الكيلو بـ 35 جنيها.. أسعار السكر تواصل الارتفاع بسبب احتكار العصابة ونقص المعروض

- ‎فيأخبار

رغم إعلان وزارة التموين بحكومة الانقلاب التعاقد على استيراد كميات جديدة من السكر لتوفير مخزون استراتيجي والحد من ارتفاع الأسعار، إلا أن الأسعار واصلت الارتفاع في الأسواق، وتراوح سعر كيلو السكر للمستهلكين بمختلف أنواعه ما بين 25 و 35 جنيها ، ما آثار استياء المواطنين الذين أصبحوا غير قادرين على شراء احتياجاتهم الأساسية والضرورية .

وبلغ سعر طن السكر الأبيض في الأسواق، نحو 20 ألف جنيه قبل عمليات التعبئة، بينما سجل سعر كيلو السكر للمستهلك من 25 إلى 30 جنيها بارتفاع ملحوظ عن نهاية الأسبوع الماضي.

كما ارتفعت أسعار السكر لبعض الأنواع في المحلات التجارية والهايبرات، حيث بلغ سعر كيلو سكر ريحانة 31 جنيها، بينما بلغ سعر كيلو سكر الضحى ما يقارب الـ 33 جنيها، في إستمرار لظاهرة ارتفاع أسعار السكر بسبب احتكار عصابة العسكر ونقص المعروض من الكميات المطلوبة.

كانت الهيئة العامة للسلع التموينية قد أعلنت عن التعاقد على استيراد 150 ألف طن سكر خام من البرازيل، خلال شهري سبتمبر وأكتوبر المقبلين، ورغم ذلك واصلت أسعار السكر ارتفاعها بسبب نقص الكميات المعروضة بالأسواق المحلية .

 

نقص الكميات المعروضة

من جانبه أكد الدكتور عبد النبي عبد المطلب وكيل وزارة التجارة والصناعة الأسبق أن جزءا أساسيا من أسباب ارتفاع السكر خلال الفترة الحالية يرجع إلى انخفاض الكميات المعروضة في الأسواق، مشيرا إلى عدم وجود إمدادات للسوق نتيجة تراجع الكميات المستوردة من السكر ووجود عجز محلي منه.

وكشف عبد المطلب في تصريحات صحفية أن هناك عجزا في السكر محليا، حيث يبلغ إنتاج مصر منه حوالي 3 ملايين طن، منها 1.845 مليون طن من سكر البنجر، و900 ألف طن من قصب السكر، بينما يبلغ حجم الاستهلاك المحلي منه  3.2 ملايين طن سنويا، ولذلك هناك احتياج إلى إستيراد ما يقرب من200 ألف طن سكر لمواجهة معدلات الاستهلاك.

 

عمليات احتكار

وقال عصام البديوي رئيس شركة السكر والصناعات التكاملية: إن "هناك ثمانية مصانع تنتج السكر في مصر وتقوم بإرساله إلى الموزعين والتجار، لافتا إلى أن أسباب أزمة أسعار السكر غير واضحة، ومن الممكن أن تكون هناك عمليات احتكار وتخزين للسلعة من بعض التجار، في انتظار التعويم الجديد للجنيه رغم نفي البنك المركزي لذلك".

وأوضح البديوي في تصريحات صحفية أن السوق المحلية تحتاج إلى 3،200 ملايين طن من السكر سنويا لكن هناك عجز يتم تعويضه بالاستيراد من الخارج يبلغ 350 إلى 400 ألف طن، لافتا إلى أنه تم استيراد 100 ألف طن بداية العام، ومن المتوقع استيراد كميات إضافية خلال الشهور المقبلة لسد احتياجات السوق.

وأشار إلى أنه في حالة عدم استيراد الكميات بالكامل من المفترض أن تظهر الأزمة في ديسمبر، ولكن تم طرح مناقصات للاستيراد.

 

قوائم الأسعار

وقال هشام الدجوي، رئيس شعبة البقالة والمواد الغذائية باتحاد الغرف التجارية بالجيزة: إن "أسعار المواد الغذائية مثل الأرز والزيوت والسكر والدقيق انخفضت عالميا منذ شهر مايو الماضي، لكن الشركات في مصر لم تعدل أسعارها حتى الآن".

وأضاف «الدجوي»: "التجار متضررون من رفع الأسعار؛ لأن رأس مالهم تآكل، حيث كلما انخفضت الأسعار كلما زاد المعروض ومكاسب التجار" .

وأوضح أنه في حالة حدوث ارتفاعات في السلع كانت الشركات تبادر بإرسال قائمة الأسعار الجديدة، متسائلا: أين الشركات من الانخفاضات الحالية؟ .

وأشار «الدجوي» إلى أنه في السابق وقت ارتفاع الأسعار كانت الشركات تقدم قائمة بسعر الجملة ونصف الجملة والتجزئة والمستهلك وهامش ربح التاجر أيضا، ولكن لا يوجد أي تحرك منهم في الانخفاضات ولا تزال الشركات تورد بالأسعار القديمة دون وجود أي رقابة من جانب حكومة الانقلاب .

وانتقد مبررات الشركات بوجود مخزون لديها من السلع قبل انخفاض الأسعار، مؤكدا أن هذا أمر غير صحيح؛ لأنه كان من المفترض أن ينطبق هذا المبدأ أيضا على وقت ارتفاع الأسعار.

ولفت «الدجوي» إلى أن المكرونة أيضا كانت في ارتفاع مستمر؛ نتيجة زيادة أسعار القمح والدقيق ولكن الفترة الحالية تشهد انخفاضات في السوق العالمي، ورغم ذلك لا تزال أسعارها تواصل الارتفاع في السوق المحلي .

وقال: إن "شركات المكرونة كانت تطرح للتجار صنفين فقط هما المقصوصة والمرمرية، ومع مطالبتنا بباقي الأصناف تدخل الجيش وبدأ في طرح جميع الأصناف لكن الأسعار لا تزال مرتفعة" .

وطالب «الدجوي» بالضغط على الشركات لإصدار قائمة بالأسعار الجديدة، لأن الأمر يشمل أسعار سلع ضرورية لا غنى عنها بالنسبة للمواطن المصري،  معربا عن أسفه لأن الشركات حتى تتخلص من المخزون الراكد لديها أجبرت التجار على أخذ أكياس مكرونة مع شراء السمنة .

 

 

اقتصاد مصر بعيد عن العالم

وشن محمود العسقلاني، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء» هجوما شديدا على ارتفاع أسعار السلع في السوق المصري، قائلا: «إحنا عايشين في كوكب المريخ والاقتصاد المصري بعيد عن العالم إذا حدث انخفاض في الأسعار».

وأضاف «العسقلاني» في تصريحات صحفية : "بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية جميع الأسعار ارتفعت دون مبرر واستمرت في الزيادة حتى الآن، لافتا إلى ارتفاع أسعار البصل والثوم والأرز والبطاطس رغم تحقيق الاكتفاء الذاتي منها في مصر".

وأشار إلى أن السوق المصري جلده سميك حين يكون التأثر بالأسعار العالمية بالهبوط، ولكن في حالة الصعود شديد الحساسية.

وتابع «العسقلاني» : لدينا أزمة حقيقة في مصر سببها انعدام الضمير والجشع، وتحقيق الشركات مكاسب على حساب المواطن البسيط، الذي ينفذ مرتبه في أول أسبوع من الشهر.