عبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من صور نشرها أحد المهتمين بآثار القاهرة القديمة، أظهرت تعرض ضريح أمير الشعراء أحمد شوقي لأعمال من العبث والهدم مع وجود تكسير بتركيبات مقابر أفراد من أسرة شوقي، ضمن خطة نظام السيسي من استهداف مدافن الإمام الشافعي، كما استهدف مدافن السيدة نفيسة والمماليك لأعمال الكباري ومحاور الطرق.
وتساءل الإعلامي محمد جمال هلال عبر @gamal_helal "ياترى ما لسان حال أمير الشعراء أحمد شوقي وهو في دار الخلد، وهذا حال قبره في وطنه مصر، وطَني لَو شغِلتُ بِالخلدِ عَنهُ نازَعَتني إِلَيهِ في الخلدِ نَفسي".
وكانت موجة غضب واستياء أبداها ناشطون عبر تويتر وفيسبوك دفعت عبد الفتاح السيسي إلى تشكيل لجنة من الخبراء في يونيو الماضي، للوصول إلى رؤية متكاملة لتطوير المنطقة، ودراسة نقل المقابر الأثرية بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي، وتجميع رفات الرموز الوطنية في "حديقة الخالدين"، وملحق بها متحف يضم القطع الفنية والأثرية الموجودة في تلك الجبانات للحفاظ عليها، ويبدو أنها توصلت إلى هدم أغلب المقابر ونقلها من مكانها.
واستدعى أيضا المحامي وعضو جبهة الضمير عمرو عبدالهادي @amrelhady4000، بعضا من أشعار شوقي بعدما كتب " السيسي هدم قبر أمير الشعراء أحمد شوقي وجابه على الأرض، الحقيقة متقدرش تعرف إيه سبب الغل ده، يمكن عشان كانت أشعاره عن النيل أو عشان اشعارة كانت في حب مصر تقريبا".
وأضاف: "لو شوقي كان كتب عن إسرائيل كانو رمموا قبره " ومن شعره تذكر هذه الأبيات "وَثَلاثَةٍ شَبَّ الزَمانُ حِيالَها شُمٍّ عَلى مَرِّ الزَمانِ كِبارِ قامَت عَلى النيلِ العَهيدِ عَهيدَةً تَكسوهُ ثَوبَ الفَخرِ وَهيَ عَوارِ مِن كُلِّ مَركوزٍ كَرَضوى في الثَرى مُتَطاوِلٍ في الجَوِّ كَالإِعصارِ الجِنُّ في جَنَباتِها مَطروقَةٌ بِبَدائِعِ البَنّاءِ وَالحَفّارِ وَالأَرضُ أَضَيعُ حيلَةً في نَزعِها مِن حيلَةِ المَصلوبِ في المِسمارِ تِلكَ القُبورُ أَضَنَّ مِن غَيبٍ بِما أَخفَت مِنَ الأَعلاقِ وَالأَذخارِ نامَ المُلوكُ بِها الدُهورَ طَويلَةً يَجِدونَ أَروَحَ ضَجعَةٍ وَقَرارِ كُلٌّ كَأَهلِ الكَهفِ فَوقَ سَريرِهِ وَالدَهرُ دونَ سَريرِهِ بِهِجارِ. https://twitter.com/amrelhady4000/status/1693540040968647104 وقارنت ميرفت بين صورة قبر شكسبير في بريطانيا و قبر أحمد شوقي في مصر.
ورأت عبر@MervatHashad، أنها صورة تختصر الفرق بين العالمين عالم الغرب و عالم الشرق.
https://twitter.com/MervatHashad/status/1693883668698198171
وقالت حنان، عبر عدة تغريدات: حكومة اخبطوا رأسكم في الحيط، كل اللي في الصور هيتهد والصور لبعض المباني التاريخية باستثناء التركيبات الرخامية اللي وعدوا بنقلها لمتاحف، النهارده في الإمام الشافعي، الإزالات كانت شغالة في أماكن كتير، وقالوا لنا مفيش مسارات تغيرت"، مع نشرها صورا لبعض المقابر الأثرية التي من المفترض إزالتها، وأضاف حسني قبر أحمد شوقي أمير الشعراء أحد عُظماء البشر وسيد من سادات الناس، الله يرحمك يا نزار وهل من أمّة في الأرض إلا نحن تغتال الأنبياء ؟".
https://twitter.com/Hosny76_EGYPT/status/1693695625798238439
وعلق عمر قلح @NZiVgesNPbPgA4Q "السيسي هدم قبر مصلح الأخلاق، أمير شعراء أخلاق حميدة، أحمد شوقي صاحب بيت "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا" بقي له هدم جامعة الأزهر كي يمحو من ذاكرتنا ، الثوابت الإسلامية لم يبق للعرب من المبادئ إلا ثوابت حضارتنا في تونس ، بقصيدة "أم السفساري ماحلى ماحلى قدها".
عمير وعبر @eOjRmZEO5ANvjjN استغاث "حد يحوش نيرون يا ولاد بيهد في البلد، هدم قبر أمير الشعراء أحمد شوقي # ارحل ياسيسي".
وقبل أيام فور أعادت شركات القوات المسلحة والهيئة الهندسية العمل في الهدم والإزالة لمقابر مدافن الإمام الشافعي في القاهرة، لتوسعة الطرق ومد الجسور، وتتعرض الجبانات والمدافن الأثرية في المنطقة، للهدم العشوائي لتراث وتاريخ مصر الذي يعود إلى ما قبل 1300 عام حسب الخبراء، في حالة لتغيير قسري لهوية منطقة مصر القديمة أو مصر العتيقة، وعاصمتها التاريخية القاهرة، مذكرين بالوعود المتهالكة لقائد الانقلاب بمراعاة الطابع التاريخي للمنطقة، والتي لم يلتزم بها أو أجهزته، ورأت شرين عرفة عبر سلسلة تغريدات أن السيسي ينتقم من التاريخ والهوية الإسلامية للقاهرة.
https://twitter.com/shirinarafah/status/1694292957107519700
ولفتت أمنية عبد البر إلى صورة أخرى لقبر أحد الرموز المصرية وهو مدفن علي باشا فهمي تحت التهديد، وهو من ضمن عدة مدافن تعد من روائع فن العمارة الإسلامية في قرافة الإمام الشافعي، لكن بلدوزر الحكومة لا يفرق، بدأ الهدم ثانية على الرغم أنه غالبا تم تعديل مسار الطريق، وتساءلت ماذا يحدث؟.
