قال موقع الجزيرة نت: إن "مصر شهدت قبل عشر سنوات أحد أحلك الأيام وأكثرها دموية في تاريخها الحديث، عندما قتل المئات بشكل عشوائي خلال الاحتجاجات".
وأضاف الموقع أن منظمات حقوق الإنسان والنشطاء شجبت غياب المساءلة منذ ذلك الحين، حيث لا تزال بعض السلطات التي أمرت بمذبحة رابعة في السلطة.
فما هي مجزرة رابعة، وما هو السياق قبل عقد من الزمن، وماذا حدث منذ ذلك الحين؟
ما هي مجزرة رابعة؟
قبل عشر سنوات، خرج عشرات الآلاف من المصريين إلى الشوارع وساحات المدينة للمطالبة بإعادة أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد، محمد مرسي.
وكان الرئيس، وهو إسلامي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، قد وصل إلى السلطة قبل أقل من عام، لكنه اعتقل بعد انقلاب قاده القائد العسكري عبد الفتاح السيسي.
وفي 14 أغسطس 2013، مع دخول الاحتجاجات أسبوعها السادس على التوالي، نظم الآلاف اعتصاما في ميدان رابعة العدوية، أحد أكثر شوارع القاهرة ازدحاما، كما فعلوا لأكثر من شهر.
لكن تبين أن ذلك الصباح كان مختلفا، حيث بدا أن تحولا في السياسة يحدث بعد أسابيع من الضغط من مؤيدي الجيش ومعارضي مرسي من أجل رد قوي.
واستخدمت قوات أمن الانقلاب العربات المدرعة والجرافات، بالإضافة إلى القوات البرية والقناصة على أسطح المنازل الذين يحملون الذخيرة الحية، لمهاجمة الميدان من جميع الجهات وإغلاق المخارج الآمنة، وفقا لشهود عيان ومنظمات حقوق الإنسان، واستخدم نهج عنيف مماثل لفض اعتصام آخر في ميدان النهضة، وتحولت كلتا الحالتين إلى ساحة دموية.
كم عدد الأشخاص الذين ماتوا؟
وفقا للموقع فقد أجرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تحقيقا وثق مقتل 817 شخصا خلال فض رابعة وحده وقالت: إن "المزيد من الجثث المجهولة الهوية والأفراد المفقودين يعني أن عدد القتلى كان على الأرجح أعلى من 1000".
كما وثقت المنظمة مقتل ما لا يقل عن 87 شخصا في ميدان النهضة، الذي حددته على أنه واحد فقط من عدة حوادث مروعة أخرى بارزة منذ بداية يوليو 2013، أسفرت كل منها عن مقتل عشرات المحتجين على أيدي قوات أمن الانقلاب.
لماذا استخدم الجيش القوة المميتة؟
ومن الموثق أن قوات أمن الانقلاب استخدمت القوة المميتة بشكل عشوائي ضد المتظاهرين السلميين إلى حد كبير بعد سابق إنذار أو دون سابق إنذار، كما يشتبه في أنها أضرمت النار في مستشفى ومسجد بالقرب من الميدان في نهاية اليوم.
وجدت منظمات حقوق الإنسان أدلة على استخدام عدد محدود جدا من البنادق وقنابل المولوتوف والحجارة من قبل الأشخاص الذين كانوا حاضرين في الاعتصام.
لكن الأرقام لا تتوافق مع حجم القوة التي تستخدمها قوات الأمن ولا تدعم مزاعم المسؤولين الحكوميين بأن استخدام القوة جاء ردا على عنف المتظاهرين.
ما هو "عقد العار" في مصر؟
بعد المذبحة، شكلت حكومة الانقلاب لجنة رسمية لتقصي الحقائق للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المحتملة، كما أصدر مجلس شبه رسمي آخر تقريرا بعد عام.
وتشير النتائج إلى أن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة في رابعة وأن المئات قتلوا على الرغم من أن الأرقام كانت أقل من تلك التي وجدتها منظمات حقوق الإنسان.
ومع ذلك، لم تتم محاسبة أي مسؤول أو كيان واحد، وتمت مكافأة القوات التي قمعت المتظاهرين، وأقيم نصب تذكاري في وسط ميدان رابعة لتكريم الشرطة والجيش.
انتقد عدد من جماعات حقوق الإنسان والسياسيين الحكومات الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، لفشلها في معالجة سجل السيسي في مجال حقوق الإنسان أثناء تعاملها مع الرئيس.
وفي بيان، وصف فيليب لوثر، مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، السنوات العشر الماضية في مصر بأنها "عقد من العار".
وقال: "كانت مذبحة رابعة نقطة تحول اتبعت بعدها السلطات المصرية بلا هوادة سياسة عدم التسامح مطلقا مع المعارضة".
إن غياب رد قوي ومنسق من المجتمع الدولي على مذبحة رابعة قد سمح للجيش المصري وقوات الأمن بالإفلات من العقاب على القتل الجماعي بالمعنى الحرفي للكلمة".
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، تدهور وضع حقوق الإنسان في مصر بشكل كبير في العقد الماضي، بما في ذلك من خلال استمرار حملات القمع ضد الاحتجاجات في الشوارع، والاعتقالات التعسفية، والمحاكمات الجائرة، والاختفاء القسري.
كما أدانت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها مئات الإعدامات وأحكام الإعدام والتعذيب لقمع المعارضة والهجمات على الصحافة المستقلة وحرية التعبير وتقلص الحيز المدني والتمييز.
https://www.aljazeera.com/news/2023/8/14/turning-point-what-happened-during-egypts-rabaa-massacre-10-years-ago