قرابين “المسجد الأقصى” اليهودية .. هل تكون القشة التي تشعل الحرب في كل فلسطين المحتلة؟

- ‎فيعربي ودولي

مع اقتراب عيد الفصح اليهودي من 5-12 أبريل 2023 تتصاعد حدة المخاوف في الأرض المحتلة من إقدام جماعات "الهيكل" المزعوم على تنفيذ عمليات ذبح قرابين يهودية في المسجد الأقصى كنوع من التدشين لبناء الهيكل الذي يخططون ليكون مكان مسجد قبة الصخرة، ما سيشعل حربا بين اليهود والفلسطينيين في رمضان، وعيد "الفصح اليهودي" هو أحد الأعياد الدينية الهامة في اليهودية، ويحتفل به في اليوم 15من شهر أبريل بالتقويم العبري، والذي يصادف الخامس من أبريل 2023 بالتقويم الميلادي، ويستمر لمدة سبعة أيام، وأطلقت الجماعات الاستيطانية المتطرفة دعوات لأنصارها لتنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى خلال عيد "الفصح العبري" تزامنا مع ما أعلنه جيش الاحتلال بفرض إغلاق على الضفة الغربية وقطاع غزة، وإغلاق الحواجز كافة خلال فترة العيد، وقد أعلنت جماعات الهيكل المزعوم رصدها مكافآت مالية للمستوطنين الذين يحاولون ذبح قربان في المسجد الأقصى المبارك، خلال عيد الفصح اليهودي، أشارت المجموعات، في منشورات وزعتها على المستوطنين، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنها ستقدم لمن يتمكن من ذبح القربان داخل المسجد الأقصى 25 ألف شيقل 7000 دولار، و2500 شيقل (700 دولار) في حال تم اعتقال نشطائها داخل المسجد الأقصى وبحوزتهم القربان وعرضت حركة العودة إلى الجبل مكافأة قدرها 20 ألف شيكل لمن ينجح في ذبح ماعز (جدي) أو حمل (خاروف) في المسجد الاقصى كذبيحة "عيد البيسح الفصح اليهودي. وقادة هذه المنظمة هم من أتباع وزير الأمن والمالية، بن غفير وسموتريتش، لذا لا يمكن الاستهانة بمثل هذا السلوك، فهؤلاء يعملون على حسم الصراع في المسجد الأقصى والاستيلاء عليه وليس إدارة الصراع، بما يضمن سيطرتهم تدريجيا، حسبما تطالب قوي إسرائيلية أخرى. https://pbs.twimg.com/media/Fsiv1WfWYAIf3kz?format=jpg&name=900×900 وتعمل منظمات الجبل على استئجار مكان قريب من بوابات المسجد الاقصى لذبحها داخل المسجد الاقصى، والعام الماضي 2022، تم القبض على مستوطن وهو في طريقه إلى المسجد ومعه عنزة مخبأة في حقيبته، وبعث 15 حاخاما رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، 29 مارس 2023 طالبوا فيها بالسماح للمستوطنين بذبح قرابين عيد الفصح لهذا العام في المسجد الأقصى. https://twitter.com/saaed_bsharat/status/164145736969030042 واليوم بات معظم حاخاماتها ونشطائها مقتنعين بأن الوقت قد حان لتقديم القربان في المسجد الأقصى مع وصول حكومة يقودها تيار الصهيونية الدينية الذي يؤمن بما تسمي تسريع الخلاص اليهودي أي إزالة غضب الله عنهم بإحضار أي بقرى حمراء وتنفيذ القرابين وإعادة بناء الهيكل على أنقاض الأقصى أو بجواره عند مسجد قبة الصخرة ما يعني احتمالات وقوع حرب هناك في رمضان، الأزهر يحذر وردا على ذلك حذر "مرصد الأزهر الشريف" لمكافحة التطرف، من الخطوات الإسرائيلية إزاء المسجد الأقصى المبارك والمتعلقة بالسماح للمستوطنين بذبح أالقرابين فيه خلال عيد الفصح العبري، واعتبرها توجها خطيرا وتصعيدا غير مسبوق، واستفزازا لمشاعر المسلمين في ربوع الأرض خلال شهر رمضان الفضيل، وحذر المرصد، في بيان له 31 مارس 2023، من الحملات الصهيونية المتطرفة التي ستشعل نار الكراهية والعنف، والتي تواصل الدعوات لحشد المستوطنين لاستهداف المسجد الأقصى المبارك وتكثيف اقتحاماته وتدنيسه بطقوسهم العنصرية، وتزداد في المناسبات والأعياد اليهودية. https://www.facebook.com/AlazharObserver/posts/pfbid02vr6e8A5H7CSbhNFM9JHqAVEV38w59MYwVohrM6ifsSyjxzgEfGj3mSGBrSFvnEZjl ويخرج اليهود سنويا دفعة من "سدنة الهيكل" المرشحين لخدمته بعد بنائه على أنقاض الأقصى، ويحاول حاخامات الحصول على مقتنيات الهيكل التي غنمها القائد الروماني تيتوس لوضعها في الهيكل بعد تدشينه، ويطالبون بتدشين مؤسسة يهودية تحتكر الإشراف على الأقصى، ويعد ذبح القرابين في المسجد الأقصى ذروة الطقوس التلمودية، وهدفا للمستوطنين يسعون لتحقيقه في كل عام خلال عيد الفصح، ويحاولون بكل الأساليب تنفيذه، ولكن اعتصام الفلسطينيين في المسجد الأقصى يفشل مخططاتهم، ويتعرض المسجد الأقصى المبارك يوميا لاقتحامات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على فترتين صباحية ومسائية؛ في محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لفرض التقسيم الزماني فيه، وحذر كتاب إسرائيليون من أن تندلع حرب جديد في رمضان بين كافة المكونات الفلسطينية في فلسطين المحتلة 1948 و1967 وتدخل حماس الحرب وتندلع "هبة كرامة" جديدة بين أهالي فلسطين المحتلة 48 ضد المستوطنين والاحتلال كما جرى عام 2021 حين جرت اعتداءات على المسجد الأقصى واقتحامات، وتواصل عصابات الهيكل المزعوم تحشيد أنصارها لاستهداف المسجد الأقصى المبارك، بتكثيف الاقتحامات وتدنيسه بطقوسهم العنصرية، وتزداد كثافة هذه الدعوات في المناسبات والأعياد اليهودية، هل تندلع الحرب في رمضان منذ عام 2014 بدأت جماعات الهيكل المتطرفة تعمل على الإحياء العملي لطقوس «القربان» داخل المسجد الأقصى، وتجري تدريبات عملية لتحقيق ذلك، ووفق تعاليم هذه الجماعات، فإن «القربان يجب أن يذبح عشية عيد الفصح في 14 من أبريل العبري الذي يوافق شهر رمضان، وأن ينثر دمه عند قبة السلسلة التي يزعم المتطرفون الصهاينة، أنها بنيت لإخفاء آثار المذبح التوراتي، على مدار السنوات القليلة الماضية، قدمت تلك الجماعات طلبا عبر محاكم الاحتلال لإحياء «طقوس القربان» في المسجد الأقصى، فتلقت رفضا شديدا خشية من انفجار الأوضاع وبحسب المختص في شؤون القدس، زياد إبحيص، فإن القربان هو الطقس اليهودي المركزي الأهم، الذي اندثر باندثار الهيكل، على حد مفهوم الزعم التوراتي، وحينما اندثر الهيكل، اندثرت معه تقديم القرابين، وخسرت اليهودية هذا الشكل من العبادة القربانية، وإحياء طقس القربان يشكل إحياء «معنويا للهيكل» للتعامل مع الأقصى، فالهيكل هو ما يرمز للمسجد الأقصى، حسب منظورهم، وقد بات هيكلا حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه ما تزال إسلامية لكن بعد احتلال القدس عام 1967 عقد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان اجتماعا مع علماء الأقصى والأوقاف وأكد لهم استمرار سياسة "الوضع القائم"، وعدم السماح سوي للمسلمين بالصلاة هناك. ودعمه في هذا الحاخامات الذين يحرمون زيارة ساحة الأقصى أو الصلاة فيها لأسباب دينية، إذ يعتبرون أن اليهود لا يزالون أنجاسا منذ غضب الله عليهم ولابد أن يتطهروا أولا ببقرة حمراء، كما أنهم يخشون أن يجري تدنيس "قدس الأقداس" أي مكان المعبد اليهودي الذي يزعمون أنه أسفل المسجد الأقصى، وفق زعمهم، كانت العناصر الرئيسية لـ "الوضع القائم أو الراهن" تتضمن عدم السماح لغير المسلمين بالصلاة في منطقة المسجد الأقصى (144 دونما تضم الأقصى والمصلى القبلي، وقبة الصخرة، وكافة المصليات والمباني والجدران والباحات) لكن الاحتلال استولي على مفتاح باب المغاربة، للسماح لليهود بالصلاة عند حائط البراق (المبكى)، وسمح لهم بزيارة الحرم القدسي دون الصلاة داخله. ومع تجدد الجدل حول ما سيجري بعد فوز الصهيونية الدينية ومشاركتها في الحكومة، وبسبب التخوف من انفجار الوضع، لو نفذ وزراؤها تهديداتهم بتغيير الوضع الرهن في الحرم القدسي، أصدر رئس الوزراء نتنياهو بيانا للتهدئة، قال في كلمة له أمام الكنيست "سنواصل المحافظة على الوضع القائم، ولن نكون دولة شريعة (هالاخاه) وسنحافظ على نهج اليمين الليبرالي" بحسب صحيفة "هآرتس 13 ديسمبر 2022 لكن تحالفه مع الفاشيين اليهود الداعين للصلاة بالحرم القدسي بالمخالفة لسياسة الوضع الراهن محيرا، ويطرح تساؤلات حول أي وضع راهن يقصد؟ إذ أن خطورة نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي نتج عنها تولي حركة الصهيونية الدينية 5 حقائق وزارية أبرزها الداخلية وشئون الضفة الغربية، تتمثل في تعهد الوزيرين بن غفير وحليفه سمورتيش بحرية اليهود في اقتحام الأقصى، وإلغاء الوضع الراهن، كما أن تيار الصهيونية الدينية "الحردلي الخلاصي" الذي ينتمي إليه بن غفير وسمورتيش، يتبنى التأويل الأكثر تطرفا لفكرة الخلاص اليهودي ونزول المخلص المنتظر، الذي سيجعل اليهود قادة للعالم، وبناء الهيكل على أنقاض الأقصى، وترى هذه الحركات من الصهاينة المتدينين الثوريين أو التصحيحيين أو العلمانيين أن بناء الهيكل الثالث، هو المفتاح لحل كل مشاكل اليهود ومصائبهم وخاصة الدينية والروحية، ويرون أنفسهم أداة الرب لتقريب مجيء المخلص، يؤمنون بـتسريع النهاية لا انتظار مشيئة الرب، كما يدعوهم حاخاماتهم، عبر تسريع اقتحام الأقصى وبناء الهيكل، بحسب دراسة أشرف عثمان بدر الباحث بمركز القدس للدراسات بجامعة بيرزيت 18 مايو 2022. وخلال لقاء تلفزيوني أجرته معه القناة الثانية العبرية بعد وصوله إلى الكنيست للمرة الأولى عام 2016، هدد سموتريتش زعيم حركة الصهيونية الدينية سنهدم الأقصى ونبني الهيكل فورا، والهيكل الثالث سيبنى خلال سنوات على أنقاض المسجد.