الصحافة الإنجليزية تستعرض دموية مجزرة رابعة ومصير المفقودين

- ‎فيأخبار

رغم مرور 10 سنوات على المجزرة الأبشع التي ارتكبها العسكر ضد العزل في اعتصامي رابعة والنهضة؛ إلا أن دماء ضحايا المجزرتين لم تجف حتى الآن، كما أن تناول الصافة العالمية لم يقل بالمجزرتين.

وتناول موقع "سكاي نيوز" الإنجليزي عن مذبحة رابعة أكثر الأيام دموية في تاريخ مصر الحديث، في حين تناول موقع "ميدل إيست آي" الإنجليزي، بعد مضي عشر سنوات على مذبحة رابعة، حيث لا تزال العائلات في حيرة من أمرها بشأن مصير الأطفال المفقودين.

شهادات مهمة

ووثق الإعلامي أسامة جاويش لموقع "ميدل إيست آي" شهادة نشرها بعد 10 سنوات من المذبحة، وقال: إن "القوات المصرية قتلت المئات في اعتصام رابعة بالقاهرة، لكن عشرات الأشخاص، بمن فيهم الأطفال آنذاك ، ما زالوا في عداد المفقودين".

وحكى عن بدرية السيد من القاهرة وولدها عمر حماد 20 عاما الذي رأته قبل 10 سنوات بالضبط للمرة الأخيرة، قبل توجهه إلى ميدان رابعة العدوية بالقاهرة غير مدرك للعنف الذي كان على وشك أن يشهده.

وأضاف أنه في ذلك اليوم 14 أغسطس اكتظت قافلة من المدرعات العسكرية بالميدان ، أحد أكثر شوارع القاهرة ازدحاما ، وأغلقت جميع المخارج الرئيسية للاعتصام.   

وباستخدام العربات المدرعة والقناصة والذخيرة الحية ، قتلت القوات المصرية ما لا يقل عن 817 شخصا في رابعة و 87 آخرين في ميدان النهضة ، بحسب هيومن رايتس ووتش. 

وأصيب العديد من المتظاهرين برصاصة في الرأس أو الصدر ، بما في ذلك العديد ممن كانوا  في أوائل سن المراهقة.  

واندلع حريق هائل في الاعتصام وأحرقت الخيام ومسجد رابعة العدوية القريب.   

وأشار إلى أن الوالدة فشلت في سماع أي أخبار من خلال الجيش ، وبذلت جهدا طويلا وشاقا للعثور عليه ، وزيارة المستشفيات والمشارح ومراكز الشرطة في جميع أنحاء البلاد.

حتى تحليل الحمض النووي تم استكشافه على أمل التأكد من مكان وجود عمر ، كما قالت والذي يبدو أنه أعطى وعدا بعد تسعة أشهر عندما جاءت النتائج سلبية،  وأضافت كان هذا أملا حقيقيا، عمر لم يمت بعد. 

وتابع: بعد أن أعلن عبد الفتاح السيسي فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2014 ، والتي تم إدانتها على نطاق واسع باعتبارها صورية ، ذهبت السيدة إلى سجن العزولي بعد أن علمت أن ابنها محتجز في السجن العسكري شمال شرق القاهرة.
 
ولفت إلى أن العزولي منشأة سيئة السمعة ، التي يشار إليها على نطاق واسع باسم "جوانتانامو المصري" ، احتياطيا للمختفين قسريا ، حيث يتعرض الكثيرون للتعذيب حتى يتم إكراههم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبوها. 

وأشارت الوالدة إلى أنها "سمعت أثناء وجودها هناك من نزيل يدعى عبد العزيز أن ابنها محتجز، لكن بعد التواصل مع مسؤولي السجن للمساعدة ، قالت إنها قوبلت بالنفي والسخرية".

واعتقدت لاحقا أن سعيها الدؤوب قد أسفر عن تقدم كبير عندما تلقت مكالمتين هاتفيتين من رقم غير معروف.   

 قال السيد: "لقد صدمت، الرجل على الجانب الآخر عرّف عن نفسه بأنه الرائد أدهم من مقر الأمن الوطني الذي وعد بحل الأمر".

لكن بعد الحصول على معلومات عن عمر وانتماءاته السياسية لم تسمع منه مرة أخرى. 

في وقت لاحق ، قال ضابط آخر للأم: إن "عمر ذهب إلى سوريا، مرددا ادعاء كاذبا قاله السيسي لبي بي سي في عام 2015 عن متظاهرين آخرين،  مع ذلك ، لا تزال الأم  متفائله ، لديّ شعور بأن ابني على قيد الحياة". 

 

حالات الإخفاء

حالات الاختفاء هي الأصل، الآن يقول حليم حنيش، المحامي والباحث الحقوقي: إنه "لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المختفين قسريا ، سواء في يوم مجزرة رابعة أو بعده".

ووثق مرصد حقوق الإنسان ومقره لندن أكثر من 400 حالة لأشخاص اختفوا من الساحتين ، لكنه يعترف بأن العدد ربما يكون أعلى من ذلك بكثير.  

وقال حنيش : "الوضع في مصر مثل الوضع في الأرجنتين بعد انقلاب عام 1976 بقيادة الجنرال خورخي فيديلا، الاختفاء القسري أصبح الآن إجراء معتادا،  أكثر من 90-95 % من المعتقلين تعرضوا لجريمة الاختفاء القسري".

وعن قصة أخرى معروفة للمحامي والمدافع عن حقوق الإنسان إبراهيم متولي ، الذي اختفى نجله عمرو متولي قسريا بعد مذبحة رابعة ، اختفى قسريا في مطار القاهرة عام 2017 قبل أن يستقل طائرة متوجهة إلى جنيف. 

ونقل الموقع عن سناء أحمد زوجة إبراهيم متولي، لم يتوقف عن البحث عن ابنهما، وقالت : "أريد ابني حتى لو مات، لدي الحق في زيارة قبره، أنا فقط أريد عودة ابني".

ونقل الموقع آخر محادثة بينها وبين ابنها ، في الواحدة صباحا يوم 14 أغسطس 2013 ، جلست سناء مع ابنها في إحدى الخيام في رابعة حيث تناولوا وجبتهم الأخيرة معا. 

وبعد ساعات ، أطلق الجيش المصري النار ، ومنذ ذلك الحين ، أصبح مصير عمرو غامضا.   

 تقول مؤسسة الشهاب لحقوق الإنسان: إن "عدد حالات الاختفاء القسري تجاوز 15000 منذ يوليو 2013 ، وهو رقم تنفيه الحكومة المصرية بشكل قاطع".  

 قال حنيش: إن "العقبة الرئيسية أمام العائلات تتمثل في أن مصر لم تصدق على اتفاقية الأمم المتحدة لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، وأن قوانينها المحلية لا تعرف أو تجرم الاختفاء القسري بشكل صحيح".  

تنص المادة 54 من الدستور المصري على أنه لا يجوز القبض على الأفراد أو حبسهم دون أمر قضائي.   

 ويضيف المقال أن المعتقلين يجب تمكينهم على الفور من الاتصال بأقاربهم ومحاميهم ؛ ويجب أن يمثلوا أمام سلطة التحقيق في غضون 24 ساعة من وقت تقييد حريته،  لكن الحوادث ما زالت مستمرة. 

 

الأكثر دموية

ووصف موقع شبكة سكاي نيوز البريطانية، مجزرة رابعة بأنها أكثر الأيام دموية في تاريخ مصر الحديث، مشيرة إلى مقتل مراسلها "مايك دين" برصاص قناص خلال تغطيته الاحتجاجات.

وأضافت الشبكة، أن مصر قبل عشر سنوات، كانت في حالة اضطراب، حيث تدفق عشرات الآلاف من المصريين إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير، وانتهت بمذبحة سيئة السمعة.

وبدأت الأزمة مع الثورة المصرية عام 2011، وانتهت بانقلاب عسكري، وتنصيب نظام معاد للثورة عام 2014.

ووفقا لمنظمة العفو الدولية، في 14 أغسطس 2013، قتل أكثر من 900 متظاهر كانوا يشاركون في اعتصامين حاشدين في القاهرة، خلال حملة عسكرية نفذت ضد أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي.

وداهمت الشرطة والقوات المسلحة أماكن تجمع المتظاهرين في ميدان النهضة، وميدان رابعة العدوية، وفرقتهما بعنف.
ووصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المذبحة بأنها أكبر عملية قتل للمتظاهرين في يوم واحد في التاريخ الحديث، فيما وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها أحلك الأيام في تاريخ مصر الحديث.

وقال فيليب لوثر مدير الأبحاث والدفاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنظمة العفو الدولية، في بيان بمناسبة الذكرى العاشرة للمجزرة: "كانت مذبحة رابعة نقطة تحول اتبعت بعدها السلطات المصرية بلا هوادة سياسة عدم التسامح المطلق مع المعارضة".

ونوهت الشبكة، إلى أن من بين الذين لقوا حتفهم في ذلك اليوم مصورها مايك دين، البالغ من العمر 61 عاما، وهو متزوج وأب لطفلين.

وعمل مايك دين في سكاي نيوز لمدة 15 عاما، وأطلق قناص النار عليه في صدره، خلال قيامه بالتقاط صور لمجموعة من النساء وهن يقرأن القرآن في ساحة الميدان.

قائمة الشهداء من السيدات والأطفال

ورصدت منظمات حقوقية ،منها منظمة نجدة لحقوق الإنسان، أسماء الشهداء من النساء والأطفال ، ودماؤهم شاهدة على كذب إدعاء السيسي وداخليته بأن الاعتصام مسلح.

أسماء السيدات اللاتي قُتِلنَ في رابعة:
1. هند هشام كمال.
2. حبيبة أحمد عبد العزيز.
3. أسماء هشام صقر.
4. مريم محمد علي عبد العال.
5. أسماء البلتاجي.
6. هبة محمد فكر إبراهيم.
7. إنجي محمد تاج الدين.
8. وردة مصطفى محمد بيومي.
9. رزان محمد علي.
10. سعاد حسن رمزي.
11. سهام عبد الله متولي.
12. سوسن سعد حسن علي.
13. نادية سالم علي الرازق.
14. نهى أحمد عبد المعطي.
15. هدى أحمد سعيد.
16. هدى فرج سعيد.
17. هيام عبده إبراهيم.
18. ميرفت سيد علي.
19. سوزان محمد علي.
20. إيمان محمود الحسيني.
21. سناء حمدي عبد العزيز.

أسماء الأطفال الذبن قُتِلوا في رابعة     

1 –   أحمد محمود السباعي  ( 17 عاما).
2 – عبد الرحمن سامي إبراهيم ( 16 عاما ) . 
3 – عبد الرحمن صلاح عبد الموجود ( 18 عاما ) . 
4 -عبد الرحمن طه عبد الرحمن (17 عاما).
5 – محمد سامي سليمان (16عاما).
6 – أحمد جمال مصطفى  ( 16 عاما).
7 – أحمد رضا إبراهيم  ( 17 عاما).
8 – أحمد عزت عبد المعز (18عاما) .
9 –  محمد ياسين الإمام ( 17 عاما ) .
10 –  سعيد عبد الكريم محمد يونس (15 عاما).
11 – محمد عبد الباسط الإمام (18 عاما ) .
12 –  ياسر مجدي أحمد  ( 17 عاما).
13 – سهيل محمد الصادق   ( 18 عاما) .
14 –  أسماء محمد البلتاجي (17 عاما).
15 –  علي أحمد علي (17 عاما).
16 – أحمد يسري البدري  ( 17 عاما).
17 – منصور محمد منصور (16 عاما).
18 – عبد الرحمن حمدي شناوي (18 عاما).
19 –  ياسر سيد  ( 18عاما).
20 – أحمد ضياء الدين فرحات (18عاما). 
21- محمود محمد إبراهيم (17 عاما)- طالب من محافظة دمياط أصيب بطلق ناري أدى لوفاته. 
22 – حسين سعيد حسين عقدة  (  16 عاما).
23 – حسام محمود عدوي (17 عاما).
24 -عاصم مصطفى منسي  (  16 عاما).
25 – محمد خالد سويدان (18 عاما).
26 –  عمر جمال سعد (16عاما).
27 – مؤمن محسن سعادة (15 عاما).