تمخضت عقلية الإعلامي زوج(جوز) دنيا سمير غانم أو “رامي رضوان”، فولدت سؤالا ملتبسا لا يُعرف يمينه من شماله، وطرح رضوان سؤاله الغريب على جمهور السوشيال ميديا قائلا ” أيهما تفضلون، تعيش ميسور الحال في بلد غني، ولا تعيش غنيا في بلد ميسور حاله؟” ولم يلبث أن انهالت الصفعات على وجهه من كل حدب وصوب، ورد عليه غالبية المصريين بالقول ” عايزين نعيش في وطن حر يا طبال يا جوز الست “.
وبدأ الذراع الإعلامي رامي رضوان ينافس مصطفى بكري وأحمد موسى في ألقابهما، بعدما بدأ يلتزم باسكريبت برنامجه المقدم له من المخابرات، فقرر النشطاء على السوشيال ميديا “تويتر” و”فيسبوك” التحفيل عليه باعتبار أن أكثر ما سبب شهرته أنه #جوز_دنيا وهي الفنانة دنيا سمير غانم ووالدتها دلال عبدالعزيز.
مش كارك
وقبل نحو 9 سنوات من الآن أغدق السفاح السيسي وعوده بالرفاهية والحياة الكريمة والاستقرار السياسي والاقتصادي على المصريين، وعلى مدار سنوات الانقلاب تكررت الوعود من السفاح بأن مصر ستكون “أد الدنيا”، وبـ “بكرة تشوفوا مصر”، و”أنتوا نور عنينا”، وغيرها من التصريحات التي أثارت سخرية المصريين خاصة بعد الأزمات المتعاقبة عليهم طيلة سنوات حكم العسكر.
ولكن الواقع يكشف زيف هذه الوعود، إذ يعيش المصريون منذ الانقلاب في دوامة من الأزمات والديون غير المسبوقة، بالإضافة إلى التفريط في مقتضيات الأمن القومي المصري والتفوق الاستراتيجي، وبمجرد البحث عن “جوز دنيا” على جوجل يظهر رامي رضوان وأسرته وسخر الناشط أحمد زقوت بالقول “حتى جوجل بيقولك إنك #جوز_دنيا يامفضوح ، عشان تعرص كويس”.
وتعليقا على منشور لعبد الله الشريف كتب “mohamed farag elgarhy”، “التعريص دا مش عبارة عن ميكروفون وشاشة ، لا دا موهبة وحرفة وتكتيك ، الكار دا مش كارك يا #جوز_دنيا”.
وكان الشاعر عبدالله الشريف قد كتب “في حلقة الإعلامي القدير #جوز_دنيا بالأمس كان بيقولنا إن “انخفاض أسعار البنزين بسبب استقرار سعر العملة بفضل سياسات الزعيم القائد، لا ياحبيبي قول لعباس كامل يتفرج على فيلم “كتكوت” وتحديدا الحتة بتاعة “عليا الطلاج ياحج كامل .. أنت اتخضيت” مش عيب تجيبوا ورا وبرضو #مش_هنرضى_بالفُتات”.
وسخر الإعلامي أسامة جاويش من ذراع السيسي ، وكتب على حسابه على توتير “السيد اللي معرفش عنه غير أنه #جوز_دنيا ، من الهاشتاج عرفت أنك مصطفى بكري في نفسك ومشروع أحمد موسى، وبشوية بحث عرفت أن الرائد أحمد شعبان بيحبك وعباس كامل راضي عنك ومحمود السيسي بيدعمك وعرفت أن السيسي بنفسه مدحك، عارف ياسمك إيه أنت في الجيش بيقولوا عليك إيه؟ سيكا آه والله أنت سيكا”.
ابنة عم الصومال
وفشلت الآلة الإعلامية للانقلاب في تضليل عقول المصريين تجاه الخراب الذي يقوده السفاح السيسي، على الرغم من استمرارها في هذا السلوك بلا كلل، ولا ملل، فسائق التوكتوك في مقابلته الشهيرة مع الإعلامي عمرو الليثي، أفاد بأن من يشاهد التلفزيون يشعر أن مصر أصبحت مثل فيينا، بينما الواقع يوضح أنها ابنة عم الصومال، وبعيدا عن السجال السياسي، فرجل الشارع هذه المرة يستمد معلوماته من الواقع المعيش.
وأمام دجل الانقلاب وجد المصريون أنفسهم أمام معضلة اقتصادية حقيقية، من حيث دخولهم المحدودة، والأسعار التي تتزايد بمعدلات متسارعة في أوقات زمنية متقاربة، ويصاحب ارتفاع الأسعار قلة فرص العمل، حيث تتجاوز معدلات البطالة 13%، وسوف تتفاقم مشكلاتا التضخم والبطالة من حجم شريحة الفقراء، حيث يشكل الفقراء 27% من السكان.
ولقد سعت عصابة الانقلاب العسكري في مصر للسيطرة بشكل مباشر على العديد من وسائل الإعلام المتاحة للقطاع الخاص، وبخاصة في مجتمع تصل فيه الأمية إلى 30%، فأنشأت محطات الإذاعة واشترت العديد من المحطات الفضائية، ووظفت العديد من البوابات والمواقع الإلكترونية.
ولم تكتف بهذا بل سيطرت على ما تبقى من وسائل إعلام حكومية بشكل مباشر من خلال إعداد التشريعات واللوائح بهذه المؤسسات، لتعمل المؤسسات الإعلامية المختلفة في الإطار المرسوم لها من قبل حكومات الانقلاب العسكري، فكيف يستطيع القارئ أو المشاهد تجنب تضليل إعلام العسكر؟
كثير من المنصات الإعلامية التابعة للعسكر ومؤيدي الانقلاب هي منابر للأجهزة الأمنية وعلى رأسها المخابرات الحربية، وإن لم تذكر ذلك صراحة فإنه يكون معروفا لاقتراب خطها التحريري منها لذلك؛ كن حذرا من التوجيهات والأجندات الخفية.
وليس مستغربا أن تمرر فضائيات الانقلاب أخبارا تؤذي خصومها من الدول الرافضة للانقلاب، أو تسكت عما يضرها أو يزعج حلفاءها، فقد تحتفي بعض الصحف مثلا بخبر يسيء لقطر أو تركيا، أو تضخم بعض المواقع قيمة دراسة عن حكام مصر العسكريين، أو غير ذلك مما على القارئ أن يفهمه في سياق الوسيلة الإعلامية التي أوردته.
ووجود أجندة انقلاب للوسيلة الإعلامية لا يعني بالضرورة أن الخبر الذي تورده مطعون فيه، لكن قد تتدخل فيه الصياغة الصحفية من التركيز على زاوية بعينها، أو إغفال وإخفاء بعض التفاصيل والخلفيات، أو الاجتزاء من السياق وتغييره؛ أو غير ذلك مما يكوّن انطباعا لدى القارئ مخالفا للحقيقة، وإن كان نص الخبر ذاته ليس كاذبا.
تقول الناشطة جهاد محمود “لم تتأخر وسائل إعلام الانقلاب عن القيام بدورها في استغفال المصريين ومحاولة إقناعهم بأن رفع الأسعار حتمي وفي صالحهم”.
ويرد الناشط محمود كامل “من سنين فاتت إعلام السيسي أقنع الكائنات السيساوية أن قناة السويس الجديدة هتدخل في 100مليار دولار في السنة وأقنعوهم أن مصر بتفرح، والنهارده نفس الإعلام بيقنع نفس الكائنات أن حالة مصر الاقتصادية صعبة جدا ، وأن يستحملوا القرارات الصعبة اللي السيسي هينفخهم بيها”.
