار التجزئة لرفع الأسعار.

وقال محمد أبو باشا، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي بالمجموعة المالية هيرميس ومقرها القاهرة: "كنا نتوقع في الأصل أن يصل التضخم إلى ذروته في يونيو، وخطأ توقعاتنا ينبع في المقام الأول من الارتفاع الحاد في أسعار التبغ، هذا الصعود طغى على اتجاه تباطؤ التضخم الشهري".

يتم تحديد أسعار التبغ في الغالب من قبل حكومة السيسي وتدار من خلال شركة الشرقية ، التي كانت حتى وقت قريب تسيطر عليها الدولة بالكامل، فقد رفعت الأسعار في أبريل بمعدل 10٪ -11٪ ، مما أثار الغضب بشأن المزيد من الارتفاعات.

وكما هو الحال مع المواد الغذائية الأساسية مثل القمح، الذي تعد مصر واحدة من أكبر مشتريه في العالم، تستورد البلاد التبغ الخام لكنها تنتج السجائر محليا.

ولفتت الوكالة إلى أن اضطرابات الصناعة تعكس أيضا نقصا في الدولار يضغط على الاقتصاد البالغ 470 مليار دولار لأكثر من عام، قد تكون هناك حاجة إلى تخفيض كبير آخر لقيمة العملة للمساعدة في تخفيف الأزمة، لكن مثل هذه الخطوة لا تزال تشكل أكبر خطر على التضخم.

وقال ألين سانديب، مدير الأبحاث في نعيم القابضة في القاهرة: :هناك توافر محدود للعملة الأجنبية، مما يؤثر على إنتاج بعض السجائر" بالإضافة إلى ذلك، كان تجار الجملة يتكهنون بارتفاع ضريبة القيمة المضافة، ونتيجة لذلك يحتفظون بمخزونهم ، إن لم يكن رفع الأسعار كمقدمة، على حد قوله.

ورفعت الشركة الشرقية، التي اشترت فيها شركة استثمار إماراتية مؤخرا حصة 30 في المئة مقابل 625 مليون دولار، الإنتاج مرتين في الأسابيع الأخيرة في محاولة لترويض الأسعار، ويلوم بعض التجار على التلاعب بالعملاء.

وتوصل المستثمر الإماراتي إلى اتفاقات مع بنوك لتوفير 150 مليون دولار لشركة الشرقية لتمويل واردات المواد الخام، وهذا لم يتم الشعور به بعد في أكشاك القاهرة.

وقال بائع يدعى أحمد للزبائن في حي المعادي الراقي بعد ظهر أحد الأيام: "تغضب مني، تصرخ في وجهي، لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ إن تخزين الموزعين للمخزون ورفع الأسعار يجبره على تمرير التكاليف" رافضا الكشف عن اسمه الكامل حتى يتمكن من التحدث بحرية.

وفي حين تشير الأدلة السردية إلى أن الأسعار آخذة في الاعتدال، فإن التكهنات لم تتلاشى تماما، كما قال أبو باشا: "المزيد من الزيادات على الرغم من أنه لا يمكن استبعاد حجم أصغر".

 

https://www.bloomberg.com/news/articles/2023-09-12/egypt-s-soaring-cigarette-prices-cast-smokescreen-over-inflation-outlook#xj4y7vzkg