مذبحة سيارة الترحيلات.. كيف نسفت حجج الانقلابيين حول رابعة؟

- ‎فيلن ننسى

لم تكن مذبحة سيارة الترحيلات التي جرت يوم الأحد 18 أغسطس 2016م مجرد مذبحة عادية بل تحمل من الدلالات والخلاصات ما ينسف كل حجج الانقلابيين بشأن تبرير مذبحة رابعة الكبرى (14 أغسطس) التي تم قتل أكثر من ألف مصري قنصا وحرقا برصاص قناصة مليشيات الجيش والشرطة خلال يوم واحد فقط، وكذلك جاءت بعد يومين فقط من مذبحة رمسيس (الجمعة 16 أغسطس) والتي قتل فيها أأكثر من "200" وأصيب الآلاف برصاص مليشيات الجيش والشرطة.

قتل خلال مذبحة سيارة  الترحيلات "37" مصريا، كانوا محشورين في صندوق السيارة الخلفي في درجة حرارة تقترب من "40" درجة خارج السيارة بين داخل صندوق السيارة فإن الحديد يمتص الحرارة بشدة ويحول صندوقها إلى فرن حقيقي. في ظل هذه الأجواء القاسية ترك المعتقلون "6" ساعات كاملة بلا  طعام ولا شراب ولا حتى منحهم فرصة قضاء حاجتهم (الحمام)، في هذه الأثناء كان السادة الضباط في فناء سجن أبو زعيل حيث كانت تقف  سيارة الترحيلات كانوا يضحكون ويمرحون. وحين بدأ المعتقلون الصراخ من الألم راح أحد الضباط يسبهم ويشتمهم، وفي مشهد مروع راح يلقي بالماء على الأرض رغم عشطهم الشديد لإذلالهم في رسالة واضحة بأن حياتهم لا تساوي شيئا!

برر الانقلابيون ارتكابهم لمذبحة رابعة بأن الاعتصام كان مسلحا وكان يعطل مصالح الناس في المنطقة؛ إذا كانت هذه الحجج منطقية من وجهة نظركم  فلماذا قتلتم المعتقلين في سيارة الترحيلات؟!  فهؤلاء تم اعتقالهم واختطافهم، ليسوا مسلحين، ولم يكونوا يعطلون مصالح الناس كما زعمتم  في تبرير مذبحة رابعة؛ فلماذا قتلتموهم بدم بارد؟! ولماذا أجريتم محاكمات شكلية للضباط المتورطين في الجريمة؟! ولماذا أفلت كل  البلطجية من الضباط الذين ارتكبوا كل هذه المذابح الوحشية من العقاب؟! ومن أنتم أصلا حتى تفعلوا ذلك؟ وبأي شرعية وقد تمردتم على الشرعية المنتخبة؟ لستم سوى ميلشيات مسلحة ولم تعودوا ـ حين تمردتم على الرئيس المنتخب بإرادة الشعب الحرة ــ  جيشا ولا شرطة بل بلطجية قطاع طرق، وحكمكم حكم البغاة في الأرض؟

جملة الإجابة على هذه الأسئلة تنسف كل مبررات الانقلابيين وتفضح ما تنطوي عليه نفوسهم الخبيثة من فساد وطغيان واستخفاف بدماء الناس طمعا في السلطة والنفوذ والثروة؛ لذلك كانت هذه المذابح رغم بشاعتها تثبيتا من عند الله للمؤمنين (أنصار الرئيس المنتخب) الذين يريدون حكم الشريعة وتعاليم السماء، كنا نعلم أننا على حق و أننا نحن الإسلاميين أنصار الرئيس محمد مرسي ندافع عن رئيس شرعي منتخب بإرادة الشعب الحرة، وكنا ندافع عن إرادتنا الحرة، واستقلال بلادنا استقلالا حقيقيا وليس شكليا، كنا مصرين ولا زلنا على تحرير بلادنا من عصابة الجنرالات الكبار التي تختطفه لحساب مصالحها الخاصة ونزواتها الحرام ولحساب مصالح رعاتهم في واشنطن وتل أبيب وغيرها من العواصم المتآمرة في أوروبا والخليج.

لكل هذه الأسباب كان الرئيس الشهيد محمد مرسي وأنصاره من الشعب يمثلون الحق المجرد في بساطته ونقائه، وكان شانئوه يمثلون الباطل المجرد في عنفه وغطرسته واستكباره في الأرض، لكنهم يملكون كل شيء (القوة ـ المال ـ الإعلام ـ الدعم الدولي والإقليمي). قد نختلف حول أداء الرئيس وهذا حق يحدث في كل بلاد العالم، لكن لا يوجد اثنان مؤمنان بالقيم الديمقراطية والدستورية يوافقان على الإطاحة برئيس منتخب بإرادة الشعب الحرة بانقلاب عسكري.  أن تختلف مع الرئيس وأداء الرئيس وسياسات الرئيس واختيارات الرئيس فهذا اختيار وحق وفق الأسس الدستورية والديمقراطية، أما أن تقبل الإطاحة بالرئيس بأداة غير دستورية وغير ديمقراطية فهذا ليس خيارا بل جريمة، وللأسف سقط فيها كثيرون بعضهم كنا نظنهم أصحاب رأي ومبادئ.

لا بأس؛ فكثير من الناس قد ينخدعون بالمظاهر، والناس تكون مواقفها بناء على المعطيات التي تدخل أدمغتهم؛ وقد كان الإعلام عدائيا وتحريضيا إلى أقصى مدى يمكن تخيله، فاندفع البعض يؤيدون الانقلاب على الرئيس المنتخب ظنا منهم أن الأمور سوف تتحسن.

قد لا يدركون ذلك،  لا بأس هذه يحدث في دنيا الناس، لكن هذه المذابح الوحشية (الحرس الجمهوري 8 يوليو ـ المنصة ـ 29 يوليو ـ رابعة والنهضة ومطصفى محمود 14 أغسطس ـ  رمسيس 16 أغسطس ـ سيارة الترحيلات ـ 18 أغسطس وغيرها)، كانت اختبارا إنسانيا جديدا لهؤلاء؛ نعم قد تنخدع بالانقلاب العسكري وتقبل الإطاحة برئيس منتخب لحساب جنرال طامع في السلطة؛ ولكن هل تقبل بأن يطغى هذه الجنرال إلى حد سفك دماء الأبرياء وهم راكعون ساجدون كما في مذبحة الحرس أو وهم معتقلون في يد البلطجية كما حدث في مذبحة سيارة الترحيلات؟!

كان القبول بهذه الجرائم ومحاولة تبريرها يعني أن أنصار الانقلاب قد فقدوا كل مقومات الإنسانية وتحولوا إلى كائنات مفترسة مصاصة دماء؛ لم يعودوا بشرا ولم يعودوا أصحاب ضمير؛  لا سيما وأن معظم هذه الجرائم جرى توثيقها بالصوت والصورة على عشرات الشاشات والمحطات؛ فهل يمكن تبرير الانحياز إلى البغاة الطغاة إلى هذا الحد من الجنون والغطرسة؟!

برهنت هذه الجرائم على أن عصابة الجنرالات لم تتورع عن سفك دماء الآلاف لم يفعلوا شيئا سوى حقهم في الدفاع عن إرادتهم الحرة ورئيسهم المنتخب الذي كان مخطوفا من جانب عصابة الانقلاب. مثلت هذه الجرائم منعطفا مهما في الأحداث واعتبرت برهانا جديدا  ليميز الناس بين الحق والباطل؛ وبالفعل استعاد كثيرون وعيهم وإنسانيتهم معلنين مراجعة مواقفهم والتوبة عن انحيازهم للطغاة والظالمين لأن الله توعد من ينحاز للظالمين ويؤيدهم حتى لو لم يشا كان الرئيس الشهيد محمد مرسي وأنصاره من الشعب يمثلون الحق المجرد في بساطته ونقائه، وكان شانئوه يمثلون الباطل المجرد في عنفه وغطرسته واستكباره في الأرض، لكنهم يملكون كل شيء (القوة ـ المال ـ الإعلام ـ الدعم الدولي والإقليمي). قد نختلف حول أداء الرئيس وهذا حق يحدث في كل بلاد العالم، لكن لا يوجد اثنان مؤمنان بالقيم الديمقراطية والدستورية يوافقان على الإطاحة برئيس منتخب بإرادة الشعب الحرة بانقلاب عسكري.  أن تختلف مع الرئيس وأداء الرئيس وسياسات الرئيس واختيارات الرئيس فهذا اختيار وحق وفق الأسس الدستورية والديمقراطية، أما أن تقبل الإطاحة بالرئيس بأداة غير دستورية وغير ديمقراطية فهذا ليس خيارا بل جريمة، وللأسف سقط فيها كثيرون بعضهم كنا نظنهم أصحاب رأي ومبادئ.

لا بأس؛ فكثير من الناس قد ينخدعون بالمظاهر، والناس تكون مواقفها بناء على المعطيات التي تدخل أدمغتهم؛ وقد كان الإعلام عدائيا وتحريضيا إلى أقصى مدى يمكن تخيله، فاندفع البعض يؤيدون الانقلاب على الرئيس المنتخب ظنا منهم أن الأمور سوف تتحسن. في النهاية أنصار الانقلاب كانوا يرون أن لهم الحق في اتخاذ الموقف السياسي الذي يروق لهم؛ لكن الإطاحة برئيس منتخب بأداة غير دستورية وغير ديمقراطية ليس رأيا بل جريمة.

قد لا يدركون ذلك،  لا بأس هذه يحدث في دنيا الناس، لكن مذبحة الحرس الجمهوري التي وقعت أحداثها الوحشية في 8 يوليو 2013م كانت اختبارا إنسانيا جديدا لهؤلاء؛ نعم قد تنخدع بالانقلاب العسكري وتقبل الإطاحة برئيس منتخب لحساب جنرال طامع في السلطة؛ ولكن هل تقبل بأن يطغى هذه الجنرال إلى حد سفك دماء الأبرياء وهم راكعون ساجدون؟!

كان القبول بهذه الجريمة ومحاولة تبريرها يعني أن أنصار الانقلاب قد فقدوا كل مقومات الإنسانية وتحولوا إلى كائنات مفترسة مصاصة دماء؛ لم يعودوا بشرا ولم يعودوا أصحاب ضمير؛  لا سيما وأن الجريمة جرى توثيقها بالصوت والصورة على عشرات الشاشات والمحطات؛ فهل يمكن تبرير الانحياز إلى البغاة الطغاة إلى هذا الحد من الجنون والغطرسة؟!

برهنت هذه الجرائم  على أن عصابة الجنرالات لم تتورع عن سفك دماء الآلاف الذين لم يفعلوا شيئا سوى حقهم في الدفاع عن إرادتهم الحرة ورئيسهم المنتخب الذي كان مخطوفا من جانب عصابة الانقلاب،  فعلوا ذلك كواجب عليهم لأن الله تعالى أمرهم بطاعة ولي أمرهم الذين اختاروه وفق أدوات الشورى  وإرادة الشعب الحرة ولو كان مرسي مغتصبا للحكم كحال معظم حكام العرب لما كان لقولنا هذا معنى ولكنه الوحيد الذي كان منتخبا بإرادة الشعب الحرة النزيهة التي اعترف بها الجميع.

 مثلت هذه الجرائم والمذابح الوحشية منعطفا مهما في الأحداث واعتبرت برهانا جديدا  ليميز الناس بين الحق والباطل؛ وبالفعل استعاد كثيرون وعيهم وإنسانيتهم معلنين مراجعة مواقفهم، معلنين توبتهم إلى الله والندم على انحيازهم إلى الطغاة الظالمين خوفا من عقاب الله  حيث توعد في سورة هود من يتعاطفون ويؤيدون الظالم بالعذاب في النار{ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ (113)}.