اعتبر مراقبون أن وعود السيسي وطمأنته للمصريين مجرد سراب بقيعة، ظاهره التعهدات وباطنه مزيد من الفشل والعجز والفساد، فخلال جولة تفقدية للأكاديمية العسكرية المصرية يوم السبت، قال في مقطع فيديو نشره موقع رئاسة الانقلاب: "مهم أطمأنكم على حالنا، أننا لن نتوقف أبدا عن العمل، فنحن في عمل مستمر على كل شبر من أراضي مصر" وأضاف "الأزمة اللي كل الناس مُتحسبة وقلقانة منها، عدت علينا أزمات كثيرة جدا في مصر وتغلبنا عليها بالجهد والمثابرة، والأزمة الحالية التي نعاني منها، لم نكن السبب فيها"، مشيرا إلى فيروس كوفيد-19، والأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرهما على الأسعار، وحول أزمة الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي الذي يعاني منه المصريون خلال أشهر الصيف، أوضح السيسي: "إحنا محتاجين في اليوم 18 ألف طن مازوت لتشغيل المحطات بكامل طاقتها لتوفير الكهرباء خلال أيام الحر، بما يعني أكثر من نصف مليون طن مازوت في الشهر، ثمنهم تقريبا يتراوح ما بين 300- 350 مليون دولار، دا غير الغاز الذي لدينا إنتاج منه، ويقدم جزءا كبيرا من احتياجاتنا من الغاز الطبيعي، ولولا تواجده لكنا سنكون في أزمة كبيرة".
وختم السيسي تصريحاته قائلا: "أحب أن أطمئنكم فقد تكون أسعار السلع مرتفعة، ودا أمر محل تقدير منا، والحكومة تعمل حاليا على مجموعة إجراءات تخفف من خلالها من أثار هذه الأزمة" واستعرض مراقبون تصريحا آخر للسيسي قال فيه: إن "ارتفاع الأسعار في مصر ليس بسببنا، بل بسبب فيروس كورونا والحرب في أوكرانيا"، ورأوا أن ذلك غير حقيقي، بل هي حجة دائما يستخدمها السيسي ووزراء حكومته، للهروب من مسؤولية الفشل والعجز والفساد الذي قاد للكارثة الاقتصادية المحدقة بالبلاد، وأشاروا إلى أن عدم الاعتراف بالاسباب الحقيقية والعناد يجعل من المهزلة مستمرة إلى حين وفاة السيسي أو خلعه وإبعاده.
السياسات الفاشلة سبب الخراب
ولفت المراقبون إلى أن سياسيات السيسي وحكومته الاقتصادية كانت السبب فيما آلت إليه الأوضاع في البلاد، وأنه منذ استيلاء السيسي على الحكم أصبح الجنيه المصري في الحضيض في غضون أشهر وضاعت أموال جمعها من المصريين بتعهدات كاذبة عن قناة السويس الجديدة، اكتشف المصريون أنها ترعة، وأضاف المراقبون أن أولويات السيسي وحكومته ذهبت لشق الترعة وصب خراسانات عاصمة الأفيال الإدارية والكباري، في وقت لم تتخذ خطوات حقيقية نحو المدارس فلا المباني أو المحتوى يعوض عن الدروس أو المستشفيات وتنمية القطاع الصحي، تقول هدى جنات (@hodajannat) : "يرمي بفساده وفشله وعجزه على الآخرين".
أما حساب (@_ALSAM_) فأشار إلى أن صرف أموال الدولة في غير محلها وتبديدها في القصور والمشاريع الغير ضرورية على حساب الزراعة والصناعة والتعليم والصحة، وإسناد المشاريع لشركات اللواءات المتقاعدين بالتعاون مع من في الخدمة، و سيطرة المؤسسة العسكرية على كل الأنشطة التجارية و التعدينية و البناء والسياحة".
وأضاف آخرون أن سياسة الاستدانة أوصلت ديون مصر الخارجية لقرابة 170 مليار دولار، في حين كانت الديون الخارجية قبل السيسي لا تتجاوز 40 مليار دولار، ورأى المراقبون أن السيسي طمأنته ظهر أنها تبرير حول الانقطاعات المتكررة للكهرباء، في حين كشفت التقارير الدولية كذبة، حيث أكدت وكالة فيتش أن مصر قللت من إنتاج الغاز المسال، وتستفيد مما تستخرجه للتصدير، من أجل العملة الصعبة، على حساب المواطنين.
حساب شامخ (@shamikh_alarabi) أضاف "البرص السيسي بيضرب أرقام وخلاص ولا فاهم حاجة علشان تنتج فقط ١٠٠٠٠ميجاوات ساعة كل كيلو وات ساعة بيحتاج ٢٢٥جرام مازوت ×١٠٠٠٠=٢٢٥٠طنا مضروبا×٢٤ساعة =٥٤٠٠٠ طن سيبك بقى من الأرقام كلها وخليك في الرقم النهائي وركز على كمية التلوث البيئي اللي السيسي المريض نفسيا بيعمله في البلد".
ورأى حساب أحمد (@high1_k) أننا بتنا في وضع أسوأ من النكسة عام 1967 "أشهد أنها أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها مصر في الستين سنة الماضية، حتى وقت النكسة لا أعتقد أننا كنا نعاني من كم الأزمات التي تسببت بها أخطاء السيسي الفادحة" تأكيدات أكاديمية معهد الشرق الأوسط بواشنطن قال: إن "الواقع القاسي، الذي لا تريد حكومة السيسي الاعتراف به علنا، هو أنها تجد صعوبة بالغة في توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء".
واعتبر تحليل المعهد أن هذا الإعلان، سيفتح الباب أمام انتقادات أكثر حدة لسياسات السيسي الاقتصادية على مدى العقد الماضي، وهي الاقتراض بكثافة لتمويل المشاريع الضخمة الوطنية التي يعتبرها القليل من المصريين أولوية، ومن الأمثلة البارزة التي ذكرها التحليل من تلك المشاريع؛ العاصمة الإدارية الجديدة أو عشرات الجسور والطرق السريعة الجديدة الواقعة في وسط الصحراء، بعيدا عن المدن المكتظة بالسكان.
أزمة من التاريخ
وفي مطلع أبريل الماضي، تنبأ عبدالفتاح السيسي كذبا بتجاوز مصر أزمة الانخفاض المتواصل للعملة المحلية أمام الدولار الأمريكي، بالتزامن مع تقارير تفيد بتعطل أغلب الخطط التي عولت عليها الحكومة في القاهرة لحل الأزمة، وقال: "أزمة الدولار هتبقى تاريخ بفضل الله" وذلك في مناقشة له مع مقاتلي قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ومقاتلي الجيشين الثاني والثالث الميدانيين" وزعم السيسي مخاطبا الجنود شرق قناة السويس، "عايز أقولكم اوعوا تفتكروا أن الأزمة دي هتفضل كده، افتكروا من 10 سنوات الكل كان بيقول متى الإرهاب يخلص".
وأضاف السيسي: "الإرهاب خلص بكم، والأزمة دي هتخلص بكم، وقريب الأزمة دي هتكون تاريخ برضه، حتى الدولار بفضل الله وبفضلكم هيبقى تاريخ، بس لازم نعرق ونشقى" وفي الشهر نفسه رصدت وكالة بلومبرج، تراجع الجنيه من جديد، في تعاملات العقود الآجلة غير القابلة للتسليم لمدة 12 شهرا لتسجل ما يتراوح بين 37.9 جنيها و38 جنيها للدولار، ووصل الآن إلى نحو 43 جنيها، وتوقعت بنوك، أبرزها "سوسيتيه جنرال" الفرنسي و"بنك أوف أميركا" و"كريدي سويس" السويسري و"إتش إس بي سي" البريطاني، مزيد من تراجع الجنيه، بنسبة بضغط من تزايد الديون على مصر أدى إلى حاجتها لعملة محلية أرخص، مع تعاظم عجز الحساب الجاري، والنقص الحاد في الدولار.
