رغم عدم إعلانه الترشح.. الحملة الانتخابية للسفاح السيسي تجري على قدم وساق

- ‎فيأخبار

لم يعلن عبد الفتاح السيسي، الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري منذ تسع سنوات بعد ما إذا كان سيسعى لولاية ثالثة في منصبه، لكن يبدو أن حملة إعادة انتخاب الجنرال السابق في الجيش، البالغ من العمر 68 عاما تجري على قدم وساق، بحسب ما أفاد موقع "ناشيونال".

وفي سلسلة من المظاهر التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة في الأيام الأخيرة، سعى إلى طمأنة المصريين بشأن قيادته، ودافع عن تعامله مع الاقتصاد، وأشار إلى الوحدة الوطنية والإيمان القوي كطريق لمستقبل أفضل.

ومن المرجح أن يعلن السيسي ترشحه في أوائل أكتوبر، حسبما قال مسؤولون مطلعون على استراتيجية الحملة.

وقد يأتي هذا الإعلان في الذكرى ال50 لحرب عام 1973، عندما اقتحمت القوات المصرية الخطوط الإسرائيلية المحصنة على الضفة الشرقية لقناة السويس، وهو الهجوم الذي وجد مكانه في كتب تاريخ مصر باعتباره انتصارا لهزيمة الأمة في عام 1967.

وتعد حالة الاقتصاد ولامبالاة الناخبين من بين التحديات الرئيسية التي تواجه السيسي في سعيه لإقناع الناخبين بمنحه ست سنوات أخرى في قيادة أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان.

فوز السيسي يكاد يكون مؤكدا، حيث لا يتمتع أي من منافسيه المحتملين بدعم شعبي كبير أو لديه الموارد اللازمة لإدارة حملة فعالة، في المقابل، استفاد شاغل المنصب تقليديا من موارد الدولة الكبيرة ووسائل الإعلام الصديقة.

وفي عام 2019 ، تم إجراء تعديل على الدستور مدد فترات الرئاسة من عامين إلى ست سنوات وتجاهل فترة الأربع سنوات التي خدمها بين عامي 2014 و 2018، وظل البند الذي يحدد فترتين كحد أقصى دون تغيير.

ويريد السيسي إقبالا محترما من شأنه أن يمنحه تفويضا واضحا لمحاولة إصلاح الاقتصاد والوفاء بوعود الرخاء التي قطعها في وقت مبكر من فترة وجوده في السلطة، وفقا للمسؤولين.

وقال عمار علي حسن ، مؤلف وعالم اجتماع ومعلق ، لصحيفة ذا ناشيونال: "أكثر ما يقلق النظام هو الإقبال، هناك حالة واسعة من اللامبالاة بين المصريين، وكذلك السخط وفقدان الثقة في الحكومة بشأن الاقتصاد ".

وأضاف أنه "سيتم التشكيك في شرعية النظام إذا كانت مراكز الاقتراع فارغة"

ولهذا السبب من المتوقع أن يطلق السيسي ومساعدو حملته حملة خاطفة قبل التصويت، المتوقع في أوائل عام 2024.

وقال المسؤولون: إن "الحملة ستشمل ظهورا علنيا شبه يومي ودعوات إلى برامج حوارية ليلية شهيرة ومقاطع فيديو ترويجية تعرض على شاشات عملاقة في الشوارع الرئيسية في القاهرة وفي النوادي الرياضية ومكاتب الأحزاب الموالية للانقلاب في ريف مصر".

وستركز مقاطع الفيديو على إنجازات السيسي، ومعظمها بناء مدن جديدة – بما في ذلك عاصمة جديدة في الصحراء شرق القاهرة – وطرق جديدة ومحطات طاقة عالية التقنية ومحطات لتحلية المياه، فضلا عن استصلاح الأراضي الصحراوية لإنتاج الغذاء.

وقال المسؤولون: إن "كتيبات عن إنجازات السيسي ستطبع وتوزع على نطاق واسع من قبل المتطوعين، ستقوم النساء من الأحزاب الموالية لحكومة السيسي بفرز الأصوات من باب إلى باب في جميع أنحاء البلاد، مستفيدات من الوصول الذي يتمتعن به في دولة ذات أغلبية مسلمة ومحافظة".

وبالفعل، تصور اللوحات الإعلانية العملاقة في جميع أنحاء القاهرة، العاصمة المصرية المطلة على النيل والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 20 مليون نسمة، رئيسا متأملا ينظر إلى أفق وهمي، وخلفه صورة لقطار القاهرة الأحادي قيد الإنشاء الذي تبلغ تكلفته 4.5 مليار دولار، مع عبارة "معا ، سنبني مصر الحديثة" .

وقام السيسي بزيارة نادرة الأسبوع الماضي إلى منطقة معزولة في شمال غرب البحر المتوسط، حيث خدم ضابطا صغيرا في الجيش، وخلال الزيارة، التقى بكبار الشخصيات المحلية وطمأنهم على حصة عادلة من أموال التنمية.

وتوجه فجر السبت بالدراجة إلى الأكاديمية الحربية في ضاحية مصر الجديدة بشرق القاهرة، حيث التقى بموظفين حكوميين جدد في التدريب قبل توليهم مناصبهم.

وقال السيسي: "نحن مصممون، بعون الله، على إيجاد حلول دائمة للأزمة الاقتصادية من خلال خطة طموحة للغاية".

وقال: إن "الاقتصاد المصري سيستمر في المعاناة طالما ظلت فاتورة الواردات في البلاد ثقيلة، فقط العمل الشاق والصادرات يمكن أن يحقق انفراجة".

وقال العديد من المرشحين المحتملين بالفعل: إنهم "سيخوضون الانتخابات ضد السيسي، وألمح آخرون إلى أنهم سيفعلون ذلك، لكنهم ينتظرون أن تعلن حكومة السيسي ضمانات بإجراء انتخابات نزيهة".

ومن بين الذين أعلنوا أربعة سياسيين، ثلاثة منهم من أنصار السيسي، وهو أمر يثير احتمال تكرار جزئي لتصويت 2018.

لم يكن لدى المنافس الوحيد للسيسي – موسى مصطفى موسى – أي مخاوف من إعلان دعمه غير المشروط وإعجابه بالسيسي خلال حملته الانتخابية في عام 2018 وشكره السيسي آنذاك على أدائه الراقي بعد فوزه الواضح بنسبة 97.08 في المائة من الأصوات.

منذ أبريل من العام الماضي، سمح السيسي بقدر من الحرية لم يشهده منذ ظهوره على الساحة في عام 2013 بعد أن انقلب الجيش، الذي كان يقوده في ذلك الوقت، على الدكتور محمد مرسي، الرئيس المنتخب في العام السابق، كما أمر بالإفراج عن أكثر من 1000 من منتقدي الحكومة، بمن فيهم نشطاء بارزون، ووافق على "حوار وطني" لرسم مستقبل البلاد.

وسمح لبعض المنتقدين في المنفى بالعودة إلى ديارهم دون خوف من الاعتقال، وأعادت سلطات الانقلاب الوصول إلى بعض المواقع الإخبارية المستقلة على الإنترنت التي كانت محجوبة.

لكن المعارضة رحبت بالإفراج لكنها اشتكت من استمرار الاعتقالات، وقالت: إن "الإفراج عن المنتقدين المسجونين والسماح بقدر من الحرية لا يرقى إلى إصلاح سياسي حقيقي".

وقد أثر انقطاع التيار الكهربائي اليومي – الذي أصبح ضروريا بسبب نقص الوقود لمحطات الطاقة – بشكل كبير على حديث السيسي عن قفزة نوعية في الخدمات ونوعية الحياة تحت قيادته.

وتزامن انقطاع التيار الكهربائي، الذي استمر لمدة تصل إلى ساعتين في اليوم، مع واحد من أكثر فصول الصيف حرارة على الإطلاق، حيث تحوم درجات الحرارة يوميا حول 40 درجة مئوية في يوليو، لكن السيسي لا يزال واثقا وغير منزعج.

وقال لكبار الشخصيات في منطقة مطروح الساحلية، شمال غرب القاهرة: "دعني أخبرك بشيء، على مدى السنوات الثماني الماضية عملنا في كل ركن من أركان مصر، لا يوجد مكان واحد في مصر لم تمسه يد التنمية".

واختتم: «نحن في منتصف أزمة، من المسلم بها، لكنها واحدة من العديد من التحديات التي واجهناها".

 

https://www.thenationalnews.com/mena/2023/08/21/egypts-el-sisi-yet-to-announce-third-term-bid-but-campaign-blitz-is-in-full-swing/