في وقت لم تعد تخفي فيه قوى اليسار السوداني المنضوية ضمن ائتلاف ثوري عنوانه "قوى الحرية والتغيير" دعمها وتعاطفها مع قوات الدعم السريع والتخويف من القوات المسلحة السودانية، أعلنت كيانات إسلامية عامة منها حركة الإصلاح الآن بقيادة غازي صلاح الدين العتباني، ومنبر السلام العادل والحركة الإسلامية السودانية وحزب دولة القانون والتنمية والمنضوية ضمن ما يسمى ب"التيار الإسلامي العريض" ولاءها المباشر لدعم القوت المسلحة إلى ما لا نهاية بمواجهة تمرد مليشيا الدعم السريع المدعوم دوليا ومن أطراف محددة إقليميا .
ونشر منسق عام التيار د.محمد علي الجزولي بيانا عن "التيار الإسلامي العريض" أشار بعد تهنئة للسودانيين بعيد الفطر المبارك إلى أن تمرد قوات الدعم السريع وراء ما يحياه السودان من أيام عصيبة.
واعتبر أن محاولة الانقلاب الفاشل ارتدت عليهم في نحورهم و استطاعت قوات الشعب المسلحة التصدي للعدوان وإحباط التمرد بكفاءة عالية ومهنية معهودة في الجيش السوداني، مما أبطل كيد المؤامرة التي استهدفت استقرار السودان وأمنه وتم تلقين القوات المتمردة درسا في جاهزية الجيش وعزمه وحسمه، بحسب بيان صدر عصر الجمعة.
المؤسسة القومية
وأكد البيان أن "القوات المسلحة مؤسسة قومية وأحد أهم ممسكات الوحدة الوطنية وإحدى ركائز الاستقرار والأمان للسودان ومحاولات استهداف الجيش تصب في خانة تفكيك السودان".
وأوضح أن الأحداث الأخيرة أكد سعي الدعم السريع لنسف استقرار السودان وزعزعة أمنه بتمردها الأخير وعاونها في ذلك قوى إقليمية ومحلية ضمن مؤامرة وشركاء.
وأستنكر البيان استبدال المحاولات البائسة واليائسة التي سعت لدق إسفين بينه وبين الجيش الوطني بمساعي تشكيل قوات بديلة للقوات المسلحة.
واعتبر أن "أحداث تمرد قوات الدعم السريع لا تنفك عما يسمى بالعملية السياسية ومحاولات فرض سيئ الذكر الاتفاق الاطاري الذي كان يستهدف تأسيس أوضاع سياسية شاذة لا تستند الى سند جماهيري ولا مشروعية سياسية أو دستورية ويتقوى بالخارج مما جعله يحمل بذور فنائه داخله ".
وطالب التيار العريض بحسم وكشف الجهات والقوى المحلية والإقليمية الضالعة في المؤامرة والتعامل معها بما يلزم من إجراءات وتدابير سياسية وعسكرية وقضائية ودبلوماسية.
ودعا لمعاونة الجيش في أداء واجباته المنصوص عليها في القانون والدساتير
،معلنا أن المعركة لم تنته وما زال العملاء والمتآمرون يتربصون".
وجاء بين المطالبات دعوة إلى "الإيقاف الفوري لما يسمى بالعملية السياسية ودفن الاتفاق الاطاري مع مخلفات المعركة وتنظيف الساحة السياسية من آثاره ونواتجه".
واتخذ بيان التيار موقفا من البعثات الدبلوماسية التي لا تلتزم بحدودها وأعرافها ومهامها بالمطالبة بكفها عن التدخل في الشأن السوداني الداخلي، والاستغناء عن بعثة الامم المتحدة الحالية لفشلها في إنجاح العملية السياسية، بل لسعيها بالفرقة والفتنة بين مكونات الشعب السوداني، مما كان سببا في ما حدث".
بيان الإخوان المسلمين
وفي 15 أبريل الجاري، أصدر د. عادل على الله إبراهيم، المراقب العام للإخوان المسلمين بالسودان بيانا حول تطورات الأحداث في السودان أعلن فيه "كامل الدعم والتضامن مع قواتنا المسلحة وهي تخوض معركة الشرف والكرامة وتدافع عن الوطن وسيادته بكل رجولة و بسالة كما ندعو الشعب السوداني وقواه الوطنية لمساندة قواته المسلحة رمز السيادة في معركة لا تعرف الحياد ".
ووصف الحرب القائمة بأنها "الحرب المفروضة على القوات المسلحة، وأنه قد خطط لها بمكر وخبث ودهاء من جهات خارجية وإقليمية وعملاء الداخل لتمزيق وحدة البلاد وتفكيك جيشها وتحويل السودان إلى دولة فاشلة، و لطالما حذرنا من هذه التدخلات الخارجية التي لا تريد خيرا للسودان وشعبه".
واعتبر إبراهيم أن هذه القوى "تسعى لفرض اتفاق يمكن لمجموعة سياسية معزولة و يقصي السواد الأعظم من الشعب السوداني وقواه الوطنية و يستقوي بسلاح الدعم السريع، مما أدى إلى هذه الفتنة الهوجاء ".
وأشار إلى متابعة من الإخوان المسلمون بالسودان لمجريات الأحداث "التي وصلت حد القتال والحرب بين قوات الشعب المسلحة وقوات الدعم السريع التي رفضت الانصياع لتعليمات القيادة العسكرية، مما يعد في العرف العسكري تمردا على الدولة كانت نتيجته هذه الحرب الطاحنة وسط العاصمة والمدن الأخرى، والتي سيدفع ثمنها الوطن من دم أبنائه وأمنه واستقراره ووحدته وسيادته واقتصاده المنهار".